٣٤٥٦٧ 2-Recovered.psd3rr
٣٤٥٦٧ 2-Recovered.psd3rr
آخر الأخبار

دراسة تبحث أثر العوامل البيئية على ازدهار العوالق النباتية الضارة

06 سبتمبر 2020
06 سبتمبر 2020

أثبتت أن فصل الشتاء الأكثر إنتاجية

• توصيات بضرورة وجود برامج مراقبة للتغيّرات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لمياه البحر

• أهمية دراسة الأنواع المُسببة لظاهرة ازدهار الطحالب الضارة وتشكُل الحويصلات

• ازدهار العوالق البحرية يؤثر على السياحة البحرية ويعيق ممارسة رياضات بحرية

• نفوق كميات من الأسماك والكائنات والطيور يسبب خسائر اقتصادية

«عمان»: يسعى مركز العلوم البحرية والسمكية إلى إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بفهم العوامل المسببة لتكرار حدوث ظاهرة المد الأحمر، ويسجل قسم البيئة البحرية وعلوم المحيطات بالمركز حالات حدوث الظاهرة وبيان إذا ما رافق الظاهرة حالات نفوق للأسماك أو غيرها من الكائنات البحرية، ويتم ذلك بتوثيقها في جدول زمني.

ونشرت نشرة الوشق في عددها الـ57 التي يصدرها المركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة دراسة بحثية للمهندسة أحلام بنت سليمان الخروصية، أخصائية بيئة بحرية بمركز العلوم البحرية والسمكية، بآخر الدراسات حول هذه الظاهرة في أطروحة الماجستير التي كانت بعنوان: «تأثير العوامل البيئية على ازدهار العوالق النباتية الضارة في محطة مجيس لتحلية مياه البحر، الواقعة في منطقة صحار الصناعية ببحر عُمان»، حيث هدفت إلى دراسة تأثير العوامل الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية على بنية مجتمع العوالق النباتية بشكل عام وعلى ازدهار العوالق النباتية الضارة بشكل خاص في منطقة شمال غرب بحر عُمان وبالقرب من محطة تحلية المياه التابعة لشركة مجيس للخدمات الصناعية الواقعة بميناء صحار الصناعي، حيث تم أخذ العيّنات لمدة عام، وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها في المياه العُمانية التي استهدفت دراسة العوالق النباتية الضارة، وتم نشر ورقة علمية من الدراسة في إحدى المجلات العلمية المحكمة.

وأثبتت الدراسة أن فصل الشتاء هو الموسم الأكثر إنتاجية للعوالق النباتية، وبالتحديد خلال موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية، حيث سجّل أعلى نسبة من العوالق النباتية، يليه فصل الخريف، بينما سجّل فصلا الربيع والصيف أقل عدد في وفرة العوالق النباتية، فيما عدا نهاية موسم الصيف خلال الرياح الموسمية الجنوبية الغربية (بالتحديد في شهر سبتمبر).

وخرجت الدراسة بعدة توصيات أبرزها أن تكون هناك برامج مراقبة مستمرة للتغيّرات الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لمياه البحر باستخدام أحدث التقنيات، ودراسة الأنواع المُسببة لظاهرة ازدهار الطحالب الضارة وتشكُل الحويصلات ليس فقط بالقرب من محطة التحلية، وإنما يجب أن تشمل منطقة ميناء صحار الصناعي.

أنواع العوالق

يصل عدد العوالق النباتية البحرية المسجّلة حوالي 5000 نوع، منها 300 نوع لها القدرة على الازدهار، من بينها حوالي 60-80 نوعًا تتسبب في حدوث ظاهرة الازدهار الضار، بالإضافة إلى 90 نوعًا تم تسجيلها على أنها من الأنواع السامة على البيئة البحرية وصحة الإنسان حول العالم، ويعد Noctiluca scintillans هو النوع السائد في أغلب حالات الازدهار التي تم تسجيلها في السلطنة وهو من مجموعة سوطيات الأرجل، حيث إنّ حوالي 50% من الحالات المسجلة في المياه العُمانية كانت بسبب هذا النوع، وهو يعتبر من الأنواع غير السامة ولكنه يؤدي إلى نقص الأكسجين وزيادة الأمونيا في المياه، أما النوع الذي يلي النوع الأول من حيث الآثار الجانبية التي خلّفها في مياه السلطنة فهو Margalefidinium polykrikoides، وقد تم تسجيل أول ظهور له في المياه العُمانية عام 2008م ولم يثبت أنه من الأنواع السامة إلا أنه تسبب في حدوث آثار كبيرة على البيئة البحرية والمجتمع منها نفوق أعداد كبيرة من الأسماك وتلف الشعاب المرجانية، كما قيّد العديد من وظائف المصايد التقليدية وأثّر على السياحة الساحلية وأجبر على إغلاق العديد من محطات التحلية ومصافي التكرير المطلة على السواحل.

