1516909
1516909
إشراقات

المؤتمر الافتراضي «صناعة الحلال في مواجهة كورونا» يدعو العالم إلى الالتفات لصحة البشر

01 أكتوبر 2020
01 أكتوبر 2020

كشف عن فوائد الأغذية الحلال وآثارها الطبية على سلوك الإنسان -

كتب: سالم بن حمدان الحسيني -

نظّم معهد حلال بجامعة الأمير سونكلا، في 19 سبتمبر الماضي مؤتمرًا افتراضيًا، عبر تطبيق نظام «zoomzzzzzzzzzzz zoom» بعنوان «صناعة الحلال في مواجهة أزمة كورونا.. الفرصhhbbbb الاقتصادية وتحدياتها» شارك فيه 53 باحثا من 14 بلدا، بينهم ٧ من السلطنة وقد خرج المشاركون في هذا المؤتمر الذي عقد بماليزيا بعدة توصيات أهمها: الاهتمام بالأبحاث العلمية المتعلقة بصناعة الحلال ونشرها بين الناس والتأكيد على الضوابط والأحكام الشرعية المتعلقة بصناعة الحلال، وأنها من أهم المعايير التي تحفظ الصحة الإنسانية وتقيها من الأوبئة، وأنها من الصناعات التي تنمي السوق العالمي وتشكل عصبها الأساسي وعلى الدول الإسلامية وغيرها الاهتمام بها والاستفادة من تسويقها، كما أوصى المؤتمر بضرورة استخدام وسائل الإعلام الحديثة لتوعية المجتمع المسلم بصفة خاصة والمجتمع الإنساني بصفة عامة ببيان فوائد صناعة الحلال وآثارها الطيبة على سلوك الإنسان.

الضوابط والأحكام الشرعية المتعلقة بالأطعمة من أهم المعايير التي تحفظ صحة الإنسان من الأوبئة والأسقام - 

وأوضح الدكتور سعيد بن راشد الصوافي الأستاذ المشارك بقسم العلوم الإسلامية -كلية التربية- جامعة السلطان قابوس أحد المشاركين في هذا المؤتمر أن المشرّع الحكيم الذي خلق الإنسان هو الوحيد الذي يعلم تمام العلم ما يُصلح هذا الإنسان وما يضره، فشرع له من الغذاء ما فيه مصلحة ونفع، وحرّم عليه ما فيه مضرة ومفسدة، وأن القرآن الكريم هو منهج الحياة المتكامل لهذا الإنسان في مجالات حياته المختلفة، فلم يدع شيئًا يحتاجه الإنسان إلا وتضمنه ووضّحه وبيّنه. ونظرًا إلى الانفتاح العالمي الذي تعيشه الإنسانية في وقتنا الراهن، أصبح تأثير الحضارات والثقافات في بعضها واضحًا، مما أدى إلى انتقال المواد الغذائية وتبادلها بشكل ميسور، نتج عنه الانفتاح على الأسواق العالمية التي يختلط فيها الحلال والحرام، والطيّب والخبيث، كما أن كثيرًا من المنتجات الغذائية دخل في صناعتها مواد محرّمة، وأصبح المستهلك لا يستبين هذه الأمور، وإنما يتناولها دون مبالاة، ودون التأكد من سلامتها وطيبها.

والأحرى بالمسلم أن يكون على دراية ومعرفة بهدي القرآن الكريم في مجال الغذاء، وأولى هذا المجال عناية فائقة، وفصّل تفصيلًا بما لا يدع مجالًا للحيرة أو الشك، وما على الإنسان المسلم إلا اتباع منهج القرآن الكريم، ليُجنّب نفسه سوء التغذية، المؤدي إلى الضرر بالنفس، والعقوبة من الله في مخالفة الأوامر والنواهي.

وأكد الصوافي أنه قدم دراسة بحثية في هذا المؤتمر تحت عنوان: الغذاء الحلال حماية للنفس (دراسة تأصيلية في آيات القرآن الكريم) هدفت إلى بيان التأصيل القرآني في تشريع الغذاء الحلال والوقوف على مقاصد الشريعة الإسلامية في حماية النفس البشرية وأيضًا الكشف عن القواعد والأسس التي ينطلق منها التشريع القرآني في تحليل الأغذية أو تحريمها وتوضيح دور الغذاء الحلال في بناء جسم الإنسان. وبيان إضرار الغذاء الحرام بجسم الإنسان، مشيرًا إلى أن التشريع الإسلامي الصادر عن الله سبحانه وتعالى جاء ليحقق المصالح البشرية في مختلف جوانب الحياة، فتشريعات الله سبحانه وتعالى المخاطب بها البشر إنما هدفها تحقيق ما يُصلح الإنسان أولًا وأخيرًا، ويبعده عما يضره. ونحن نرى أن هذه المقاصد هي من الضرورات التي لا يمكن للبشرية أن تستمر وتعيش إلا بالمحافظة عليها وعدم المساس بها، وكلها مترابطة متلازمة في حماية المجتمع البشري.

