salim
salim
أعمدة

نوافذ: على خطى العودة

30 نوفمبر 2020
30 نوفمبر 2020

سالم الجهوري -

[email protected] -

المؤشرات تؤكد أننا بدأنا العودة إلى مسارين مهمين خلال هذه الأيام؛ يؤهلان في حالة استمرارهما إلى العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية، فالأول تحسن الاقتصاد، والثاني انحسار الجائحة، واللذان نأمل أن يستمرا في تصاعد خلال الأيام المقبلة.

الأول الخاص بالاقتصاد، يبشر بعودة مهمة جدا للسلطنة مع الإجراءات التي اتخذت خلال الشهور العشرة الماضية التي ستدفع إلى إيجاد بيئة تنافسية وتشجيعية ودعم المشروعات الخاصة بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى جانب المؤسسات الكبيرة التي تقود عجلة الاقتصاد.

ولأن الإجراءات التصحيحية التي يراد منها أن تجعل السلطنة بيئة جاذبة وقادرة على النمو الجيد في السنوات المقبلة والمرتكزة على محاور مهمة تساعد على الانطلاقة مع بداية رؤية عمان 2040 اعتبارا من بداية يناير القادم، فإنه من المهم ضخ بعض الجرعات الإجرائية بين كل فترة وأخرى لدفع عجلة الاقتصاد نحو المزيد من التسارع، وهذه الإجراءات المراد لها أن تعزز الدور الاقتصادي لابد أن تعطي نتائج تحدد اتجاهاتها وقدرتها على التطور.

ومؤشرات النمو الاقتصادي الحالية مرتبطة بانحسار الجائحة التي يبدو أنها في طريقها إلى التراجع مما يفسح المجال أمام هذا النمو في المرحلة، للاستمرار شريطة ألا تكون هناك موجات مرتدة مضاعفة للفيروس كما يحدث مع بعض الدول الأوروبية..

الجرعات الإجرائية سوف تعزز دور الشركات ومؤسسات القطاع خاصة في تمهيد طريق النجاح والتفوق وتقوية متانة الاقتصاد المنشود له ليتحول من اقتصاد ريعي ترعاه الدولة، إلى اقتصاد للقطاع الخاص يستطيع أن يؤسس لمرحلة مهمة.

أما الثاني وهو مسار الجائحة، فإن الإجراءات التي اتخذتها اللجنة العليا آتت بعض الثمار رغم أن البعض مازال يصر على التجمعات وعدم الاكتراث بالإجراءات، ولن نصل إلى نهاية السطر ودعم حركة الاقتصاد طالما أننا لم نتبع التعليمات الإجرائية والاحترازية التي يمكن أن تعيدنا إلى نقطة الذروة الماضية للجائحة، التي بدورها ستوقف دوران العجلة الاقتصادية التي يعلق الجميع الأمل على استمرارها وتسارعها.

اليوم الجميع أمام مفترق طرق ومرحلة قد تستغرق شهرين آخرين، في موضوع عودة الأمور إلى طبيعتها، التي ينتظرها العالم بعد ظهور اللقاحات إلى الوجود، ويمكن أن تسهم في وأد الجائحة التي أخذت من الناس أعز أحبابهم وأنهكتهم ماليا ونفسيا واجتماعيا واقتصاديا، وأدت إلى تداعيات لن ينساها العالم، و أعطت درسا مهما هو.. كم هذا العالم صغير جدا ! وضعيف جدا !