1517268
1517268
العرب والعالم

كرس حياته للعمل الإنساني.. فكرمه العالم حيا وميتا

30 سبتمبر 2020
30 سبتمبر 2020

عمان و»وكالات الأنباء»: في لحظة رحيل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، يتذكر العالم أجمع جهوده الإنسانية التي ظلت متدفقة في كل الاتجاهات ما أعطى دلالة صادقة على ريادة الكويت في العمل الإنساني. الأمر الذي توج بتكريم الأمير الراحل أمميا حين سمته الأمم المتحدة بقائد العمل الإنساني.

وفي هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به الكويت برحيل أميرها «الصباح» يتذكر الكويتيون، رغم الحزن والألم، بكثير من الفرح الأمير الراحل الذي حول بلاده إلى واحدة للعمل الإنساني ومنطلقا من منطلقات السلام في المنطقة والعالم.

ويؤمن الكويتيون أن رحيل «الصباح» لا يعني توقف العمل الإنساني الذي عمل الشيخ صباح على تكريسه في سلوك شعبه ووضعه أولوية من أولويات حكومته بل هو فرصة لمواصلته رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم.. حيث تضاعفت أعمال الكويت الإنسانية في ظل تفشي جائحة كورونا في العالم أجمع والتي تسببت في كوارث صحية وخلفت عشرات آلاف الضحايا وملايين الإصابات، علاوة على تداعياتها الخطرة والواسعة جدا اجتماعيا واقتصاديا وتربويا وماليا بل وفي شتى المجالات.

ومع بدء الجائحة وجّه الأمير الراحل مختلف أجهزة الدولة باستنفار العمل الدؤوب لحماية أهل الكويت كافة وضمان صحتهم وسلامتهم، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للدول التي اجتاحها الوباء وخلف وراءه تداعيات خطرة على كل الصعد والمستويات، وبهذا الشأن زخرت وسائل الإعلام بإشادات دولية واسعة مستحقة به على شتى المستويات.

وأرسى الأمير الراحل وعلى مدى سنوات عديدة، مفهوم دبلوماسية العمل الإنساني المثمرة، وأتى التكريم الأممي الأبرز من نوعه في احتفالية شهدتها الأمم المتحدة في التاسع من سبتمبر عام 2014، تقديرا وعرفانا بالدور المهم الذي جبلت عليه الكويت وشيخها الصباح في دعم مسيرة العمل الخيري الممتدة إلى العديد من دول العالم المحتاجة للمساعدة.

وخلال تلك الاحتفالية أشاد الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، بجهود الأمير الراحل التي أسهمت بتمكين المنظمة الدولية من مواجهة ما يشهده العالم من معاناة وحروب وكوارث.

وأكد بان كي مون في كلمته آنذاك أن «الكويت أظهرت كرما استثنائيا تحت قيادة سمو الأمير، ورغم صغر مساحة البلاد لكن قلبها كان أكبر من الأزمات والفقر والأوبئة».

وكان أمير الكويت قد قال في تلك المناسبة: «الكويت ومنذ استقلالها وانضمامها إلى منظمة الأمم المتحدة سنت لها نهجا ثابتا في سياستها الخارجية، ارتكز بشكل أساسي على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لكل البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية والإثنية، انطلاقا من عقيدتها وقناعتها بأهمية الشراكة الدولية وتوحيد الجهود الدولية وتفعيلها، بهدف الإبقاء والمحافظة على الأسس التي قامت لأجلها الحياة وهي الروح البشرية».

وبرز اسم الشيخ الصباح جليا خلال أزمة كورونا حيث «مد يديه الحانيتين لأبنائه الكويتيين في الداخل ومن هم خارج البلاد، وساهم بالعون والمساعدة إغاثياً وإنسانياً الدول المنكوبة جراء هذا الوباء» على حد تعبير وكالة الأنباء الكويتية.

وبهذا المعنى أضحى العمل الخيري أحد أهم الركائز الأساسية للسياسة الخارجية للكويت التي عرف عنها ومنذ ما قبل استقلالها مبادراتها الإنسانية التي استهدفت مناطق عديدة في العالم وتوسع نشاطها مع تولي الأمير الراحل مقاليد الحكم عام 2006، إذ ازداد حجم المساعدات الإغاثية بشكل ملحوظ، واستمرت المساعدات لهذه اللحظة في ظروف أزمة كورونا، وتركت بصمة أكثر واقعية للعمل الإنساني العالمي.

وشهدت الكويت في هذه الأزمة الفعاليات الداعمة للعمل الإنساني، فبدأت تطبيق توجيهات الأمير الراحل بحذافيرها من تقديم مساعدات طبية وإغاثية لدعم دول العالم، منها العراق وفلسطين، كذلك تسيير قوافل من السلال الغذائية والطبية والإغاثية للدول المحتاجة (جيبوتي ونيجيريا وصربيا وأوكرانيا).