1554517
1554517
عمان اليوم

دراسة تسلط الضوء على الضغوط النفسية لدى أسر الأطفال المعوقين في البيئة العمانية

12 ديسمبر 2020
12 ديسمبر 2020

يعانون من مشاكل اقتصادية ونفسية واجتماعية -

قدوم طفل من ذوي الإعاقة ليس بالحدث السهل على الأسرة بأكملها، ويشكل منعطفات خطيرة في حياتها، تؤثر بشكل مباشر على كثير من الجوانب الاجتماعية، والاقتصادية، والسلوكية، والعاطفية، والانفعالية..

وكما أن الطفل يؤثر على أسرته فإن الأسرة تؤثر على طفلها، ويتضح أثر الطفل على أسرته بصفة خاصة عندما يكون طفلا غير عادي (من ذوي الإعاقة)، فعواقب الإعاقة والمشاكل الناتجة عنها لا تقتصر على الطفل فحسب، بل تمتد إلى الأسرة نفسها بجميع أعضائها، ويكون ذلك بدرجات متفاوتة، حيث يعاني آباء وأمهات هؤلاء الأطفال من ضغوط نفسية مرتفعة، ومن أهم أسباب هذه الضغوط الجهد المضاعف الذي يبذله آباء وأمهات هؤلاء الأطفال ليظهر الطفل بصورة مقبولة أمام الآخرين، بالإضافة للآثار السلبية للإعاقة، مثل الانفعالات القوية التي تسبب الشعور بالفشل، مما يهيئ لحدوث الصراعات والمشكلات الأسرية، وغالبًا ما تجد الأسرة نفسها في وضع صعب، يفرض عليها البحث عن خدمات لطفلها، سواء كانت هذه

الخدمات نفسية، أو اجتماعية، أو تربوية، أو طبية، أو تأهيلية

وتشكل عملية تنشئة الطفل المعوق مهمة بالغة الصعوبة لمعظم الأسر، إذ تواجه أسر الأطفال من ذوي الإعاقة الكثير من الضغوط النفسية خلال محاولتها التكيف والتعايش مع الطفل المعوق.

لذلك قام ضياء الدين محمد المرادني أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل بمركز الوفاء لتأهيل الأطفال المعوقين بشناص بدراسة بعنوان(الضغوط النفسية نتيجة وجود طفل من ذوي الإعاقة ضمن أفراد الأسرة العمانية وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات واحتياجات الأسرة المعرفية والمادية والمجتمعية والاجتماعية). (دراسة مطبقة على آباء وأمهات الأطفال من ذوي الإعاقة بولاية شناص).

وقال: هذه الدراسة لتسليط الضوء على الضغوط النفسية لدى أسر الأطفال المعوقين وأهم التأثيرات المحتملة نتيجة ذلك في البيئة العمانية، ومن الناحية التطبيقية يتوقع أن تساهم هذه الدراسة في تعريف أولياء الأمور بالتأثيرات التي يمكن أن تحدث لهم، ومن ثم التعرف على السبل الصحيحة للتعامل معها، وبشكل عام تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على الآثار النفسية للإعاقة على أسر الأطفال من ذوي الإعاقة في السلطنة.

وأضاف: يسعى البحث إلى تحقيق الأهداف التالية:

1 -معرفة طبيعة العلاقة بين الضغوط النفسية لدى أولياء أمور الأطفال من ذوي الإعاقة وعدة متغيرات، منها درجة إعاقة الطفل، وعمر الطفل، والمستوى التعليمي لأولياء الأمور، والمستوى الاقتصادي لأولياء الأمور.

2 - معرفة حاجات أولياء أمور الأطفال من ذوي الإعاقة مما يساعد على توفير هذه الحاجات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم ولأبنائهم، وتفعيل مشاركتهم في تلك الخدمات، وتحديد تلك الحاجات حسب أولويتها وأهميتها.

٣ -التعرف على الفروق بين آراء أولياء أمور الأطفال من ذوي الإعاقة في الحاجات المعرفية، والمادية والمجتمعية والاجتماعية.