أضرار

تتعدد أضرار ظاهرة ازدهار العوالق النباتية الضارة على البيئة والصحة والاقتصاد والسياحة، منها نفوق عدد من الأسماك والكائنات البحرية، وأيضًا حدوث حالات تسمم أو حتى نفوق لبعض أنواع الأسماك الكبيرة، والطيور والثدييات بما فيها الإنسان، وذلك عبر تناول الكائنات البحرية الملوثة بالسموم البيولوجية، إضافة إلى أنه قد يؤثر ازدهار العوالق النباتية بشكل كبير أحيانًا على حركة تدفق المياه في محطات التحلية نتيجة لانسداد الأغشية داخل منطقة السحب، بالإضافة إلى تزايد المواد العضوية المتحللة مما قد يؤدي إلى توقف بعض محطات التحلية عن العمل، كما تؤدي الظاهرة إلى انبعاث روائح غير مستحبة تؤذي قاطني المناطق الساحلية المتضررة نتيجة لتحلل هذه العوالق ونفوق الكائنات البحرية، بالإضافة إلى تأثر السياحة البحرية حيث إن ازدهار العوالق البحرية قد يعيق ممارسة بعض الرياضات البحرية والسباحة والغوص، هذا إلى جانب الخسائر الاقتصادية إذ يصاحب هذه الظاهرة في بعض الأحيان نفوق كميات من الأسماك والكائنات البحرية والطيور كما تتسبب بتلوث الشواطئ.

حلول

قامت بعض دول العالم للحد من ازدهار وتكاثر العوالق النباتية باستخدام العلاجات الكيميائية، البيولوجية والميكانيكية ولكن يُشترط أن يكون تطبيقها على مناطق مغلقة أو شبه مغلقة كالبحيرات والبرك وليس على الأماكن المفتوحة كالبحر، ومعظم هذه الطرق مكلفة وتحتاج إلى جهد كبير، كما أن بعضها لها آثار سلبية على الكائنات والبيئة التي تعيش فيها، ويمكن التقليل من آثارها من خلال المراقبة الدورية لحدوثها، سواء باستخدام التكنولوجيا والاستعانة بالأقمار الاصطناعية للتنبؤ وتتبعها أو القيام بالزيارات الميدانية وأخذ القراءات الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية لمياه البحر، كما يُسهم تطبيق الممارسات والإدارة الساحلية الفعالة للنفايات الصناعية والمنزلية في التقليل من حدوث الظاهرة، إضافة إلى تعزيز التعليم ونشر الوعي حولها.

الجدير بالذكر أن نمو العوالق النباتية يعتمد على وجود بعض العوامل الأساسية، منها: وفرة أشعة الشمس وثاني أوكسيد الكربون اللازمين للقيام بعملية التمثيل الضوئي لإنتاج الغذاء والأوكسجين، وكذلك توفر درجات الحرارة المناسبة لكل نوع من هذه العوالق النباتية التي تحفزها على الازدهار، ووجود المغذيات المناسبة مثل النيترات والفوسفات والسيلكا وغيرها بكميات وفيرة يسهم في نمو هذه الكائنات.

وهناك عدة عوامل محفزة تساعد على زيادة حالات ازدهار العوالق النباتية الضارة ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى قسمين رئيسيين أولهما: العوامل الطبيعية مثل التيارات البحرية والعواصف والأعاصير، حيث تقوم هذه العوامل برفع مياه القاع الباردة المحمّلة بالمغذيات إلى السطح مما يوفر بيئة خصبة وملائمة لازدهار العوالق النباتية في مياه السطح، أما القسم الآخر فهو العوامل البشرية بسبب ازدياد النشاط البشري والتطوُّر العمراني على طول السواحل مثل إنشاء المدن السياحية، المصانع والمعامل ومحطات تحلية مياه البحر، وساهم البشر في نقل الأنواع الدخيلة - قد تكون سامة - عن طريق مياه التوازن التي تنقلها السفن الكبيرة وأيضًا انتقال الكميات الهائلة والمتزايدة من النفايات السائلة الصناعية والزراعية والصرف الصحي إلى المياه الساحلية، ويمثل التوسع المطرد في استخدام الأسمدة الكيميائية للإنتاج الزراعي مصدرًا كبيرًا ومثيرًا للقلق للمغذيات في المياه الساحلية التي تعزز تكاثر بعض الطحالب الضارة إذ ما وجدت طريقها إلى البحر.