وركزت الدراسة في هذا المقام على ما يخص الموضوع، وهو حماية النفس، والعقل، لملامستهما موضوع التغذية بشكل مباشر.

وأضاف: إن القرآن الكريم جاء بقواعد كلية عامة يندرج ضمنها كثير من الأحكام التشريعية في مجالات الحياة المختلفة، وقد تناولت الدراسة في هذا المجال ما يلامس موضوع الغذاء، فقد أولى الإسلام هذا الجانب بتأصيل قواعد صحية، إذا تم تطبيقها على الوجه الأكمل أصبحت حياة الناس صحية خالية من الأسقام والأمراض، وهذه القواعد هي كالآتي: القاعدة الأولى: تسخير الله خيرات الأرض للإنسان. القاعدة الثانية: تحليل الطيبات وتحريم الخبائث. القاعدة الثالثة: التوازن والاعتدال في الأكل والشرب. القاعدة الرابعة: الضرورات تبيح المحظورات.

وقد حث التشريع الإسلامي الإنسان على الاهتمام بنفسه وبناء جسمه، والعناية بصحته، لذا عليه أن يتحرى في طعامه الغذاء الحلال النافع الذي أقره الشرع، والشرع الحكيم لا يُقر من الغذاء إلا النافع الذي ليس فيه مضرة على الإنسان، وخيرات الله كثيرة في هذه الأرض التي جعلها الله سبحانه وتعالى مرتعًا للإنسان يتلذذ بخيراتها النافعة، مبتعدًا عما لا فائدة فيه لجسمه. والأصل أن كل غذاء حلال إلا ما نَصَّ على تحريمه دليل من القرآن الكريم أو السنة المطهرة، فالقاعدة الشرعية «أن الأصل في الشيء الإباحة إلا ما ورد نص في تحريمه».

وأكد الصوافي من خلال ورقته البحثية أن الله سبحانه وتعالى لم يُحرِّم شيئًا من الأغذية إلا وفيها مضرة على الإنسان وصحته، أو يؤدي إلى إعلال جسمه أو عقله. وفي هذا الموضوع لا يمكن التطرق إلى جميع الأغذية المحرّمة، لأنها تحتاج إلا بحث مستقل، واكتفت الدراسة بذكر ما ورد تحريمه في القرآن الكريم. فالقاعدة في هذا الأصل «تحليل الطيبات وتحريم الخبائث» الواردة في قوله تعالى: «وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ»، فكل غذاء فيه منفعة للإنسان فهو حلال، وكل غذاء فيه مضرة فهو الحرام. وبيّنت الدراسة التأصيل القرآني في تشريع الغذاء، فالقرآن الكريم دستور سماوي، ومنهج متكامل للحياة الإنسانية في جميع جوانبها المتنوعة، وقد سبق كل التشريعات في تحليل الأغذية الطيّبة الصالحة، وتحريم الأغذية الخبيثة الضارة بالإنسان.

وركّزت الدراسة على حفظ النفس وحفظ العقل كونهما لهما علاقة بالغذاء، فقوامهما الغذاء الحلال، وفسادهما بالغذاء الحرام، كما بيّنت الدراسة الغذاء الحرام وأضراره بجسم الإنسان من خلال آيات القرآن الكريم، فلم يُحرِّم الله شيئًا من الأغذية إلا وفيها مضرة على الإنسان وصحته، أو يؤدي إلى إعلال جسمه أو عقله. وأوصت بالالتزام بمنهج القرآن الكريم في جانب الغذاء لسلامة الإنسان والمجتمع وضرورة تحري الغذاء الحلال الطيب في المأكل والمشرب وعلى الدولة مسؤولية في توفير الغذاء الحلال لمواطنيها وكذلك على الدول الإسلامية التضامن والتكامل في صناعة الأغذية الحلال.

