oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

السـلطنـة والأهـداف الـتنـمـويـة

19 سبتمبر 2020
19 سبتمبر 2020

من المدرك أن جوهر النهضة العمانية الحديثة يقوم على الإنسان، بوصفه الركن الأساسي في عمليات التنمية بكل أشكالها، التي تصب في نهاية الأمر في خدمة الإنسان نفسه، فمن الكائن البشري تبدأ أسئلة النماء والازدهار وإليه تنتهي في حلقة طابعها الحيوية والتفكير المستمر في تطوير الأفضل، ومن هنا تولد الحضارة والإنسانية والقيم الرفيعة للتطور والحداثة وغيرها من القيم المتجددة على امتداد التاريخ البشري.

لقد أكدت السلطنة في كلمتها أمام الاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة، الذي نظمه المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، ومثّل السلطنة فيه معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد على الالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، ولابد أن هذا التأكيد يأتي في ظروف مهمة جدا من حيث التأثر العالمي بالجائحة الصحية التي كان لها الانعكاس المباشر على خطى التنمية في كل دول العالم والاقتصادات الوطنية والصناعات والتجارة، وكل شيء تقريبا.

إن حكومة السلطنة لها من الخطط والاستراتيجيات بعيدة المدى التي تدعم المضي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، وترجمة «الأهداف التنموية» إلى سياسات واستراتيجيات وإدماجها في الخطط الوطنية، وهو ما تقوم به دائما في سبيل تحقيق الأفضل وحيث تتعايش الأهداف المحلية مع المستويات العالمية والدولية، من حيث أن عالم اليوم يعيش على تكامل في الرؤى والأفكار في قضايا حيوية مثل التنمية الشاملة والمستدامة ورعاية الناس وحقوقهم والعدالة والمساواة والحريات، بالإضافة إلى قضايا المناخ وصيانة الكوكب والبيئة الخ..

وقد أشارت الأمم المتحدة إلى أن السلطنة من بين أوائل الدول التي تمكنت من تقديم خطة طوعية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030م، وهي ماضية في هذا الطريق الآن مع نهضتها المتجددة بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وذلك بالتضامن مع الأهداف العالمية في هذا الإطار، بما يمكن من التصدي للتحديات المختلفة عبر تبادل الخبرات والتجارب، والأخذ من التجربة الإنسانية بشكل عام.

كان مضمون الاجتماع الأممي وشعاره هو «وقفة مع أهداف التنمية المستدامة» وهذا يعني أن الظرف الراهن في العالم يتطلب فعليا مثل هذه الوقفات، فالدول تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تجديد الشراكة وتعزيز التواصل وتجسير المسافات لتجاوز ما يعيشه العالم أجمع من تحديات وظروف راهنة، ولابد أن ذلك يعني «إطلاق إحساس متجدد بروح المسؤولية والإرادة القوية لتحقيق التنمية والرخاء للجميع»، وفق ما جاء نصا في كلمة السلطنة.

يجب التأكيد على أن المفاهيم التي يتم التأسيس لها جيدا هي التي تقود إلى البناء التنموي المستدام السليم والصحيح، وهذا ما تعتني به السياسات التنموية في السلطنة، فبناء الأهداف لا ينفصل عن بناء المفاهيم من أجل تعبيد الطريق إلى التنفيذ العملي على أرض الواقع، بما يضمن للجميع العدالة والسلام ويحقق مرتكزات المعنى الإنساني المنشود في نهاية الأمر.

إن السلطنة ماضية في تحقيق النماء المستدام والشامل وفق خطط وطنية واضحة وجلية عمادها الرؤية المستقبلية 2040 ومراعاة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بما يعزز الأفق الأفضل بإذن الله.