٤ -تسليط الضوء على أهمية تقديم الرعاية، ليس فقط للأطفال من ذوي الإعاقة، بل وأسرهم أيضا، في ضوء المشكلات النفسية التي يتم اكتشافها، وذلك عن طريق التخطيط لبرامج تقي الطفل المعوق وأسرته الوقوع في هذا النوع من المشاكل.

٥ -الخروج بتوصيات تساهم في التعامل مع الضغوط النفسية، الناجمة عن وجود طفل من ذوي الإعاقة.

النتائج والتوصيات:

وتوصل الباحث في دراسته إلى النتائج التالية:

1ـ عدم كفاية دخل كثير من أسر الأطفال من ذوي الإعاقة وشكوى بعض الأسر من قصور المساعدات أو الدعم المادي من قبل الحكومة لهم. ويمكن حل هذه المشكلة من خلال العمل على زيادة مستوى دخل الأسرة التي تعاني من مستوى دخل منخفض لمواجهة زيادة متطلباتها، وتوفير فرص عمل لأفرادها، وكذلك صرف معونات شهرية لأسرة كل طفل معوق بحيث تكون المعونة لنوع وشدة الإعاقة وليس مبلغا ثابتا وذلك بعد تقديرها من قبل لجنة مختصة بذلك.

2- التكلفة المادية لرعاية الطفل المعوق والتي تفوق إمكانيات بعض الأسر، والحل يكون بالعمل على تخفيض التكاليف المادية، وإعفاء الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم من أي تكلفة تخص الرعاية الطبية أو التأهيل في المستشفيات، وكذلك توفير التدريب المهني المناسب لقدرات كل طفل من الأطفال ذوي الإعاقة ليعتمد هؤلاء الأطفال على ذاتهم فيما بعد.

3-قصور بعض السياسات والتشريعات الخاصة بكفالة ورعاية أسر الأطفال من ذوي الإعاقة ماديا، وهذا يتطلب العمل على إلزام الجهات المختصة بكفالة ورعاية أسر الأطفال من ذوي الإعاقة.

4-عدم وجود مصادر لتمويل برامج رعاية أسر الأطفال من ذوي الإعاقة. لذا يمكن توفير قروض ميسرة لعمل مشروعات صغيرة يستفيد منها الطفل المعوق وأسرته.

5-ضعف مساهمات المنظمات الأهلية ومؤسسات القطاع الخاص في برامج رعاية أسر الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم. فيمكن إنشاء صندوق لرعاية أسر الأطفال من ذوي الإعاقة بكل محافظة ليقبل التبرعات والهبات والوقْف ويوجه تمويله للأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم، وذلك لدعم المشاريع ذات الصلة بهم.

6-شكوى بعض الأسر من قصور البرامج والخدمات الترفيهية والاجتماعية الموجهة لأبنائهم، لذا من الضروري توفير برامج ترفيهية لأسر المعوقين.

7-ضعف الوعي بكيفية التعامل والتفاعل من قبل الأسرة مع طفلها من ذوي الإعاقة، ويكون حل هذه المشكلة بالعمل على رفع الوعي لدى الأسر.

8-الاتجاهات السلبية المشوبة بالفضول أو السخرية أو الشفقة الزائدة من قبل بعض أفراد المجتمع نحو الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم، وهنا يجب العمل على تغيير ثقافة المجتمع في كيفية التعامل معهم.

9-ضعف الاهتمام المجتمعي وغياب المساندة الاجتماعية، فيمكن تنظيم حملات إعلامية متنوعة عبر وسائل الإعلام المختلفة لحث وتشجيع أفراد المجتمع لتحقيق المساندة الاجتماعية لهذه الأسر.

10ـ التوترات والضغوط الناتجة عن وجود طفل من ذوي الإعاقة بالأسرة، وهنا على الجهات ذات العلاقة إيجاد طرق للتعامل مع كل مشكلة يتعرض لها أولياء الأمور نتيجة ذلك.

11- نقص المشاركة الفعالة من قبل أولياء الأمور في وضع الخطط اللازمة للتعامل مع حالة أطفالهم والمساعدة في تنفيذها. لذا من الأهمية بمكان، العمل على تشجيع المشاركة الفعالة لأولياء الأمور في التعامل مع إعاقة طفلهم وتطوير الدور الفعال والحيوي الذي يلعبه الأهل في حياة طفلهم المعوق.