أبعاد إيمانية

من جهته أكد راشد بن حميد الجهوري -معلم تربية إسلامية بوزارة التربية- وأحد المشاركين في المؤتمر أن الله تعالى أنعم على البشر بنعمٍ لا تعد ولا تحصى، وسخر لهم ما في الأرض لينتفعوا بما أباحه لهم فيها، ومن تلك النعم نعمة الغذاء، كما أنعم عليهم بنعمة الشريعة الضابطة لأحكام هذا الغذاء، وقد زخرت آيات الكتاب العزيز بجملة من الأحكام التي رسمت صورة (الغذاء الحلال)، مؤكدًا أن الورقة البحثية التي قدمها والتي جاءت تحت عنوان: صورة الغذاء الحلال في القرآن الكريم ودورها في النهوض بمجال صناعته جاء كمحاولة لشرح دلالات هذه الآيات، واستنباط ملامح الغذاء الحلال في القرآن الكريم، والاستفادة من هذه الدلالات في النهوض بقطاع صناعة الغذاء الحلال، خصوصًا في ظل التنافسات الاقتصادية الدولية، والأزمات الصحية المختلفة، والتطورات المتسارعة في مجال صناعة الغذاء وإنتاجه وتسويقه.

وأضاف: يرسم القرآن الكريم بجمال أسلوبه ودقة تعبيره صورة الغذاء، وذلك من خلال الصفات التي يربطها به، والعناية الكبيرة التي يوليه إياها، والتقسيمات الغذائية الأساسية وتفريعاتها، والتي أوردها في سياقات متعددة، مع ذكر بعض الأطعمة في ثنايا قصصه، ويضاف إلى جميع ذلك الأبعاد الإيمانية المرتبطة بالغذاء الحلال في القرآن الكريم، ففي محور الصفات المرتبطة بالغذاء الحلال في القرآن الكريم، جاء الوصف بالحلال الطيب في أكثر من موضع، ومن ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا)، والحلال: المأْذونُ فيه شرعًا، والطَّيبُ: ما يطيبُ للناس طعمُهُ وينفعهم قوته -كما ورد في بعض التفاسير-، وجاء الوصف بطيبات الطعام في مواضع مختلفة من الكتاب العزيز، وهي كلمة لها وقعها في نفس المؤمن، وكذلك جاء الوصف بالشراب السائغ في سياق اللبن، ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ)، ومن الأوصاف وصف ثمرات النخيل والأعناب بالرزق الحسن، وورد وصف البساتين المثمرة بالجنات، وفي قصة أهل الكهف ورد وصف (أَزْكَى طَعَاماً)، والأزكى: الأطيب والأحسن، ووصف لحم البحر بكلمة (طرِيّاً)، لأنه أرطب اللحوم ويسرع إليه الفساد فيسارع إلى أكله، ووصف زوج النبات بالبهيج، ووصف في موضع آخر بالكريم، ووصفت الحدائق بأنها ذات بهجة، وهي بساتين منتجة للثمار تبهج نفس الناظر إليها، كل هذه الأوصاف ترسم لوحةً جميلة محببةً إلى النفس الإنسانية، وتشير إلى ضرورة العناية بهذا المجال الحيوي وتحري الطيب منه. وأكد الجهوري من خلال ورقته البحثية: إنَّ المجالات الرئيسة التي ذكرها القرآن الكريم للغذاء الحلال خمسة، وهي: النباتات واللحوم ولحوم البحر واللبن والعسل، وهذه المجالات مع التفريعات التي تندرج تحتها، تدلل بشكل واضح على شمولية الكتاب العزيز في نظرته للغذاء الحلال، والذي هو من أكبر مقومات استمرارية الحياة، وهو مسخر للإنسان لينتفع به، فيشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة، ففي تنوع الثمار آية عظيمة يلفت القرآن الكريم النظر إليها، وفي ذكر الحبوب والنخيل والأعناب والزيتون وغيرها في مواضع مختلفة امتنان بالمجال الغذائي النباتي، وفي مجال اللحوم الحلال يذكر القرآن الكريم أنَّ فيها منافع، ويذكر أحكامها، ومن ذلك أحكام التذكية التي يطيب بها اللحم ويخلصه من الدم الضار، وأما لحوم البحر فمما ورد فيها قول الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا)، وورد كذلك في قوله سبحانه: (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ)، فمع وصف لحم البحر بالطراوة، وصفه القرآن الكريم كذلك بأنه متاعٌ للسيارة، وهنا إشارة لطيفة إلى إمكانية تجفيفه وتمليحه وحفظه طعامًا للمسافرين، وورد ذكر اللبن، وقدرة الله فيه بأن أخرجه من بين فرثٍ ودم لبنًا خالصًا من الكدر، وجعل فيه الفوائد الغذائية الكثيرة، وأما العسل ففي تنوع بيوت النحل وتنوع الأشجار التي تتغذى عليها، وتنوع ألوانه، وأنه شفاء وغذاء صورةٌ أخرى عجيبة من صور الغذاء الحلال في القرآن الكريم، وفي هذا التنوع آية عظيمة تستوجب النظر والتأمل من أولي النهى. وأشار الجهوري إلى أنه ورد في بعض سياقات القصص القرآني ذكر الطعام، وفي كل سياقٍ منها تستنبط أبعادًا مختلفة في موضوع الغذاء، ومن ذلك طلب بني إسرائيل في موضوع الغذاء في سورة البقرة، وفيه ذكر بعض الأصناف النباتية التي تذكرها الآية كالحبوب والبقول، وهي مما يزرعه أهل الفلاحة وهم كانوا منهم، إلا أنَّ القرآن الكريم عاتبهم لأنهم استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير، ومنه أيضًا ذكر طعام وشراب عزير عندما أماته الله مائة عام، ووصف طعامه بأنه لم يتسن رغم تطاول السنين، وفي ذلك بيان لقدرة الله تعالى في حفظه، وسياق قصة أهل الكهف عندما تحروا الطعام الأزكى، وأما قصة إبراهيم عليه السلام ففيها معنى التوكل على الله، فهو الرازق للطعام والشراب، قال تعالى: (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ)، ومما ورد في سياق القصص القرآني من الأطعمة الرطب، وذلك في قصة مريم عليها السلام عند ولادتها لعيسى عليه السلام كرامةً وإعانةً لها، وشجرة اليقطين في قصة يونس عليه السلام، والتي أدت دورًا مهمًا في معالجته عندما خرج من بطن الحوت، وتتجلى استراتيجيات إدارة الأزمة الغذائية واضحةً في قصة يوسف عليه السلام، وكل هذه السياقات وغيرها تؤكد عناية القرآن الكريم بالغذاء من جهة، وتعطي إشارات متنوعة ومفيدة للناس من جهة أخرى.

