٣٤٣ق٢٥٦٧ 2-Recovered
٣٤٣ق٢٥٦٧ 2-Recovered
المنوعات

طفل نيجيري يداوي أحزانه بالرقص.. يقفز للعالمية ويفوز بمنحة أمريكية لدراسة الباليه

05 سبتمبر 2020
05 سبتمبر 2020

لاجوس «د.ب.أ»: – تغيرت حياة أنتوني ميسوما مادو الذي يبلغ من العمر 11 عاما، بسبب مقطع فيديو يصوره وهو يرقص. ويظهر مقطع الفيديو مادو وهو يؤدي حركات راقصة من فن الباليه، على قدمين حافيتين في طرقات موحلة حيث كانت تتساقط أمطار خفيفة على العاصمة النيجيرية لاجوس في ذلك الوقت من العام.

ولقي الفيديو مشاهدة واسعة في مختلف أنحاء العالم، وحول الأداء الراقص مادو، إلى نجم على منصات التواصل الاجتماعي.

وشاهد الملايين حركات مادو الدائرية تحت المطر وقفزاته وسط برك المياه، وذلك بعد أن شاركت الممثلتان الأمريكية فيولا ديفيز والبريطانية سينيثيا إريفو إرسال مقطع الفيديو على منصات التواصل.

وبفضل هذا المقطع حصل مادو على منحة دراسية في الولايات المتحدة للتدريب بـ «مسرح الباليه الأمريكي» في نيويورك. غير أن مادو لا يزال صغيرا بحيث لا يسمح سنه له أن يلتحق بهذه الدراسة، ويجب عليه الانتظار ليحضر الدورة الدراسية الصيفية في عام 2021.

وفاز مادو بالجائزة الكبرى في مسابقة «باليه بلا حدود الدولية»، التي تنظم في منطقة الجنوب الأفريقي، وذلك من خلال فعالية أقيمت على شبكة الإنترنت في يوليو الماضي.

وتشمل الجائزة منحة دراسية كاملة لحضور دورات تدريبية بمدينة لوس أنجلوس أو بولاية موناتانا، برفقة مدربه. وقال مادو لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، «أشعر بسعادة بالغة لحصولي على منحة السفر إلى الولايات المتحدة، وعلى الرغم من شعوري بالسعادة، ينتابني التوتر أحيانا لأني سأترك أسرتي وأسافر إلى دولة أخرى».

وعندما يشعر مادو بالتوتر، فإنه يعلم أين يجد العلاج.

وقال الفتى الصغير: «عندما اشعر بالتوتر، أمارس بعض حركات الباليه وسرعان ما أشعر بالتحسن». ويعني الباليه لمادو أكثر من مجرد الرقص، فهو يمثل له نوعا من العلاج، على حد قوله.

وأضاف: «عندما يثير بعض الأشخاص غضبي، أقوم ببعض حركات الباليه وعندها اشعر بالسعادة، وبأنني لن أحزن مرة أخرى». وبدأ اهتمام مادو بالباليه منذ كان في الخامسة من عمره، وذلك عندما شاهد رسوما متحركة لراقصي الباليه في التلفاز. ويتذكر مادو مشاهدته لهذا الكارتون ويقول: «عندما كانوا يرقصون، كنت اشعر بسعادة بالغة، وكنت ابتسم كلما رأيتهم يبتسمون، خاصة عندما كانوا يؤدون حركات رشيقة». وسرعان ما بدأ يقلدهم.

وقالت أمه ليفيوما مادو: «أول مرة رأيت فيها ابني وهو يرقص الباليه، قلت لنفسي: إن هذا الولد سيفصل ساقيه عن جسمه، وشعرت بخوف شديد.» وعندم بلغ مادو التاسعة من عمره، سجل اسمه في «أكاديمية قفزة الرقص»، وهي مدرسة للباليه بإحدى ضواحي مدينة لاجوس للأطفال غير القادرين على دفع رسوم حصص الرقص.

ويقوم دانييل أجالا، مدرب مادو- الذي علم نفسه الرقص- بتعليم الصغار فنون الباليه دون مقابل، ولكنه يقول إنه على الرغم من مجانية التدريب، لا يساعد هذا الحافز في جذب الكثيرين إلى الدراسة.

ولا يتلقى جميع الصغار الذي يتطلعون إلى تعلم الرقص، دعما من ذويهم. ولا يتحمس الآباء بشكل عام لإرسال أبنائهم لتعلم ما يصفونه برقصة أجنبية خليعة، وفقا لما يقوله أجالا، الذي يضيف: «إنهم يشعرون بأنها رقصة شيطانية مضادة للثقافة الأفريقية».

وقال آباء آخرون في ضاحية أجانجبادي الفقيرة الكائنة بالمنطقة الجنوبية الغربية من لاجوس، لفيوما مادو إن عليها أن تمنع ولدها من الرقص لأنه سيحوله إلى بنت.

ولم يكن شيء ليثني مادو عن حب الرقص، حيث ركز حلمه على أن يصبح راقصا محترفا. وتدعم الأم ولدها، وتقوم من آن لآخر في هذه الأيام بتدليك ساقيه بالماء الدافئ، عندما يشعر بالألم بعد ساعات التدريب.

ومن ناحية أخرى، نشر المدرب أجالا مقطع الفيديو الخاص برقص مادو على موقع إنستجرام، يوم 18 يونيو الماضي ليلفت أنظار العالم إلى موهبته وحلمه. وبالنسبة لمادو فهو يعلم أنه حلم غير عاديي، حيث يقول: «حتى رغم أنه خطر على ذهني أن الناس لا يرقصون الباليه في نيجيريا، فقد قلت لنفسي إنني أريد أن أصبح راقص باليه محترفا، وقلت لنفسي أيضا إنه يجب أن أكون مختلفا، ولا ينبغي علي أن أفعل ما يفعله الآخرون».

ويضيف إن فترة تدريبه انقطعت بسبب جائحة كورونا، غير أن ذلك منح مادو مزيدا من الوقت للتدريب في أكاديمية أجالا.

وهو يستعد الآن للتدريب في الولايات المتحدة. ويتطلع مادو للغد، ويقول: إن لديه أمرين يطمح إلى تحقيقهما، الأول أن يصبح على القمة كراقص باليه، وأن «يمثل نيجيريا على الصعيد الدولي، حتى يعلم الناس أن هناك شخصا نيجيريا يستطيع أن يرقص الباليه بشكل جيد للغاية».