3q1rr
3q1rr
عمان اليوم

المرأة العمانية.. الجناح المُحلّق باستمرار إلى آفاق الطموحات العظيمة

17 أكتوبر 2020
17 أكتوبر 2020

كتبت ـ نوال الصمصامية

تحتفل السلطنة اليوم بـ"يوم المرأة العمانية" وهي مناسبة مهمة تعكس المكانة التي تحظى بها المرأة والمسيرة الحافلة بالعطاء والحضور المتميز في كافة الأصعدة، والاهتمام المتواصل لها من حضرة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، والإيمان العميق بأهمية مشاركتها في المجتمع منذ تولي السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه- مقاليد الحكم في السبعينات. إن المكانة الطيبة التي تحظى بها المرأة العمانية لها مسارات تاريخية مهمة، نفهم بداية سياقها عندما نستذكر فكر السلطان الراحل والذي طالما أكد في خطاباته المتواصلة أن بناء الوطن يحتاج إلى شراكة حقيقية متساوية يتشارك فيها الجناحان "الرجل والمرأة" ونستذكر هنا قوله -رحمة الله عليه- في أحد خطاباته :"إنّ الوطن في مسيرته المباركة يحتاج إلى كلّ من الرجل والمرأة، فهو بلا ريب كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السماوات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضا منكسرا؟ هل يقوى على التحليق؟". ويقودنا هذا التشبيه إلى فهم عميق للمكانة الكبيرة التي كانت وما زالت تحظى بها المرأة العمانية، حيث يستكمل جلالة السلطان هيثم بن طارق -أبقاه الله- النهج نفسه ويؤكد مجددا في خطابه الاستثنائي والذي ألقاه في فبراير الماضي وقال فيه: "إن شراكة المواطنين في صناعة حاضر البلاد ومستقبلها دعامة أساسية من دعامات العمل الوطني، ونحرص على أن تتمتع فيه المرأة بحقوقها التي كفلها القانون وأن تعمل مع الرجل جنبًا إلى جنب في مختلف المجالات خدمة لوطنها ومجتمعها، مؤكدين على رعايتنا الدائمة لهذه الثوابت الوطنية التي لا نحيد عنها ولا نتساهل بشأنها". ولقد كانت لهذه الخطابات السامية على مدار الخمسين عاما الأثر البالغ في نفس كل امرأة عمانية، بالإضافة إلى التشريعات العمانية والمتعلقة بالمرأة والتي ساهمت في إعطائها حقوقها المتكاملة؛ حيث أصبحت المرأة العمانية اليوم في صدارة المشهد المحلي على مختلف المجالات التعليمية والصحية والاقتصادية والتنموية .. وتم مؤخرا تعيين 8 نساء في تشكيلة الجهاز الإداري، ولهذه الهيكلة أيضا أبعادا مهمة في الاستمرار في شراكة المرأة في التنمية الشاملة والنهوض بالمجتمع من خلال مشاركتها مع الرجل؛ لتحقيق منظومة متكاملة تسهم في تطوير وازدهار الوطن. وتكمل المرأة العمانية خمسين عاما من العناية والاهتمام من قبل الحكومة، كما وتكمل السلطنة خمسين عاما من تحقيق المشاركة الفعالة للمرأة في العديد من الإنجازات والمشاركات المختلفة في القطاعين العام والخاص، وفي العديد من المحافل أثبتت جدارتها وكفاءتها وإبداعاتها المتواصلة، وساهمت أيضا في بلورة رؤية عمان 2040 والعمل الآن من أجل تحقيقها. إن السابع عشر من أكتوبر من كل عام، يوم استثنائي للمرأة العمانية، ودافعا لها للاستمرار ومواصلة عملها الدؤوب بدون كلل ولا ملل، ترفد المجتمع بخبراتها وعطائها المتواصل، وتشارك في مواصلة بناء مرحلة مهمة جدا لعُمان الحاضر والمستقبل، وبلا شك فإن مواصلة الجهود من قبل الجناحين (الرجل والمرأة) ضرورة مُلحّة لتنمية الوطن وخاصة في هذه المرحلة المهمة المليئة بالتحديات، وستظل المرأة الجناح المُحلّق باستمرار لتصل بعُمان إلى مستوى الطموحات العظيمة.