oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

عودة إلى تشجيع المنتجات العمانية

08 ديسمبر 2020
08 ديسمبر 2020

مع الظروف التي فرضتها جائحة كورونا المستجد «كوفيد 19» في كل دول العالم، فقد اتجهت بعض الدول إلى الاهتمام الكبير بالمنتجات والتصنيع المحلي بدلًا من الاستجلاب من الخارج لظروف الجائحة، هذا الأمر جعل التفكير في المنتج المحلي يحتل أولوية على خيارات الاستيراد برغم أن الاتجاه الآخر مضى في دول أخرى.

في السلطنة ومنذ سنين طويلة ظل ثمة تفكير مستمر في تعزيز المنتجات المحلية وجعلها تحتل الأولوية لدى المستهلك المحلي سواء كان مواطنًا أو مقيمًا، ولا يتحقق ذلك بالطبع بمجرد الإرادة أو الترويج إنما يكون واقعيًا في المقام الأول عبر فرض هذه المنتجات لنفسها بكونها ذات جودة عالية وقادرة على المنافسة الحقيقية من حيث المعايير المطلوبة في السوق من قبل المستهلكين، كذلك المنافسة في السعر وغيرها من العوامل الجاذبة.

يمكن الإشارة في هذا الإطار إلى تجربة شركة مزون التي استطاعت عبر وقت وجيز، حوالي العام، أن تحقق صورة ذهنية جيدة في السوق المحلي وتنافس بقوة بل تزيح منتجات مستوردة في الألبان، وهذا ما يعيدنا إلى السؤال حول ماهية المطلوبات أو الاشتراطات التي تجعل من منتج معين أيا كان نوعه يكون قادرًا على الصمود والتنافس الحقيقي؟

مثل هذه التجارب الناجحة حتمًا تتطلب الدراسة المستفيضة والاستفادة منها بحيث نأخذ منها النقاط الإيجابية وندعم بها المشروعات الوطنية المتعددة في شتى مشارب الإنتاج الاقتصادي من صناعي لزراعي لغيره، بحيث يكون لنا أن نعزز بالفعل المنتجات المحلية عبر أدوات معرفية وعلمية وليس مجرد رغبة فحسب.

إنَّ عملية سيادة المنتج المحلي هي قبل كل شيء تعبر عن الولاء الوطني وحب الأرض ودعم المجتمع لبعضه البعض، لكن ذلك كما سبقت الإشارة مرتبط بعناصر أخرى لابد من توفرها خاصة فيما يتعلق بالجودة والمنافسة السعرية، وديمومة هذه المنتجات في قدرة الشركات على الاستمرار والعطاء ومراجعة الأخطاء بشكل سريع، بمعنى القدرة على التكيف مع سائر المستجدات على المستويات المختلفة في الأسواق التي هي ذات طبيعة سريعة التغير والتحول في عالمنا اليوم.

أيضًا لابد من الإِشارة للجوانب الأخرى التي تتعلق بقضايا الترويج والتسويق، التي تتكامل مع الإنتاج الجيد والقادر على المنافسة فعليًا، وهنا سوف نتوقف مع الحملات الترويجية العديدة التي تحمل شعار «صنع في عُمان» وتنظمها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة. ولابد أن هذه الفعاليات رائعة ومفيدة، إذا ما شهدت التفاعل الطيب من المجتمع، لتكون النتائج لصالح الجميع. يبقى القول أخيرًا إن ثمة عملية متكاملة تبدأ من الإنتاج إلى عمليات التسويق والوصول إلى المستهلكين في دورة كلية العناصر، وحيث يبدو من المهم أيضًا العمل على تدريب الكوادر الوطنية الفاعلة والقادرة على الإضافة في هذا المقامات، لتطوير المنتجات وإعطائها الطابع التنافسي، كما لن ننسى الأدوار الأخرى سواء من الجانب الحكومي أو الشركات لبعضها البعض في عمليات الدعم المادي واللوجستي والمعرفي إلخ .. لتطوير وحفز التجارب نحو الأفضل.