1550978
1550978
الرياضية

عبد العزيز الريامي يروي قصة الإنجاز وصعود نزوى لدوري عمانتل

06 ديسمبر 2020
06 ديسمبر 2020

بعد 18 سنة من المحاولات المتواصلة ابتسم الحظ للفريق أخيرا هذا الموسم -

الفريق يحتاج الكثير من الإعداد حتى لا يكون ضيف شرف في الدوري -

حوار - حمد الريامي -

بعد أكثر من 18 موسما قضاها نادي نزوى في أحضان الدرجتين الأولى والثانية على الرغم من المحاولات التي كانت تأتي بين موسم وآخر من مجالس الإدارات التي تعاقبت على قيادة النادي إلا أن الحظ يعاند كل تلك الجهود ويقف حاجزا للجميع في تحقيق الطموح الذي يسعى إليه النادي على الرغم من الإمكانيات التي قدمتها مجالس إدارات النادي والجهود الكبيرة من الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين الذين تم استقطاب عدد منهم من داخل السلطنة وآخرين تم التعاقد معهم من خارج السلطنة إلا أن تلك المحاولات تصطدم بالفشل وخاصة في السنوات الأخيرة الذي كان فيها الفريق قريبا من بلوغ الآمال للوصول إلى دوري الأضواء. ولم يصل نزوى إلى دوري الأضواء من خلال الصعود في السنوات الماضية إلا من خلال القرار الوزاري رقم: 108/2002 بتاريخ : 29/6/2002م من خلال مشروع الدمج مع بركة الموز في ناد واحد إلا انه لم يصمد وهبط مباشرة للدرجة الأدنى.

وقد تكون اختلفت الظروف في الموسم الحالي 2019/2020 ووقف هذه المرة الحظ بجانب الفريق ليس من خلال الإمكانيات التي وفرها مجلس الإدارة فقط ولكن من خلال التضحيات التي قدمها عدد من أعضاء هذا المجلس وتكاتفهم وتعاونهم مع الجهازين الإداري والفني وقربهم دائما من اللاعبين الذين سعوا إلى تذليل العقبات وإيجاد الطرق والبدائل نحو تحفيزهم بما هو متوفر لأجل أن يتقدم الفريق خطوات في الدوري ويكون قريبا من بلوغ الصعود بداية من المرحلة الأولى مرورا بمباريات الذهاب في المرحلة النهائية حتى تحقق الحلم في آخر مباراة يوم 20 أكتوبر الماضي مع بدية بالهدف الأغلى في الدوري الذي أحرزه المحترف سيسيه في الدقيقة 74 من زمن الشوط الثاني ، وجاءت مباراة الدرع مع الاتحاد الصاعد والذي كان سيفلت منه إلا أن سيسيه كان حاضرا أيضا هذه المرة ليحرز هدف التعادل في الوقت القاتل وبعدها تبتسم له ضربات الترجيح 6/5 ويسجل اسمه بماء الذهب كبطل للموسم الحالي.

قصة الإنجاز

قصة الإنجاز التي تحققت في هذا الموسم 2019/2020 يرويها مدرب الفريق عبدالعزيز بن منصور الريامي منذ بداية توقيع عقد التدريب مع مجلس الإدارة مرورا بتكوين الفريق ومع التحضيرات والاستعدادات التي بدأت متثاقلة حتى الدخول في أجواء مباريات المرحلة الأولى من الدوري مرورا بالتأهل للمرحلة النهائية وما بها من تحديات في مباريات الذهاب ومن بعدها الإياب حتى ابتسم للفريق الحظ وصعد إلى دوري عمانتل للموسم المقبل 2020/2021 حتى تحقيق لقب الدوري أمام الاتحاد الذي شاركه الصعود ومعهم المصنعة.

حيث قال الريامي: في البداية أبارك لجماهير نزوى هذا الإنجاز التاريخي والجماهير الوفية وكل المحبين والداعمين للنادي، كما أبارك لأعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم رئيس النادي المهندس خلفان بن صالح الناعبي ولزملائي بالجهاز الفني والإداري والطبي واللاعبين على هذا الإنجاز الذي تحقق بفضل الله والجهود الكبيرة التي بذلت طوال موسم شاق تخلله توقف طويل بسبب الظروف التي تعلمونها، ومع كفاحنا الطويل والصبر وتحدي الصعاب والعثرات وتجاوزها بهمة وإرادة الجميع استطعنا أن نحولها لإنجاز سعدنا به وأسعدنا به أهلنا وكل سكان ولاية نزوى ذات العراقة التاريخية التي تستحق أن يكون ناديها في دوري الأضواء حيث مكانته الطبيعية.

