oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

اليوبيل الذهبي للنهضة المباركة والمتجددة

17 نوفمبر 2020
17 نوفمبر 2020

ما بين الأمس واليوم ثمة رحلة عظيمة قطعتها عُمان وهي تنتقل من مرحلة إلى أخرى، خمسة عقود كانت حافلة بالعمل والإنجازات الكبيرة في شتى مناحي الحياة الإنسانية، تحققت خلالها العديد من الطموحات فيما لا يزال الدرب مفتوحًا للمزيد من التطلعات والآمال في نهضة مباركة ومتجددة.

ما بين القائد المؤسس جلالة السلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه - والقائد المجدد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - ذلك التقارب في الرؤية والفكرة والانطلاق من المحبة الكبيرة لهذا الوطن وهذه الأرض وهذا الشعب، في سبيل البناء والتطوير والتحديث والانتقال بالإنسان العماني إلى الآفاق المشرقة.

في بداية السبعينات من القرن العشرين كانت التحديات كبيرة جدًا، لكن الروح الوثابة والإرادة الكبيرة والرؤية الثاقبة، كل هذه العوامل عملت معًا في سياق مشترك لتنتج لنا دولة عصرية وحديثة كان السلطان الراحل قد وعد بها، واليوم نحن في مرحلة أيضًا بها من التحديات في سياق زمني جديد، لكن في المقابل أيضًا هناك الطموح العظيم والرغبة في المضي بالمسيرة إلى المزيد من الإضافات التي تنقل السلطنة بإذن الله إلى المعالي، ليكون تجدد النهضة العمانية في هذا العهد المبارك لجلالة السلطان هيثم بن طارق - أيده الله - عنوانًا للمستقبل والرؤية بعيدة المدى التي تستشرف الأفق وترسم الآمال الجديرة بالتحقق.

إن الاحتفال بمرور خمسين سنة (اليوبيل الذهبي) لنهضة عمان الحديثة، يحمل من الدلالات والمعاني الكبيرة التي لا حصر لها، التي يتلخص عبرها تاريخ عريق حافل بالثراء منذ القدم إلى اللحظة المعاصرة، وحيث الإنسان العماني هو بطل هذه النهضة الذي أراد وعمل والتزم وقدم التضحيات وهو يمتثل لتوجيهات القيادة السديدة التي تخطط وتضع الأفكار الملهمة وهي تنظر إلى عمان في موضع بعيد في العلياء، دولة متحضرة ومتقدمة في كل القطاعات، وحيث لا حدود للطموح.

18 نوفمبر المجيد، أو العيد الوطني الخمسون للنهضة المباركة، هي لحظة فارقة في التاريخ العماني الحديث، يكون الوقوف عندها والتأمل ضرورة وواجبًا بل فرض يجعلنا نستلهم الدروس ونستفيد من الخبرات والتجارب المكتسبة، متقاطعين مع صورة العالم المعاصر، ونحن نحافظ على الهوية والأصالة العمانية، في نسيج متآلف يقود في نهاية الأمر إلى مشهد مهيب لهذا الوطن الذي يستحق منا الكثير.

ما بين 1970 و2020، تتعاظم الطموحات وتمضي مسيرة البناء والنهضة إلى الأمام، وحيث نستلهم القيم الرائعة التي أسس لها أعز الرجال وأنقاهم، ونجدد العزم مع القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - أعزه الله - رافعين لواء الامتثال والطاعة، وعاملين، مجدين ومجتهدين، كل ذلك لأجل عماننا الحبيبة، التي تتسلح بأصالتها وإرادة إنسانها وهمته الكبيرة، في صعوده إلى المعالي مدثرًا برايات التقدم والازدهار.