oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

إلى فضاءات مشرقة مستقبلية

26 أغسطس 2020
26 أغسطس 2020

جاء اجتماع مجلس الوزراء أمس، الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بترؤسه، ليحدد مرتكزات وأولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة، خاصة مع اتجاه السلطنة نحو تنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» ابتداء من العام المقبل 2021 ولعقدين مقبلين.

وقد أكد جلالة السلطان المعظم - حفظه الله - في الاجتماع الذي سبقه أداء أصحاب السمو والمعالي أعضاء مجلس الوزراء الجدد قسم اليمين أمام جلالته، «أن هيكلة الجهاز الإداري للدولة جاءت متواكبة مع رؤية عمان 2040 وبما يؤدي لرفع كفاءة الجهاز الإداري والتوافق مع التطورات التي شهدتها السلطنة خلال العقود الماضية»، بما يشير بوضوح إلى محورين مهمين، الأول هو أن التطور ثيمة أساسية في مسيرة النهضة العمانية خلال 5 عقود من الزمان، وثانيا أن هذه النهضة تكتسب تجددها وحيويتها من خلال التطوير والتحديث من خلال ما سبق أن وعد به جلالته في الخطاب السامي في 23 فبراير الماضي، حيث أكد إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، وهو ما حدث فعليا في الأيام الأخيرة من خلال صدور مجموعة من المراسيم السامية التي رسمت خطوط المرحلة القادمة في مختلف القطاعات، بما يهيئ الأفق التنموي بشكل عام لمزيد من الإنجازات في شتى مسارات الحياة الإنسانية.

وإذا كان هناك جيل قد أدى دوره ورسالته في المرحلة الماضية من مسيرة النهضة، فاليوم تستمر مسيرة العمل الوطني مع جيل جديد من المسؤولين الذين يتولون مسؤولية المرحلة المقبلة بالتعاون مع الجميع في تنفيذ برامج الدولة والاستراتيجيات في شتى القطاعات، بما يهيئ سبل الحياة الأفضل.

لقد ركز المقام السامي على نقطة مهمة وهي تعزيز اللامركزية من «خلال إعطاء المحافظات والمحافظين جل الاهتمام بما يمكنهم من النهوض والتطوير مع منح المحافظين الصلاحيات اللازمة لتمكينهم من الاضطلاع بمسؤولية تنشيط الاقتصاد والاستثمار والتجارة وغيرها من المسارات».

ثمة العديد من الأولويات التي وردت من خلال التوجيهات السامية في الاجتماع، التي يمكن أن نلخصها في النقاط المذكورة من استمرار التطوير إلى تعزيز اللامركزية إلى ضرورة الاستفادة من التقنيات والثورة الإلكترونية في مقبل السنين في دولاب العمل الحكومي، وفي هذا الإطار يأتي التوجيه الواضح بـ «ضرورة العمل على تسريع خطوات اكتمال الحكومة الإلكترونية في القريب العاجل».

كذلك يجب التأكيد أن قضية التعليم تبقى من القضايا ذات الأولوية القصوى، فهي رأس الرمح في تهيئة الإنسان لدفع الحياة نحو الإيجابية والإنتاج وتعزيز كل خطى التطور المنشود، ولهذا جاء التركيز على هذا الجانب، ليبقى العلم والتعلم والمعرفة هو شعار كل المراحل في مسيرة عمان وهي تخطو مع أجيالها الجديدة إلى فضاءات مشرقة مستقبلية بإذن الله، ينعم فيها الجميع بمزيد من الهناء والرفاهية في ظل حياة طيبة وكريمة.

يجب أيضا الإشارة إلى إشادة جلالة السلطان - أعزه الله - بجهود الجميع وفي مقدمتهم اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن جائحة كورونا، إلى جانب العاملين في القطاع الصحي وجميع الجهات العسكرية والأمنية، كذلك تعاون المواطنين والمقيمين في التعامل مع الجائحة، حيث كان لذلك أثر في إبطاء انتشار المرض، والتخفيف من آثار الوباء.

أخيرا فإن سياسة السلطنة الخارجية ظلت انعكاسا لاستقرارها الداخلي ووضوح مسارها السياسي واتزانه، وفي هذا الباب فقد كان التأكيد مجددا على ثبات السياسة الخارجية للسلطنة، بما يعزز التعاون مع الجميع، ويسهم في بناء آفاق الاستثمارات والتجارة وكل الفرص الإيجابية التي تعود بالنفع على الجميع.