oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الدبلوماسية .. الارتقاء بالعلاقات مع دول العالم

09 نوفمبر 2020
09 نوفمبر 2020

في ظل استمرار سياسة السلطنة في علاقاتها الطيبة مع دول العالم وفي إطار تعزيز هذه العلاقة بما يعود بالنفع العام على الشعوب، تقبَّل خلال الأيام الماضية، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بقصر البركة العامر أوراق اعتماد عددٍ من أصحاب السعادة سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى السلطنة، كلّ على حدة، وعلى مدار أكثر من عدة أيام.

من المعلوم أن السفراء والسفارات تشكل واحدة من أوجه بناء العلاقات ونسج صروح التواصل بما يقود إلى المنفعة المشتركة وتشييد المستقبل الأفضل، وهذا يتم عبر البحث عن المساحات التي يتلاقى فيها الجميع من فرص التعاون المختلفة، وكل ما يمكن أن يخدم في المسارات الإنسانية، وهذه هي السمة التي يجري عليها مفهوم العلاقات بين الدول منذ القدم وإلى اللحظة المعاصرة في عالمنا اليوم.

في عصر النهضة المباركة والمتجددة، وخلال خمسة عقود من الزمان فقد أسست السلطنة شبكة من العلاقات الدبلوماسية الرائدة التي تجمع بين وجود سفارات وسفراء السلطنة في الخارج، والعكس بوجود سفراء وسفارات الدول الشقيقة والصديقة في الداخل، وكان هذا المشروع الذي توسع مع الزمن قد قاد عملًا كبيرًا وملموسًا في وضع عمان في قلب العالم من حيث الصورة الذهنية والرؤية، بحيث باتت مدركة كواحة للسلام والأمان والاستقرار والرغبة في بناء السبل الأفضل للعيش والتعاون مع جميع دول العالم.

إن الدلالة العميقة لوجود سفير لأي بلد في بلد آخر تعني تمثيلًا يقدم ذلك الآخر ويعزز سبل التواصل معه، بحيث يتم تبادل الخبرات والتجارب، وبالتالي تتحقق الاستفادة المنشودة وتتم تلبية التطلعات المشتركة عبر التكامل الاقتصادي والمعرفي والثقافي، وكل ما من شأنه أن يرسم الأفق الرحب والغد المشرق.

إن تأكيد سفراء الدول الشقيقة والصديقة على «بذل قصارى جهدهم للرقي بعلاقات بلدانهم مع السلطنة في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة للشعب العماني وشعوب دولهم»، يحمل معاني جلية ومتسعة الدلالة، يمكن أن تتطور وتصبح لها أرضية واضحة على أرض الواقع من خلال توطيد هذه الرغبات وجعل المصالح تقود إلى فائدة الشعبين في كل بلد.

في الوقت نفسه فإن السلطنة تؤكد على أن هؤلاء السفراء «سيلقون كل الدعم من قبل جلالته والحكومة والشعب العُماني بما يسهل أداءهم لمهام عملهم»، وهو المرتجى في المضي نحو طريق الدبلوماسية الواعدة والفاعلة التي تؤتي أكلها بالمعنى الجلي، ولا يتحقق ذلك إلا عبر منظومة من العمل المستمر والتضافر بين جميع الأطراف، ذلك الجهد الذي تضطلع به وزارة الخارجية في المقام الأول ويكتمل تكامليًا عبر التعاون مع جميع وزارات وقطاعات الدول والمجتمع كلل، إذ أن تحقيق المنافع المشتركة شبكة كبيرة ومتسعة لا يمكن احتواؤها في حقول معينة. وهكذا تمضي السلطنة في طريق السلام ومحبة العالم أجمع، وهي تشيد بذلك بنيانًا يقوم على التسامح والاحترام وكل ما يصنع العالم الأفضل.