1546937
1546937
المنوعات

معارض ومشروعات لإحياء الفنون والحرف التراثية بمصر

28 نوفمبر 2020
28 نوفمبر 2020

القاهرة - «د ب ا»: تعددت المعارض الفنية، والمشروعات التنموية المصرية، التي تستهدف صون وإحياء الفنون والحرف التراثية والتاريخية، باعتبارها رافدًا من روافد الحفاظ على الهوية الوطنية للمصريين، واستلهام المأثور الشعبي في إنتاج أعمال فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وفي هذا الإطار، استضاف متحف قصر المنيل، معرضًا مؤقتًا للحرف والفنون التراثية واليدوية، ضم معروضات تمثل 25 حرفة يدوية وتراثية.

وبحسب المدير العام للقصر ولاء بدوي، فقد استهدف المعرض الذي حمل اسم تراثيات بلدنا - إحياء الفنون التراثية عبر عرض أعمال بعض الفنانين والمبدعين المصريين من الناشطين في مجال الحفاظ على الفنون والحرف التراثية والشعبية، بمختلف محافظات مصر، وبوجه خاص المناطق التي تضم أشهر الحرف اليدوية والتراثية المصرية، مثل أعمال النحت على النحاس، والنجارة العربية، والزجاج المعشق والصدف العاج، والأرابيسك العربي، والخزف، و الجلود والحلي النوبية، والملابس الفرعونية والخديوية وغيرها.

وكان المعرض بمثابة فرصة لجمهور المهتمين بالفنون والحرف التراثية والشعبية، في الاطلاع على مقتنيات متحف قصر النيل، ومبناه التاريخي، الذي يعد من أهم المباني التراثية في العاصمة القاهرة، والذي جرى تشييده عام 1903، على يد الأمير محمد علي بجزيرة منيل الروضة، ويتكون من ثلاث سرايات وهي سراي الإقامة وسراي الاستقبال وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد والمتحف الخاص ومتحف الصيد وبرج الساعة، وغير ذلك من مكونات المبنى التراثي والتاريخي الشهير.

ويعد مبنى القصر شاهدا على فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث، حيث يتفرد عن باقي متاحف القصور التاريخية، بتصميمه المعماري الرائع، وهو يوصف من قبل المعماريين والآثاريين، بأنه مدرسة فنية جامعة لعناصر الفنون الإسلامية المختلفة، وقد شيد على طراز إسلامي مقتبس من المدارس الإسلامية الفاطمية والمملوكية والعثمانية، في مزيج فني ومعماري فريد.

وفى السياق ذاته، استضافت محافظة أسوان، التاريخية، جنوبي مصر، افتتاح معرض «تراث الأجداد... ميراث الأحفاد» والذي أقامته مؤسسة «نحمى تراثنا» المصرية، حيث ضم المعرض 35 عملا فنيا من الحرف التراثية والمشغولات اليدوية، والأزياء شعبية.

حرف نقادة التراثية

وفي محافظة قنا جنوبي مصر، زار نائب المحافظ حازم عمر، مشروع ورش صناعة «الفركة» وهي صناعة ملابس تستخدمها النساء في كثير من البلدان الإفريقية وفي جنوب مصر، كزي شعبي، بجانب ورش لصناعة الفخار وهي صناعة قديمة تشتهر بها المنطقة منذ آلاف السنين، وهي ورش أقيمت في مدينة نقادة، التي تشهر بالكثير من الفنون والحرف التراثية.

وبحسب بيان إعلامي صادر عن محافظة قنا، فقد أقيمت تلك المشروعات ضمن مجمع للصناعات والحرف التراثية والتاريخية، التي عرفتها مدينة نقادة قديما، مثل صناعة الفركة، والألباستر، والمشغولات الخشبية، والكليم اليدوي، والخيامية، والجلود، والنحاس، والصدف، والخزف، ومصنع للحرير، ومركز للتدريب والحفاظ على تلك الحرف والصناعات من الاندثار، بجانب متحف للفخار ومسرح للعروض الفنية التراثية.

وكما يقول جمال يوسف، أحد الناشطين في مجال الحفاظ على الفنون والحرف التراثية والشعبية بصعيد مصر، فقد اشتهرت نقادة بالكثير من الصناعات والحرف التاريخية، التي ترجع جذورها لآلاف السنين، مثل صناعة الفخار، وصناعة الفركة وهي صناعات تاريخية كانت مهددة بالاندثار.

وأضاف: إن جهودًا بذلت للحفاظ على صناعة الفركة التي تشهر بها نقادة وتعد أحد أشهر مراكزها في منطقة بلدان الشرق الأوسط وتصدر لدول إفريقية عدة في مقدمتها السودان.

فنون مصر القديمة

وفي مدينة الأقصر التاريخية، بصعيد مصر، تسعى جمعية الحفاظ على صناعة الألباستر، لتوفير الدعم والرعاية للعشرات ممن يعرفون بالفنانين الفطريين الذين يعملون في نحت التماثيل واللوحات الجدارية، على غرار تلك التمثيل والجداريات التي تنتشر بالمعابد والمقابر التي شيدها قدماء المصريين في تلك المنطقة، التي كانت تعرف قديما باسم جبانة طيبة «عاصمة مصر القديمة» التي كانت تضم أول مدينة للفنانين في التاريخ.

والألباستر من الفنون التراثية والتاريخية، التي توراتها سكان البر الغربي لمدينة الأقصر، عن أجدادهم من قدماء المصريين، الذين برعوا في تشييد عشرات المعابد ومئات المقابر لملوك وملكات ونبلاء ونبيلات مصر القديمة، في تلك المنطقة، وزينوها بتماثيل ونقوش ورسوم وألوان جذبت الملايين من سياح العالم على مدار عقود مضت، ويعد سكان المنطقة من الفنانين الفطريين بمثابة حفظة لفنون أجدادهم القدماء، حيث توارثوا نحت التماثيل ونقش ورسم اللوحات الفرعونية جيلًا بعد جيل، وهي فنون تاريخية مستمرة في تلك المنطقة حتى اليوم، وتعرض تلك التماثيل واللوحات في معارض خاصة أقيمت قرب المقابر والمعابد المصرية القديمة التي تعج بها المنطقة.

وكما يقول الفنان الدكتور يوسف محمود عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر في صعيد مصر، فإن البر الغربي للأقصر، غنى بالفنانين الفطريين، الذين تسعى كلية الفنون لصقل مهاراتهم، وتنمية مواهبهم الفطرية، بجانب السعي لتحويل المنطقة إلى مركز جذب للفنانين التشكيليين بمصر والعالم، عبر خطط لإقامة ملتقيات ومراكز فنية تعيد إحياء ما عرفته المنطقة من فنون قبيل آلاف السنين.

ورأى عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الأقصر، أن المساعي التي تبذلها جامعة الأقصر من اجل إحياء الفنون والحرف التراثية والشعبية، تأتي ضمن جهود تتبناها الحكومة لصون مختلف عناصر التراث المصري وحفظه وتناقله من إلى جيل، وتجذير الهوية المصرية عبر حفظ التراث بكل فنونه وألوانه، وحمايته من الضياع.