البدايات الأولى

وقال الريامي: بدأنا الإعداد مبكرا بعد التعاقد مع النادي والاجتماع مع مجلس الإدارة والذي أعطانا الضوء الأخضر في إعداد الفريق بالشكل المطلوب من خلال استقطاب مجموعة من اللاعبين المحليين والمحترفين حيث كانت الأهداف واضحة وهو الصعود أولا للمرحلة النهائية من الدوري ولم يكن هناك تفكير في الصعود لدوري عمانتل لكن وجدنا بأن الفرصة سانحة من خلال الأداء الذي قدمه اللاعبون والنتائج الإيجابية التي حققها الفريق حيث تم استغلالها بالشكل الجيد ، حيث كان هناك انضباط والتزام من اللاعبين بالتدريبات وقد وفرت كافة المستلزمات التدريبية وعوامل النجاح من مجلس الإدارة ودخلنا التصفيات الأولية مع مجموعة قوية مثل سمائل وعبري والوسطى والبشائر وتمكنا بفضل الله من الحصول على المركز الثالث المؤهل إلى التصفيات النهائية رغم الظروف التي واجهتنا خلال هذي المرحلة كتقليص عدد التعاقدات التي تتماشى مع الإمكانيات المالية المتاحة للنادي وعدم تجاوزها والإصابات التي طالت لاعبين مؤثرين، ومع فترة الانتقالات الشتوية قمنا بتعزيز الفريق ببعض الانتدابات كان لها دور في تحسن أداء الفريق وتوفر البدلاء المؤثرين القادرين على تغيير النتيجة متى ما تم الاستعانة بهم.

المرحلة الأخيرة من الدوري

وأضاف مدرب نزوى: مجموعتنا كانت الأصعب حيث ضمت صفوة الأندية المصنعة وبدية وسمائل وبوشر والمضيبي ونزوى وبفضل الله استطعنا أن نتصدر المجموعة منذ البداية ولكن بعد فترة التوقف التي استمرت 7 أشهر بسبب جائحة كورونا وسفر اللاعبين الأجانب وعودتهم مرة أخرى قبل 15 يوما من استئناف المباريات والذين تدربوا مع الفريق قبل يوم واحد من موعد المباراة حيث سعينا إلى تدعيم الفريق بمجموعة من الأسماء مثل بدر الجابري من السيب وهشام الزعابي وفهد البلوشي من البشائر والمحترف بيرن في خط الدفاع حيث قدمنا مستوى جيدا إلا أن الخسارة من بوشر بهدفين كانت ضربة قاصمة لنا عندما رجعنا إلى المركز الثالث بعدما كنا في الصدارة وظهر فيها اللاعبون متوترين وغير متجانسين والدليل على ذلك تم طرد لاعبين من الفريق في الشوط الأول واعتبرنا هذه خسارة لها ظروفها لكن أعطتنا درسا مهما وعقدنا اجتماعا مغلقا مع اللاعبين تدارسنا الأسباب التي أدت لهذه الخسارة وجاءت مباراة سمائل التي قدمنا فيها مستوى جيدا حيث كنا متأخرين وعلى وشك خسارة المباراة لكن تمكنا من التعادل 2/2 في الوقت القاتل وهذه المباراة أحيت فينا الأمل بعدما كاد حلمنا أن يتبخر.

