1522207
1522207
عمان اليوم

دراسة توصي بضرورة تطبيق التعليم المدمج في مؤسسات التعليم العالي مستقبلًا

11 أكتوبر 2020
11 أكتوبر 2020

الاستمرار في تطوير العمليات البيداغوجية تكوينًا وتأطيرًا -

«عمان» أوصت دراسة قام بها فريق بحثي من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية (بإبراء) بالتعاون مع مجلس التعليم سابقًا، بضرورة تطبيق التعليم المدمج في مؤسسات التعليم العالي مستقبلا والاستمرار في تطوير العمليات البيداغوجية تكوينًا وتأطيرًا من أجل نشر الثقافة الإلكترونية، وتعزيز مهارات جميع منتسبي الجامعات والكليات من طلبة ومحاضرين بما يسهم في التطبيق الفعال لهذا النوع من التعليم. وهذا لن يتأتى إلا بتوفير بنية أساسية وكادر بشري مهيأ لتطبيق التعليم الإلكتروني في مختلف المراحل والتخصصات. كذلك السعي في إيجاد حلول للأجزاء العملية والتطبيقية من المناهج التي تتطلب الحضور إلى المختبرات والورش واستعمال المعدات والنظر في تقديمها افتراضيا باستخدام أدوات المحاكاة. قام بإعداد هذا البحث فريق يضم في عضويته كلًا من الدكتورة عزة بنت أحمد المسكرية والدكتورة ثريا بنت خليفة الريامية والدكتورة سراج كنجوموحمد.

وهدفت الدراسة إلى التعرف إلى تأثير جائحة فيروس كورونا كوفيد-19 على مؤسسات التعليم العالي من منظور الإدارات العليا والهيئة الأكاديمية والطلبة وكيفية استجابة المؤسسات التعليمية للجائحة والتعرف إلى الأثر الاجتماعي الذي أحدثته على منتسبي المؤسسات والوقوف على التحديات والصعوبات في أثناء هذه الفترة للخروج بتوصيات لتطوير التعليم عن بعد واقتراح أفضل الممارسات والخطط المستقبلية لمؤسسات التعليم العالي المختلفة لتجاوز أي جائحة في المستقبل.

وأوضحت نتائج الدراسة عن قيام غالبية مؤسسات التعليم العالي بإجراء تغييرات أو تعديلات على طرق التقييم المستخدمة في أثناء التحول المفاجئ للتعليم عن بعد، مثل تغيير عدد المهام أو تغيير طبيعة الاختبارات أو اعتماد النجاح أو الرسوب دون احتساب التقدير، وبعضها اعتبر التقييم المستمر لتحديد النجاح أو الرسوب، بينما جرى تأجيل تقييم بعض منها إلى إشعار آخر.

وأظهرت نتائج الدراسة أن مؤسسات التعليم العالي استخدمت عدة سبل لإعداد الهيئة الأكاديمية للتعليم عن بعد أكثرها شيوعا توفير دورات تدريبية لتسجيل المحاضرات وإنشاء مقاطع فيديو للتعليم عن بعد، والتدريب على كيفية تقييم أداء الطلبة في التعليم عن بعد، وتوجيههم لحضور ندوات أو دورات افتراضية في كيفية التعليم عن بعد، والتدريب على استعمال الطرق المناسبة لأداء الحصص الافتراضية، والتدريب على كيفية التفاعل مع الطلبة في التعليم عن بعد وأخرى.

كذلك تبين أن المؤسسات اتبعت عدة طرق لتهيئة الطلبة للتعلم عن بعد مثل تكثيف التواصل المستمر بين الطلبة والمشرفين، تقديم الدعم الفني عن بعد، وتوفير إرشادات وتعليمات حول التعلم والتقييم عن بعد، وتوفير أرقام الخط الساخن للاتصال كلما واجهوا مشاكل، وأخرى.

وتوصلت الدراسة إلى أن قادة مؤسسات التعليم العالي لديهم ثقة في أعضاء الهيئة الأكاديمية بمؤسساتهم واعتبروا أن لديهم الرغبة والدافعية للتعليم عن بعد بمتوسط (3.98)، وأنهم جاهزون تقنيًا لتعليم طلبتهم عن بعد بمتوسط (3.62)، ولديهم المهارات المطلوبة لإشراك وتحفيز الطلبة للتعلم عن بعد بمتوسط (3.57). وكشفت هذه الدراسة عن وجود فروقات ذات دلالة إحصائية بين آراء قادة المؤسسات التعليم الحكومية والخاصة حيث إن قادة المؤسسات الخاصة يرون أن أعضاء الهيئة الأكاديمية يمتلكون المهارات والقدرات والأدوات اللازمة للتدريس عن بعد أكثر من رأي قادة المؤسسات الحكومية في أعضاء الهيئة الأكاديمية في مؤسساتهم.