وأضاف: يظهر كذلك من خلال التأمل والتدبر في الآيات القرآنية التي ذُكرَ فيها الغذاء بعض الأبعاد الإيمانية المرتبطة به، وهذه الأبعاد في مجموعها تبرهن على علاقة موضوع الغذاء الحلال بجوانب الروح والخُلق الحسن، ولا تقتصر على الجانب المادي فقط، ومن هذه الأبعاد: الغذاء الحلال والشكر، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)، ومنها ارتباطه بالتقوى كما في قوله تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)، وله علاقة بالشفاء كما في سياق ذكر العسل، قال تعالى: (فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ)، وربطه الله تعالى في سياق آخر بعدم الطغيان، فقال سبحانه: (كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي)، واقترن بالعمل الصالح في سياق آخر، وفي ذلك يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)، والعمل الصالح شكرٌ للنعمة، كما أنَّ الحلال الطيب من الطعام يعين على العمل الصالح والعبادة، واقترن الغذاء بجوانب إيمانية وأخلاقية أخرى، كما أنه ورد مقترنًا بالنهي عن اتباع خطوات الشيطان، فمن طرق الشيطان الإغراء بتناول المأكولات المحرمة.

وأكد أن جوانب النهوض بمجال صناعة الغذاء الحلال، والتي يمكن استنباطها من الآيات القرآنية التي ذكرت الغذاء تستحق مزيدًا من الدراسة، ومنها: الاهتمام بأحكام الغذاء خصوصًا في ظل التبادل التجاري بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية، وضرورة الارتقاء بالهيئات الرقابية على الغذاء منعًا للغش في الأطعمة، ومنعًا للفساد، وكذلك تقدير الثروة الحيوانية وعلفها وتذكيتها بما يوافق الشريعة الإسلامية، والعناية بمجال الحبوب كثروة ومصدر غذائي يقتات عليه الناس، ويضاف إلى ذلك ضرورة نشر ثقافة البركة وعدم الاقتصار على التوجه المادي فقط، وأيضًا أهمية استصلاح الأراضي الزراعية، ووضع استراتيجيات تهدف لمعالجة الأزمات الغذائية، ويشير القرآن الكريم كذلك على النهي عن الإسراف في الموارد الغذائية، واستغلالها بالشكل المناسب الذي يستشرف المستقبل، ويواكب تطورات الحياة المعاصرة بنوازلها ومستجداتها.