لقاء الصعود مع بدية

ويروي المدرب عبدالعزيز الريامي قصة الصعود لدوري عمانتل بقوله: مباراة بدية وهي المباراة الأخيرة بولاية صور التي حملت لنا الخير والبشرى بالصعود لدوري عمانتل إلا أنها كانت الأصعب لأننا نلعب بفرصة واحدة وهي الفوز في المقابل ننتظر من المصنعة أن يقدم لنا الخدمة بالفوز على بوشر حيث كان تركيزنا أكثر في هذه المباراة وأخرجنا اللاعبين من الضغط النفسي وتعاملنا فيها بحذر شديد دون أي أخطاء حيث كان الشعور ينتاب الجميع في عدم التوفيق وخاصة من الجماهير مع ظروف الإصابات والغيابات إلا أننا تمكنا من إحراز هدف الفوز قبل ربع ساعة من نهاية المباراة، وفوز المصنعة على بوشر قدم لنا خدمة كبيرة في خطف بطاقة المجموعة والتي ضمنا معها الصعود إلى دوري عمانتل بفارق نقطة واحدة عن أقرب المنافسين ومعها تحقق الحلم الذي طال انتظاره منذ نشأة النادي باعتبار الصعود الأول جاء بعد دمج نادي نزوى مع بركة الموز في عام 2002 حسب النظام المعتمد للأندية المندمجة في ذلك الوقت.

مباراة الدرع والبطولة

وتابع الريامي حديثه بالقول: المباراة الفاصلة التي لعبناها مع الاتحاد على لقب درع البطولة كانت بالفعل صعبة لكون فريق الاتحاد مكتمل الصفوف مع الفوارق الكبيرة في الإمكانيات الفنية والبدنية وهو فريق جيد قدم مستوى كبيرا في الدوري وحاولنا بقدر المستطاع أن نقدم كل ما لدينا من إمكانيات لكن تمكن الاتحاد من إحراز هدف التقدم في الوقت الأخير من المباراة وهي الدقيقة 90 وبذلك وجدنا بأن كل شيء انتهى وتأكيدا للمقولة المشهورة (في كرة القدم لا يوجد شيء مستحيل) لأن الهدف قد يأتي في جزء من الثانية (وكنت أقول في نفسي بأننا نستطيع أن نتعادل) وبالفعل تمكنا من ذلك بهدف المنقذ سيسيه في الدقيقة 93 من المباراة التي ذهبنا بها إلى ضربات الترجيح. وأضاف الريامي بين الاستراحة كانت توجيهاتنا للاعبين بأن يتم التسديد بكل هدوء وأن يلعب في الزاوية التي تدرب عليها وبالفعل تمكنا من الفوز 6/5 وكُتب لنا هذا الفوز التاريخي.

إخلاص من الجميع

وتحدث الريامي بأن العوامل المساعدة لهذا النجاح وجود إدارة طموحة بقيادة المهندس خلفان بن صالح الناعبي مع التخطيط السليم وجهاز فني مساعد جيد بوجود القائد علي البلوشي ومدرب الحراس سعيد السليماني ولا أنسى هاني مدرب الحراس السابق الذي لم يتمكن من العودة من بلده مصر بعد جائحة كورونا وكادر إداري على مستوى عال بقيادة إسحاق طالب الحنظلي وخالد الشريقي وسالم الريامي وعامل النادي المخلص عليم وكادر إعلامي بقيادة ياسر نصيب الريامي وكادر طبي مؤهل الدكتور غسان المصري وجماهير وفيه داعمة وشغوفة وتخطيط ونظام وانضباط ولاعبين أوفياء أمثال الأوراق الرابحة عبدالرحمن العمري وبدر الجابري ومحمد البطاشي ومهدي الرواحي بالإضافة إلى المحترف سيسيه وجميع اللاعبين بلا استثناء.

الاستعداد لدوري عمانتل

وتحدث المدرب عبدالعزيز الريامي إن مهمة فريق نزوى ستكون بالفعل صعبة مع وجود صفوة الأندية العمانية التي لها تاريخها الطويل من الإنجازات المختلفة مع وجود الإمكانيات المادية والفنية وحتى لا يكون الفريق ضيف شرف أو سهلا في الدوري خاصة إذا توفرت عوامل النجاح المساعدة لأن الدوري يحتاج إلى نفس طويل ولاعبين جيدين وبدلاء جاهزين لتغطية أي غيابات باعتبار التجربة التي خضناها في المرحلة الأخيرة من الدرجة الأولى كانت كافية لنا لما تعرضنا له من مطبات وهذه طبيعة المباريات الكبيرة والحساسة لذلك تناقشت مع مجلس الإدارة وقدمت لهم دراسة كاملة بما يحتاجه الفريق لتعزيز بعض الصفوف التي أراها بالفعل تحتاج إلى مجموعة من اللاعبين سواء المحليين أو الأجانب ليكون حضورنا بالدوري أفضل والمحافظة على بقائه دون الهبوط للدرجة الأولى.

