oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

من أجل سماء زرقاء!

07 سبتمبر 2020
07 سبتمبر 2020

يوافق السابع من سبتمبر من كل عام «اليوم العالمي لنقاوة الهواء» الذي يحمل شعار «من أجل سماء زرقاء» وتشارك السلطنة دول العالم الاحتفال به، انطلاقا من الاهتمام الذي توليه بحماية البيئة بشكل عام، بما يعود بالنفع على الإنسان والكائنات المختلفة التي تعمر البيئة من حول الإنسان.

هذا اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف إلى تشجيع الدول والمجتمعات بالحرص على نقاوة الهواء وتحسين نوعيته، حيث يأتي في مقدمة الأسباب التي يجب الأخذ بها في هذا الإطار؛ الحد من عمليات التلوث التي يتعرض لها الهواء من خلال الملوثات العديدة مثل السيارات والمصانع والكيماويات وغيرها من أسباب تدفع إلى الضرر بالبيئة عامة والهواء بشكل خاص.

ولعل الإشارة «السماء الزرقاء» هنا، تعني أنها صافية غير ملوثة، بحيث تقل فيها نسب السميات الناتجة من الغازات الضارة بالبشر والكائنات الحية.

ولابد من الإشارة في هذا الخصوص بأن وثائق الأمم المتحدة المعنية بالتنمية المستدامة تؤكد على هذا الهدف بما يعزز صلاحية المدن والمستوطنات البشرية عامة للعيش، بما يعود على الجميع بالازدهار والحياة الصحية والآمنة، وفقا للأهداف المحددة لعام 2030.

لا يحتاج أحد إلى التدليل على خطر التلوث والهواء السام على الصحة البشرية، وأنه سبب رئيسي في الوفيات والعديد من الأمراض في العالم المعاصر، خاصة بعد الثورة الصناعية العالمية وزيادة كمية التلوث في الهواء، والآن مع زمن كورونا فهناك مواجهة من نوع آخر تدور حول مفاهيم جديدة لرؤية الإنسان لمفهوم الهواء النقي تتجاوز الأشكال التقليدية، فثمة معركة تدور حول سلامة الهواء والفراغات من حولنا خشية نقل هذا الفيروس القاتل.

في السلطنة هناك اهتمام كبير بكافة المعايير والمطلوب على المستوى الدولي بما يحقق التوازن في البيئة عامة، ويجعل الهواء من حول الإنسان صالحا للتنفس، وفي هذا الإطار تأتي القوانين والتشريعات التي تصون هذا الجانب وتؤكد عليه باستمرار وهو مشروع بدأ منذ عقود ولا يزال مستمرا ومتطورا مع كل تجديد ومفاهيم جديدة تطرأ على المستويات الدولية، بما يضمن جودة الهواء وحماية البيئة من التلوث.

فالقوانين تحمي الإنسان والمجتمعات والمدن، وتدقق في المشروعات الصناعية وكل ما يمكن أن ينعكس سلبيا على نقاء الهواء وصحة البشر في المكان، وقد شهدنا العديد من القصص في هذا الجانب التي انتصرت فيها المعاني الإنسانية على أي جوانب مادية أخرى.

يجب الإشادة في هذا الخصوص بكل الجهود المبذولة من كافة الأطراف المعنية في هذا الإطار بما يضمن للجميع بيئة معافاة وطيبة، وسماء زرقاء فوقنا، تشير إلى الصفاء والنقاء والتعافي، ولابد أن القوانين والتشريعات لها دورها، في حين أن الجهد الإنساني والتكاتف البشري يلعب دوره أيضا في محصلة الصورة التي تعني الاهتمام بالبيئة الصحية التي يجب أن يعيش فيها الناس.