حلقة "الاستثمار الثقافي والسياحي"بمسندم تناقش أولويات رؤية عمان ٢٠٤٠ في الهوية والتراث

بخاء – أحمد خليفة الشحي

ناقشت حلقة الاستثمار الثقافي والسياحي بمحافظة مسندم، أولويات رؤية عمان ٢٠٤٠ في المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية والاستثمار المستدام للتراث والثقافة والفنون، جاء تنفيذ الحلقة في النادي الثقافي - فرع مسندم عن طريق الاتصال المرئي بمشاركة المهندسة إيمان بنت صالح الصلتية ويوسف بن عبدالله الشيزاوي وأدار الحلقة النقاشية محمد بن سليمان الظهوري.

في بداية اللقاء تحدثت المهندسة إيمان الصلتية عن مفهوم المكون الثقافي وأهميته حيث أشارت إلى أن الاهتمام بالتراث والثقافة وربطهما بالسياحة كانت وما زالت محل اهتمام الحكومة حيث إن من أولويات رؤية عمان ٢٠٤٠ أولوية المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية وأن التوجه الاستراتيجي لهذه الأولوية إيجاد مجتمع معتز بهويته وثقافته وملتزم بمواطنته والتي تهدف إلى استثمار مستدام للتراث والثقافة والفنون يسهم في نمو الاقتصاد، مضيفة بأن المكون الثقافي لأي مجتمع يعتبر عنصر جذب سياحي وهنا تكمن أهميته حيث إن هناك أهمية في تكوين صورة ذهنيه للبلدان فمثلا حين نرى الأهرامات نعرف أننا نتحدث عن مصر وتاج محل في الهند وفي عمان لدينا القلاع والحصون وهي تعزز الهوية الثقافية والشعور بالانتماء.

جذب سياحي

وأشارت إيمان الصلتية إلى أن زيارة المواقع الثقافية والتراثية تدر دخل هائل على المجتمع وتفيد المستثمرين في قطاع السياحة لإثراء رحلاتهم وتنظيمها بشكل لافت كذلك يوفر فرص العمل في مسندم، مضيفة بأنه لدينا العديد من المكونات الثقافية التي بإمكانها أن تشكل عناصر جذب وقوة لرفد السياحة على سبيل المثال لا الحصر بيت القفل الذي يحكي كيف طوع الإنسان في مسندم الطبيعة من حوله لخدمة احتياجاته ويدل على براعة الانسان العماني في التأقلم مع ظروف الحياة وأيضا جزيرة التلغراف ذات الشواهد التاريخية العريقة حاضنة لأول خط اتصالات في الخليج لتكن هي موقع لمحطة الارسال في عام ١٨٦٤ م وكذلك موقع سيح الدير الاثري في دبا و أحافير جبل حريم وحصن خصب وحصن بخاء و حصن الكمازرة والأفلاج في مدحاء .

وحول محور تحويل التراث الثقافي إلى منتج قالت الصلتية نحن بحاجة لجهد كبير في مسندم حيث نحتاج لدعم المجتمع الذي نمى وترعرع بين هذه الطبيعة وتنمية المجتمع المحلي الذي يتعامل مع كل هذه المكونات كالترويج لحصن خصب و حصن الكمازرة للتعريف بكمزار وتاريخها ونمط معيشة أهلها ولهجتهم الفريدة .

تجربة ناجحة

وفي ختام حديثها قالت إيمان الصلتية بأن محافظة مسندم ثرية بحرف تقليدية مميزة و حرفيين يتقنون حرفهم ونحن بحاجة لدعم الحرفيين في المحافظة من أجل الخروج بمنتج حرفي يصل للمعارض الدولية و تسويق منتجاتهم وبالتالي يعتبر مشروع زري خصب - المختص في استقبال السياح القادمين إلى ولاية خصب عبر السفن السياحية والمنافذ البرية والجوية والترويج للتراث الثقافي في محافظة مسندم- تجربة ناجحة في هذا المجال حيث تقوم القائمات على المشروع بتعريف السياح بالتراث الثقافي للمشروع و استقبال السياح في جو عائلي وتعريفهم بالمأكولات الشعبية مما يتيح لهم الفرصة لتجربة اللباس التقليدي و نقش الحناء و خوض تجربة فريده مع المجتمع المحلي ويسعى المشروع للحصول على رخصة لممارسة الإرشاد السياحي و اثراء التجارب السياحية في مجال السياحة الثقافية وترويج التراث الثقافي لمحافظة مسندم .

وتطرق يوسف بن عبدالله الشيزاوي حول مسيرة عمله في النشاط الثقافي في نادي خصب الرياضي حيث كان مشرفا ثقافيا لمده ثمان أعوام وتطرق في حديثه عن الأنشطة التي كان يقوم بها ومن ثم انتقاله الى المجال السياحي بحصوله على رخصة الإرشاد السياحي التي كان يهدف منها إلى تبادل الخبرات مع السياح و إبراز الثقافة العمانية للسياح والاستفادة من خبرات السياح وثقافاتهم المختلفة حيث كان يعرض عليهم العادات والتقاليد العمانية الاصيلة في ما يستمع منهم عن عاداتهم وتقاليدهم وقد ركز في حديثه على أكثر الأسئلة التي يتعرض لها المرشد السياحي وذكر ان السياح غالبا ما يأتون متشوقين لمعرفه ثقافه الآخرين وعاداتهم وتقاليدهم.

تبادل الثقافات

بعد ذلك عرض يوسف الشيزاوي فرص الاستثمار الثقافي والسياحي في لجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان فرع مسندم بصفته نائبا لرئيس اللجنة واستعراض أهم الفرص المتاحة التي يمكن من خلالها الاستفادة من الخدمات التي تقدمها مختلف الجهات الحكومية وفي آخر حديثه حول تبادل الثقافات من بوابة السياحة عرض بعض المواقف التي عايشها في تجربته وكيف يمكن تبادل الثقافات بين الشعوب من خلال السياحة.

كما تحدث يوسف الشيزاوي أيضا عن الفرص الاستثمارية المتنوعة في السياحة حيث ذكر السياحة الطبيعية وسياحه المغامرات والسياحة في التاريخ ضاربا بعض الأمثلة أثناء لقائه مع بعض السياح في تجربته بالإرشاد السياحي وذكر يوسف الشيزاوي في معرض حديثه عن السياحة أن هناك كثير من الفرص الاستثمارية السياحية الثقافية وطلب من الحضور فقط المبادرة في اتخاذ قرار المشاركة في المشاريع السياحية حيث الفرص متوفرة و تسهلها الحكومة بشكل كبير وخير مثال على ذلك مشروع زري الذي بدأ صغيرا وصار بهذا الحجم في الوقت الحالي وعند سؤاله عن دور اللجنة السياحية في غرفه تجاره وصناعه عمان فرع مسندم في دعم الشباب للتوجه نحو السياحة ذكر يوسف الشيزاوي أن هناك خطه لتدريب الشباب للانخراط في الإرشاد السياحي بالتعاون مع المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظه مسندم لكنها توقفت بسبب أحداث الجائحة وعند زوال الجائحة سيتم إعادة طرح المشروع مره اخرى لدعم الشباب نحو التوجه إلى الإرشاد السياحي والاستفادة من المعطيات الموجودة على ارض الواقع الخاص .