Houthis hold funeral for fighters killed in anti-government fighting
Houthis hold funeral for fighters killed in anti-government fighting
العرب والعالم

"الانتقالي" يتراجع عن تهديده بإنهاء الهدنة.. و"انصار الله" يوافقون على بعثة أممية لفحص الناقلة "صافر"

25 نوفمبر 2020
25 نوفمبر 2020

صنعاء- "عمان"- جمال مجاهد - وكالات:

تراجع المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، امس الأربعاء، عن تهديده بإنهاء الهدنة مع الحكومة، مشددا على ضبط النفس ودعم وقف إطلاق النار.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، خلال لقائه بالعاصمة السعودية، سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، كريستوفر هنزل، والمسؤول السياسي بالسفارة كريس ديوتش، وفق الموقع الإلكتروني للمجلس.

وأشار الزبيدي خلال اللقاء، أن "التصعيد العسكري الذي تنفذه قوى سياسية تحت مظلة الحكومة اليمنية في محافظة أبين (جنوب)؛ يهدف إلى إفشال اتفاق الرياض".

وشدد على التزام القوات الجنوبية (التابعة للانتقالي) في ضبط النفس وموقف الدفاع حتى اليوم".

وأوضح الزبيدي أن "التزام المجلس في دعم التهدئة، ينطلق من حرصه على عدم تدهور الوضع الإنساني والمعيشي في اليمن".

والأحد، هدد المجلس الانتقالي الجنوبي بإنهاء وقف إطلاق النار مع الحكومة، وأن الاستمرار في الهدنة لم يعد ممكنا، متهما الحكومة بشن "حرب استنزاف" ضده.

فيما أكد الجيش اليمني في ذات الوقت، التزامه بالهدنة، مشددا على أن قواته ستتعامل بقوة مع أي خروقات.

وأعلن التحالف العربي، بقيادة السعودية، نهاية يوليو الماضي، آلية لتسريع تنفيذ "اتفاق الرياض"، تتضمن تخلي المجلس الانتقالي عن الإدارة الذاتية بالمحافظات الجنوبية، وتشكيل حكومة كفاءات مناصفة بين الجنوب والشمال.

كما تشمل استمرار وقف إطلاق النار، ومغادرة القوات العسكرية لمحافظة عدن (جنوب)، وفصل قوات الطرفين في أبين (جنوب)، وإعادتها إلى مواقعها السابقة.

وتتمسك الحكومة بتنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق أولا، بينما يصر المجلس على البدء بتنفيذ الشق السياسي، وتحديدا تشكيل حكومة المناصفة.

فحص الناقلة "صافر"

أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أنّ جماعة انصار الله وافقوا على أن تُرسل خبراء لإجراء عملية فحص وصيانة أولية للناقلة النفطية "صافر" المهجورة قبالة مرفأ الحديدة والمعرّضة لخطر حدوث تسرّب نفطي، معربة عن أملها بأن تتمكّن من تنفيذ هذه المهمة بنهاية يناير أو مطلع فبراير.

وقال المتحدّث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين "تلقّينا السبت رسالة رسمية" من انصار الله "تشير إلى موافقتهم على مقترحات الأمم المتحدة بشأن بعثة خبراء للناقلة النفطية".

وأضاف "لا يزال يتعيّن علينا تحديد الجدول الزمني لإرسال البعثة لأنّ الأمر يتوقّف على مدى توافر المعدّات المطلوبة في السوق" واللازمة لعمل بعثة الفحص والصيانة.

وتابع المتحدّث الأممي "إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد يصل الفريق والمعدّات إلى الموقع في أواخر يناير أو أوائل فبراير".

ومنذ سنوات تحاول الأمم المتحدة تأمين هذه السفينة والحؤول دون حدوث تسرّب نفطي كارثي، لكنّها لم تتمكّن من ذلك بسبب رفض انصار الله الذين يسيطرون على ميناء الحديدة الراسية قبالته الناقلة السماح لها بالوصول إلى السفينة.

و"صافر" التي صُنعت قبل 45 عاماً وتُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، محمّلة بنحو 1,1 مليون برميل من النفط الخام يقدّر ثمنها بحوالى 40 مليون دولار. ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 ما أدّى الى تآكل هيكلها وتردّي حالتها. وفي 27 مايو تسرّبت مياه إلى غرفة محرّك السفينة. والسفينة مهدّدة في أيّ لحظة بالانفجار أو الانشطار مما سيؤدّي إلى تسرّب حمولتها في مياه البحر الأحمر.

مخاوف من تصعيد عسكري جديد

من جهة ثانية، تسود الشارع اليمني مخاوف حقيقية من أن يشهد الصراع جولة جديدة من التصعيد العسكري في جبهات القتال، قد تستمر حتى تولّي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن السلطة رسمياً في 20 يناير 2021، والذي يأمل اليمنيون في أن يلعب دوراً رئيسياً لإنهاء الحرب التي اندلعت أواخر مارس 2015.

