oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

رؤية عمان وطريق المستقبل

15 ديسمبر 2020
15 ديسمبر 2020

منذ قرن من الزمن لم يمر العالم بنفس الظروف التي يمر بها اليوم، اقتصادا وسياسة وصحة، وعدم يقين بالمستقبل في ظل جائحة تعصف باقتصاده وتعيد بناء نظام عالمي آخر لا يشبه النظام السابق ولا المرتكزات التي يقوم عليها والروابط التي كان قد بناها منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية ومرحلة نهاية الحرب الباردة. وصاحب كل هذه المتغيرات توتر سياسي في الكثير من بقاع العالم المؤثرة في خطوط الاقتصاد وشرايين الطاقة تنذر بالمواجهة بين حين وآخر. ولم تكن السلطنة في معزل عن المتغيرات التي يشهدها العالم في المجالين الاقتصادي والصحي وأثرت تأثيرا بالغا في كل نواحي الحياة وخططها، إلا أن القيادة الراسخة والمتزنة في هذا البلد العريق سلطنة عمان والمستمدة من تقاليد ورؤى عمرها عمر الزمن استطاعت توليد خطط بديلة مرحلية في البداية ثم ارتكازية لها صفة الديمومة والمرونة كذلك في وقت قياسي حتى تواكب المتغيرات التي تشهدها المرحلة ويتطلبها النظام العالمي الجديد.

وجاء إطلاق حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- أمس لرؤية «عمان 2040» تأكيدا على إرادة القيادة وقدرتها على قراءة المستقبل بشكل متميز وفق المعطيات والمتغيرات في العالم. وإذا كان للقادة الذين يصنعون التاريخ في العالم مشاريعهم التي يُخلّدون بها على الدوام فإن رؤية «عمان 2040» هي أولى مشاريع السلطان هيثم الكبيرة التي من شأنها أن تنقل عُمان إلى حيث طموحات العمانيين العظيمة. وميزة هذه الرؤية أنها جاءت بتوافق شعبي ومشاركة كبيرة من كل قطاعات المجتمع العماني عبر سنوات هندستها الماضية.

واستطاع السلطان هيثم خلال أقل من عام، ورغم كل التحديات التي مرت بها عُمان ومر بها العالم من إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة هيكلة أكثر حداثة وأكثر «رشاقة» ليكون جزءا من الأرضية الصلبة التي ستتموضع عليها روافع الرؤية وأذرعها، وعلى العمانيين جميعا ودون استثناء العمل على إنجاح هذه الرؤية لأن فيها وفي برامجها ومرتكزاتها خيرا لعمان والعمانيين وتحقيق الكثير من الطموحات التي يصبو إليها الجميع في هذا البلاد العظيم.

كل المؤشرات التي نستطيع استقراءها من المتغيرات التي تحدث في البنى الإدارية وفي توجيه السياسات الداخلية تشير إلى مستقبل مشرق وإلى دخول عمان إلى مرحلة مختلفة تماما بعد سنوات تأسيسية ماضية. وعلى مر القرون استطاعت عمان أن تجدد في نهضتها وتتجاوز كل التحديات البنيوية والطارئة لأنها حضارة في دولة، وزمن ضارب في القدم لكنه ممتد نحو المستقبل.. ومن أجل استمرار كل هذا كلنا خلف السلطان من أجل مستقبل عُمان.