وأوضحت الدراسة أن قادة المؤسسات الخاصة يواجهون تحديات مالية أكثر من نظرائهم القادة في المؤسسات الحكومية لمواجهة الجائحة ويخططون لاتباع الإجراءات التالية مثل طلب دعم إضافي من الحكومة وطلب الحصول على قروض مؤسسية وتخفيض الرواتب للموظفين وتخفيض القوى البشرية في المؤسسة.

وتطرقت هذه الدراسة إلى بعض الأمور التي تثير قلق واهتمام قادة مؤسسات التعليم العالي أهمها صحة الموظفين والطلبة (4.38)، وضمان الحفاظ على النزاهة الأكاديمية في التقييم عن بعد (4.20)،وضمان الحفاظ على جودة التعليم (4.11) وأخرى. كما أنه توجد فروقات ذات دلالة إحصائية بين قلق قادة مؤسسات التعليم الحكومية والخاصة حيث أبدى قادة المؤسسات الحكومية قلقًا أكثر من قادة المؤسسات الخاصة اتجاه الحفاظ على النزاهة وصعوبة التوظيف واستعداد المحاضرين فنيا وتقنيا للتعليم عن بعد ووجود اتجاهات إيجابية لدى أعضاء الهيئة الأكاديمية. بينما أبدى قادة المؤسسات الخاصة قلقًا أكثر من قادة مؤسسات التعليم الحكومية اتجاه انخفاض في أعداد الطلبة الجدد في المستقبل وسداد الرسوم الدراسية.

وبينت هذه الدراسة فروقات ذات دلالة إحصائية بين إجراءات قادة مؤسسات التعليم الحكومية والخاصة للتغلب على الجائحة حيث أبدى قادة المؤسسات الخاصة استعدادًا أكثر من قادة المؤسسات الحكومية في تدريب وتطوير الهيئة الأكاديمية للتعليم عن بعد. وأظهرت نتائج الدراسة أن قادة مؤسسات التعليم العالي على استعداد لاتخاذ عدة إجراءات كنتيجة لجائحة كوفيد-19 منها تطوير البنية التحتية لتقنيات التعليم (4.30)، وتدريب وتطوير الهيئة الأكاديمية للتعليم والتقييم عن بعد (4.16)، والاستثمار في مصادر التعلم عن بعد الجديدة (4.10)، والاستمرار في استخدام التعلم عن بعد حتى بعد انتهاء الجائحة (4.03).

يتضح من هذه الدراسة أن قيادات مؤسسات التعليم العالي في السلطنة قد ساهموا في الجهود الوطنية للحد من انتشار الجائحة وحماية منتسبي الجامعات والكليات من موظفين وطلبة، وبذلوا جهودًا كبيرةً في وقت قصير جدًا من أجل إعداد أعضاء الهيئة الأكاديمية والطلبة ولضمان استمرار التعليم مثل أي دولة أخرى في العالم. فقد سعت جميع المؤسسات إلى تكوين فرق للعمل والدعم والمساندة واتخاذ العديد من الإجراءات محولة الأزمة إلى فرصة تنمية وتطوير للتعليم عن بعد على مستوى السلطنة. ومع ذلك وعلى الرغم من كل الجهود التي بذلت، إلا أن بعض التحديات تعيق التعليم عن بعد والوصول به إلى أعلى المستويات مثل عدم امتلاك جميع الطلبة لأجهزة الحاسوب المحمولة وعدم توفر خدمات الإنترنت فائقة السرعة في جميع مناطق السلطنة لضمان تكافؤ الفرص لجميع منتسبي الجامعات والكليات بغض النظر عن المناطق التي يقطنونها، هذا علاوة إلى غياب ثقافة التعليم عن بعد لدى بعض الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية. وخلصت الدراسة إلى إدراك قادة مؤسسات التعليم العالي في السلطنة لأهمية التعليم عن بعد كإحدى المهارات الحياتية الأساسية ومن الضروري الاستمرار فيه وهم مستعدون لتقديم المزيد من الدعم المالي وتحسين الخدمات والبنية الأساسية التكنولوجية لمؤسساتهم التعليمية.

وتكونت عينة الدراسة من 140 قائدًا، من المؤسسات الحكومية (90) والخاصة (50) حيث شملت قادة يمثلون مناصب قيادية في مؤسساتهم كرئيس مؤسسة أو عميد أو مساعد عميد أو رئيس قسم، وجرى جمع البيانات اللازمة باستخدام استبيان بلغ معامل ثباته (0.881) وجرى تطبيقه على عينة الدراسة. حيث أشار 62.1٪ من المشاركين إلى أنهم وضعوا لوائح وسياسات للتعليم عن بعد في أثناء الجائحة بينما كانت اللوائح موجودة قبل الجائحة للبعض بنسبة 27.9٪. و كشفت النتائج أن واتساب (Whatsapp) و موودل (Moodle) و زووم (Zoom) هي المنصات الشائعة الاستخدام، على الرغم من أن و موودل(Moodle)وميكروسوفت تيمز (MS Teams) هي الأكثر فاعلية بمتوسط 4.38 و 4.37 على التوالي.