وتستند تلك المخاوف إلى مؤشّرات عدّة أهمها تكثيف جماعة "أنصار الله" التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات عدّة منذ سبتمبر عام 2014، لهجماتها عبر الحدود اليمنية السعودية خلال الأيام الماضية، واشتعال المعارك العنيفة في محافظتي مأرب (شرق صنعاء) والجوف (شمال شرق)، وتعثّر المسار السياسي وجهود تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة بموجب "اتفاق الرياض" الموقّع مع "المجلس الانتقالي الجنوبي"

ونفّذت "أنصار الله" على مدى الأيام الماضية سلسلة هجمات بطائرات بدون طيّار مفخّخة على أهداف في السعودية تصدّت لها قوات التحالف المشتركة، وكان آخرها الهجوم الصاروخي الذي استهدف خزّان للوقود في محطّة توزيع المنتجات البترولية شمال مدينة جدة.

وفي 11 نوفمبر الجاري صرّح مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية بأن قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن" قامت بتدمير زورقين مفخّخين مسيّرين عن بعد، أطلقتهما جماعة "أنصار الله" من محافظة الحديدة (غرب اليمن)، إذ نجم عن هذه العملية، التي تمّت بالقرب من منصّة التفريغ العائمة التابعة لمحطّة توزيع المنتجات البترولية في جازان، حريق في الخراطيم العائمة في المنصّة، وتم التعامل مع الحريق حسب القواعد المتّبعة، ولم تحدث، أي إصابات أو خسائر في الأرواح.

ويعدّ الهجوم على منشأة النفط في جدة والذي لم يوقع إصابات أو خسائر في الأرواح، الأخطر والأكبر منذ الهجوم على منشأتي بقيق وخريص التابعتين لشركة "أرامكو" في 14 سبتمبر 2019.

المتحدّث الرسمي باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية العميد الركن تركي المالكي اعتبر أن الهجوم "الذي نفّذ بدعم خارجي لا يستهدف المقدّرات الوطنية للمملكة وإنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي وإمداداته وكذلك أمن الطاقة العالمي".

وقال في بيان "إن استهداف المدنيين والأعيان المدنية ومنها المنشآت الاقتصادية بطريقة ممنهجة ومتعمّدة يخالف القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية ويرتقي إلى جرائم حرب".

وبينما توعّد العميد المالكي بـ "محاسبة العناصر المخطّطة والمنفّذة لهذه العمليات العدائية ضد المدنيين والأعيان المدنية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية"، إلا أنه شدّد على أن قيادة القوات المشتركة للتحالف "تتخذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية".

"أنصار الله" من جانبها أعلنت عقب الهجوم أن "القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية" أطلقت فجر 23 نوفمبر صاروخ "مجنّح" نوع "قدس2" باتجاه محطّة توزيع "أرامكو" في مدينة جدة السعودية.

وأوضحت في بيان تلاه المتحدّث الرسمي للقوات المسلّحة العميد يحيى سريع أن الصاروخ "دخل الخدمة مؤخّراً بعد تجارب ناجحة في العمق السعودي لم يعلن عنها بعد".

وأشار سريع إلى أن هذه العملية النوعية تأتي "رداً على استمرار الحصار والحرب، وفي سياق ما وعدت به القوات المسلّحة قبل أيام من تنفيذ عمليات واسعة في العمق السعودي".

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أعرب من جانبه عن قلقه إزاء الهجوم الصاروخي على منشآت "أرامكو" النفطية في السعودية.

وأكد بيان صادر عن المتحدّث باسمه أن الهجمات التي تستهدف الأهداف المدنية والبنية التحتية "تنتهك القانون الدولي الإنساني".

وبينما قوبل الهجوم بإدانة واسعة من دول ومنظّمات إقليمية، دعا جوتيريش جميع الجهات الفاعلة إلى "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وإظهار التزام جاد بالمشاركة في العملية السياسية التي تيسّرها الأمم المتحدة، والتوصّل إلى تسوية سياسية تفاوضية لإنهاء الصراع ومعاناة الشعب اليمني".

وعلى صعيد الوضع الميداني تشهد محافظتا مأرب والجوف معارك عنيفة بين "أنصار الله" والقوات الحكومية، أوقعت خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف الطرفين، بالتزامن مع غارات جوية مكثّفة تشنّها مقاتلات التحالف على مواقع وتعزيزات "أنصار الله"، ووسط تأكيد مصادر عسكرية وسياسية أن قوات "أنصار الله" سيطرت على معسكر "ماس" الاستراتيجي" غرب مأرب الذي يبعد بمسافة 55 كيلو متراً عن مدينة مأرب (مركز المحافظة).

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عقد اجتماعاً مع نائبه الفريق الركن على محسن صالح "للإطّلاع على سير العمليات العسكرية والمستجدّات الميدانية في المواقع والجبهات القتالية في عدد من المحافظات"، وفقاً لما أوردته "وكالة الأنباء اليمنية" (سبأ).

واستمع إلى "شرح مفصّل عن سير العمليات العسكرية في محافظات مأرب والجوف والبيضاء وتعز وصنعاء وصعدة والحديدة والضالع".