نزوى البطل والمتوج بالصعود

لم يكتف نادي نزوى بتحقيق حلم الصعود والعودة من جديد إلى دوري الأضواء بل كلل جهوده بالفوز بلقب دوري الدرجة الأولى للموسم 2019/2020 بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الريامي والذي سعى منذ توليه مهمة قيادة الفريق قبل انطلاقة الدوري في إيجاد مجموعة اللاعبين الذين يرى فيهم القدرة والطموح لتحقيق الآمال التي بنى عليها حلم الصعود مع إيجاد التشكيلة المناسبة لكل مباراة.

ومع النظر لمشوار الفريق في المرحلة الأولى من الدوري احتل الفريق الترتيب الثالث في المجموعة الثانية برصيد 22 نقطة بعدما لعب 12 مباراة حيث فاز في 6 مباريات وتعادل 4 مرات وخسر مباراتين والتي بدأها في مباريات الذهاب بالتعادل السلبي مع عبري وبعدها تعادل مع سمائل 2/2 وفاز على الوسطى 2/1 وتعادل مع البشائر 1/1 وفي مباريات الإياب خسر من عبري 1/2 وبعدها من سمائل صفر/1 وفاز على الوسطى 3/2 واختتم هذه المرحلة بالفوز على سمائل 2/صفر ليذهب في المجموعة الثانية بجانب سمائل وبدية وبوشر والمصنعة والمضيبي.

وجاءت المرحلة النهائية من الدوري ليجمع 17 نقطة التي ضمن بها الصعود بعد 10 مباريات حقق الفوز في 4 مباريات وتعادل 5 مرات وخسر مرة واحدة ليبدأ المشوار في مباريات الذهاب بالفوز على المصنعة 2/1 وبعدها على المضيبي 4/1 وعلى بوشر 2/1 وخسر من سمائل صفر/2 ليختتم مباريات الذهاب بالفوز على بدية 4/2 وفي مباريات الإياب بدأها بالتعادل الإيجابي 2/2 مع المصنعة وخسر من المضيبي بهدفين قبل التوقف بسبب جائحة كورونا ومع العودة في الأسبوع الثامن خسر من بوشر صفر/2 وبعدها تعادل مع سمائل 2/2 لتأتي مباراة بدية وهي الأهم ليحقق فيها الفوز بالهدف الأغلى 1/صفر والذي كان بوزن الذهب للاعب المحترف سيسيه الذي قص معه تذكرة العبور إلى دوري عمانتل ليلعب المباراة الفاصلة على درع البطولة مع الاتحاد ويحقق معها اللقب بالفوز بضربات الترجيح 6/5 بعدما انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 1/1 ليعود نزوى من جديد للأضواء بعد سنوات عجاف في الدرجة الأولى.

الجدير بالذكر أن المدرب الوطني عبدالعزيز الريامي يمتلك عددا من المؤهلات العلمية و التدريبية وهو حاصل على دبلوم التعليم العام وفي مجال التدريب ( الرخصة الآسيوية A ) وكذلك حاصل على ( الدبلوم الألماني الرخصة A ) وحاصل أيضا على (الدبلوم الأفريقي) كما شارك في العديد من ورش التدريب ودورات المعايشة داخل وخارج السلطنة وفي مجال التدريب كانت أهم إنجازاته مع الفرق والمنتخبات العسكرية وحققت معها بطولات كثيره وبعد الخدمة تفرغ لتدريب الأندية وأهم إنجازاته كانت مع نادي فنجاء الصعود لنهائي الكأس ومع البشائر الصعود لدوري الدرجة الأولى ومع أهلي سداب الصعود لدوري الدرجة الأولى ومع بهلا الصعود لدوري الدرجة الأولى ثم العودة للبشائر والصعود مجددا لدوري الدرجة الأولى بعد نزوله بموسمين وحاليا يتابع مسيرته التدريبية مع نادي نزوى والفريق صعد لدوري الأضواء بعد تتويجه ببطولة دوري الدرجة الأولى. كما حصل على أفضل مدرب عدة مرات مع الأندية التي تأهل معها.