1513551_301
1513551_301
الثقافة

قصص قصيرة جدا يكتبها ويرسمها طفل صغير من مكتبه الصغير

23 سبتمبر 2020
23 سبتمبر 2020

كتبت - بشاير السليمية

عندما يكون الصغار في الخارج عند العصر يلعبون بين البيوت كرة القدم، وتلعب الفتيات بالدمى في حلقات مانحين أجهزتهم المحمولة استراحة قصيرة، يكتب تميم القصص القصيرة جدًا للأطفال، يستحضر شخصياته من الأولاد واللصوص والحيوانات والحلوى والأشجار وخزانة الملابس، يقفل قصته ذات الأسطر الأربعة بحكمة ثم يمضي يرسم الأحداث في صفحات أربع ينشرها له إخوته على تويتر.

يبلغ من العمر سبع سنوات، لكنه قبل هذا كان ينفق عصريته في شيئين اثنين اسماهما (كتاب العلم) و(كتاب الأسئلة). دفترين صغيرين الأول برتقالي والثاني أزرق، يطرح فيهما أسئلة من قبيل: «هل تعلم أن السيف حاد؟»، «هل تعلم أن سيارة فيراري أسرع سيارة في العالم؟» وبعض الأسئلة التي تبدو كالأمنيات: «هل تعلم أن بلاي ستيشن فور بأربعمائة ريال؟».

سألته من أين تأتيك أفكار القصص؟ قال: «بالصدفة»،

قلت: «وما هي الصدفة؟» قال: «بالمفاجأة».

«وما الذي يصعب عليك أكثر حين تصنع قصة؟» قال: «رسمها، لأني سأحتاج إلى التلوين وإلى خطوات كثيرة، لكن كتابة القصة تحتاج إلى قلم رصاص فقط».

ومن واقع تجربته يرى تميم أنك أن تصبح كاتبا أسهل بكثير من أن تصبح فنانا، فهو على سبيل المثال لا الحصر يحب سبونج بوب لأنه يضحكه كثيرا بالإضافة إلى رفاقه بسيط وكاندي وغيرهم، ثم استدرك: «رسمهم ليس بالسهل، فحين أفكر في رسمهم على الورق وبالتحديد (مستر سلطع) أجد أن لديه خطوطا في بنطاله وهذا متعب في التلوين فبنطاله بنفسجي وخطوطه حمراء.

بما أن الكتابة لدى تميم لا تحتاج سوى إلى قلم رصاص فقط، سألته «هل ستكتب قصصًا أطول إذن؟» قال: «لا أشعر أني أستطيع كتابة قصص أطول، سأتعب حتى يتصبب مني العرق، لكن القصيرة جدًا أحب إليّ، وأشعر بأنني قادر على الإمساك بها»، ثم ذكر أنه اخترع لونًا جديدًا أسماه (البني البراق)، فعل ذلك بمزج البني والأحمر والذهبي والقليل من الرصاصي.

يتمرن تميم باستمرار على الكتابة والرسم، فهو يكتب قصتين في الأسبوع، وأظنه في البدء تعلم ضرورة التمرن من رياضة المصارعة التي تستهويه، لكنه قال: «المصارعون أقوياء جدًا لأنهم يتمرنون باستمرار ومنهم تعلمت كيف أدافع عن نفسي في المدرسة».

تقول والدة تميم: «في العادة يكون الجو مهيأ لكي يساعد تميم على تنمية موهبته، فلدى تميم مكتب صغير يمارس فيه الكتابة والرسم، كما أننا في البيت نشاركه في أفكاره، ونساعده في استخراج الحكم، وتصحيح بعض المفردات، وهذا من شأنه أن يطور موهبته بشكل أفضل».

أما والده فقال: «تعتبر القراءة بالنسبة لنا نحن كعائلة، بالذات أنا كأب، من أهم الأمور في حياتي، والدليل على ذلك أني أحبها بشغف وباستمرار، صحيح أنني أقرأ بشكل متقطع بسبب المشاغل، ولكنها مهمة جدا بالنسبة لي، وأشجع أفراد الأسرة على القراءة، فالقراءة هي أساس مهم جدا».

أما أشقاؤه الذين يذكر أنهم يساعدونه كثيرا فقالوا: «قصصه المصغرة تلاقي رواجًا واستحسانًا بين الجمهور، وفي الوقت نفسه زادت من حماس تميم لكتابة قصص جديدة ومفيدة بطريقته الخاصة»، وأضافوا: «وكنوع من استمتاع تميم بكتابة القصص ورسمها، فقد كان يرسمها على السبورة ويتفاعل مع مجرياتها مستخدما أساليبه الممتعة التي تساعده على إخراج قصة ذات فائدة بأسلوبه المميز قبل أن نخرجها إلى تويتر».