بسمة آل سعيد
بسمة آل سعيد
الثقافة

منتدى التربية الإعلامية الأول يسلط الضوء على تأثير الإعلام الحديث في تربية الأجيال

16 ديسمبر 2020
16 ديسمبر 2020

كتبت: خلود الفزارية

نظمت حملة (تمكن إعلاميا) بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وبالتعاون مع نادي الإعلام وشركة وصل الرقمية حلقة نقاشية ضمن منتدى التربية الإعلامية الأول، الذي يستمر على مدار يومين بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين في جانب التربية والإعلام، ناقشت مفهوم التربية الإعلامية، والتعامل الإيجابي مع وسائل الإعلام بالإضافة إلى الوعي بتأثير هذه الوسائل على الفرد والمجتمع، وقد أدار النقاش أحمد البوسعيدي. وفي بداية الحديث الذي تم بثه على منصة زووم وشبكات التواصل الاجتماعي، أشارت جناب السيدة بسمة آل سعيد خبيرة في الصحة النفسية وصاحبة عيادة همسات السكون إلى أن تأثير الرسائل الإعلامية والإعلانية على المراهقين سلاح ذو حدين وفي مراحل معينة من الممكن أن تزيد السلبية، الواقع أن التأثير في الذكور مختلف عن التأثير في الإناث، كما أن المواقع التي يرتادها الذكور تختلف عن المواقع التي ترتادها الإناث، هناك أطفال ومراهقون قد يصدقون المنشورات غير الواقعية، والأطفال قد يتأثروا بذلك لأنهم لا يملكون القوة الإدراكية للتفريق بين الخيال والواقع، وعن الأمور الأخلاقية، إذا ما سلمنا الطفل الهاتف فسوف يكون المربي له بدون أدنى نوع من الضوابط. كما أن الأطفال قد يتأثروا سلبيا عندما يشاهدون أمورا مخيفة بسبب تهويل الأمور. ومن المؤسف أن نسبة المتابعين من الأطفال والمراهقين تصل إلى 20-40 بالمائة وهو رقم كبير، لذلك وجبت التوعية أولا للأهالي، ثم إلى توجيه الطفل وتثقيفه. مضيفة: أن مشاركة الطفل في برامج وندوات التوعية ضرورية، لأن الموضوع يخص الطفل ولتوصيل الرسالة له من باب الأولى حضوره وتفاعله، ويمكن الاستفادة من رأي الطفل وعمل دراسات من النقاط التي يقدمها عند مناقشته، منوهة على ضرورة السلاسة في التعامل مع الطفل والابتعاد عن النصيحة المباشرة، فالأسلوب هو من يحفز الطفل للاستماع وتقبل النصائح، مستذكرة حملة اليونيسيف هاشتاج حاسب على كلامة التي أطلقت ضد التنمر، وأن الأسلوب كان حديثا متناسبا مع أفكار الجيل الحالي وسلس، مما أوصل الرسالة إلى الأطفال لنبذ التنمر والابتعاد عنه. التربية الإعلامية وعن التربية الإعلامية في الفترة الحالية، يوضح خلفان العاصمي المدير التنفيذي لشركة الإعلام: إننا نعيش في عصر أصبح فيه من الضرورة توعية الأبناء بطريقة سليمة وواضحة بكل المفاهيم المرتبطة بالإعلام الرقمي الحديث، وبكيفية التعامل مع الإعلام الرقمي. ومن ضمن رسائل الإعلام التربية، وله صلة وثيقة جدا بالتربية، كما أن الإعلام التربوي من القطاعات التي نشأت في وقت مبكر من زمن النهضة المباركة في عام 1970، ومن عاصر تلك الفترة يتذكر برنامج "نحو حياة أفضل" في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وكانت تتبناه وزارة التربية والتعليم، وكان هناك قسم للإعلام التربوي يتبع دائرة الأنشطة التربوية، وفي عام 1997 صدر هيكل منظم لوزارة التربية والتعليم بحسب مرسوم سلطاني، وجاء من ضمنه صدور دائرة للإعلام التربوي، ومن هناك توسعت المسؤوليات والمهام المناطة بدائرة الإعلام التربوي، إلا أن وسائل التواصل الحديثة التي أصبحت متاحة ومتوفرة في أيدي الطلبة والطالبات، جعل الرسالة يجب أن تختلف والتوعية يجب أن تكون باللغة المبسطة التي تصل للطفل أو الطالب مهما كان عمره. ومع ظهور (كوفيد 19) أصبحت المنصات التعليمية سواء التي تشرف عليها وزارة التربية والتعليم أو المنصات الأخرى بحاجة إلى توعية وبعض الرقابة من ولي الأمر والقائمين على هذه المنصات. مضيفا: أن الإعلام التربوي أو الموجه، يبين أنه في الوقت الحالي يمتلك الكثير من المراهقين حسابات خاصة وقنواتهم الخاصة، وماذا يقدم من خلال الحساب؟ فالمحتوى يحتاج إلى التوجيه من الوالدين والمدرسة، والرقابة الدائمة ستكون معدومة بسبب امتلاك الشخص جهازه الخاص، والأوقات التي يستخدم فيها وسائل التواصل، وهنا يجب تعزيز القيم من خلال المدرسة ومؤسسات الإعلام المختلفة، ومن خلال الأسرة. والإعلام التقليدي يمكنه ضبط المحتوى وتوجيهه، ولكن في الإعلام الحديث أصبحت الشهرة تستهوي الكثير من الأطفال والكبار وحب الظهور، وبعض أولياء الأمور يشجعون أبناءهم على ذلك بدون تحديد المحتوى الذي يقدم، وربما قد لا يتناسب مع عمر الطفل أو القيم المجتمعية، فالرقابة من جانب الأسرة والمدرسة عملية تكاملية. مفهوم التربية الإعلامية وقد أوضحت الدكتورة فاتن بن لاغة أستاذة العلاقات العامة المساعدة بقسم الإعلام في جامعة السلطان قابوس: أن التربية بوسائل الإعلام يقصد بها المهارات التقنية لاستخدامات وسائل الإعلام والتكنولوجيا، وتعني أن المضامين والمحتويات تأتي في خدمة مناهج التعليم، مثل الأفلام والفيديوهات والمنصات التعليمية. ووقع التفكير في مفهوم التربية بوسائل الإعلام منذ ستينات القرن الماضي بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، والاتحاد الأوروبي والهدف نفعي في كيفية توظيف وسائل الإعلام والاتصال في ذلك الوقت في العملية التعليمية والتنشئة الاجتماعية، وجاء تقرير ماك برايد المعروف باللجنة الدولية لدراسة مشاكل الاتصال، وتوصل إلى وجود عمق كبير في الاختلال القائم في التدفق الإخباري بين دول الشمال والجنوب مما شكل دافعا للدول النامية للمزيد من الاشتغال على تفعيل حضورها في مجال المعلومات والأخبار. ومن توصيات اللجنة، ضرورة مراجعة وظائف المدرسة في ضوء تأثير وسائل الاتصال والإعلام ومنها أن تتضمن برامجها تدريب الطلاب على حسن استعمال وسائل الاتصال والبحث عن معلومات متوفرة في هذه الوسائل، واتجه الرأي إلى كيفية تسخير وسائل الاتصال والإعلام بما يخدم المنظومة التربوية والتعليمية. وبعدها توجه التركيز من التربية بوسائل الإعلام إلى التربية على وسائل الإعلام، لأن الإعلام اكتسح العالم مسميا وموجها ومربيا، والتربية على وسائل الإعلام تعني حسن استغلال وسائل الاتصال والإعلام وتجنب الكثير من المضامين غير الملائمة للبيئة والسياقات الاجتماعية والنفسية والأخلاقية. وأصبح المفهوم يشكل محورا كبيرا، والكثير من المنظمات في العالم ومراكز البحوث والدراسات تحاول أن تفهم عن طريق وسائل التربية على وسائل الإعلام سلوك المتلقي مع استخدام هذه الوسائط، وقد قطع أشواطا كبيرة. مضيفة: أن المركز الوطني للإحصاء أشار إلى أن 94 بالمائة من العمانيين يمتلكون حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي، بمعدل 6 ساعات في اليوم، كما أن الدراسة أوضحت في رأي المشاركين أن استخدام الأطفال أقل من 18 عاما له الأثر السلبي عليهم. فهذا ما يؤكد ضرورة التوعية، والإشكالية الكبيرة تقع في المحتوى الذي تبثه وسائل التواصل الاجتماعي، والوسائط الرقمية من النشرات الإخبارية الزائفة واستخدام المصطلحات المشبوهة والتلاعب بالصور، والتمويه في استخدام الأرقام، وخطورة الإعلانات التي يشاهدها الأطفال والكبار على حد سواء. التأثير على القيم من جانبها أشارت نيلاء البلوشية استشارية تربوية ومدربة معتمدة في التنمية البشرية إلى ضرورة الاهتمام بالطفل وبناء شخصيته وتنمية معارفه وتهذيب أخلاقه، ولكن يجب ألا نغفل أن هذا الطفل يبني أحكامه من الواقع الذي يعيشه. وفي السابق حين كانت الوسائل الإعلامية متوفرة للكبار، كان الطفل يستمد تربيته من الوالدين والمدرسة والمجتمع القريب من الطفل، ولكن الآن بعد أن أصبحت التقنية متاحة للطفل أصبحت هذه التقنية تساهم في تربية الطفل. فلو أعطينا الطفل الأجهزة دون رقابة أو توجيه سنتفاجأ بظهور سلوك غريب وتصرفات جديدة لم نعرفها من قبل، لأن هناك مربيا آخر أصبح شريكا ومتواجدا ومؤثرا، لأن الوسائل تؤثر في الأطفال، ولا يمكن أن نبعدهم عن التقنيات، لذلك يجب أن نحضر الأبناء لهذه التربية ونجهزهم لكي تكون التقنية موجودة ولكن لا يتلقى المعلومة منها إلا بوجودي كأب أو أم أو معلم، لنستطيع أن نضمن التأثير لهذه الوسائل الإعلامية على أبنائنا. مضيفة: أن ترسيخ القيم تحتاج إلى خطة، ففي هذا الزمان يجب على الآباء أن يتعلموا التقنيات وتوعية أنفسهم، مع ضرورة وجود القدوة التي تساهم في بناء شخصية الطفل، وما نوجه به أبناءنا يجب أن نقوم به أولا، من خلال تنظيم الوقت، كما أننا بحاجة إلى صناعة إعلامية موجهة للطفل تسهم في غرس القيم والمبادئ المثلى في نفسه وعقله، وأن تكون موجهة بطريقة مناسبة لتشد الطفل، للتخلص من القيم الدخيلة علينا، وغرس القيم المهمة، بإشراف تربويين ومتخصصين.