oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

في سبيل رسالة العلم ومواكبة العصر

25 أغسطس 2020
25 أغسطس 2020

جاءت التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - بتوفير أجهزة حاسب آلي محمول لكافة الطلبة الجدد الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي للعام الدراسي 2020/‏ 2021 من أسر الضمان الاجتماعي والدخل المحدود، لتصب في إطار الاهتمام السامي الذي يوليه جلالة السلطان - أعزه الله - لكافة أفراد المجتمع العماني بما يحقق العدالة والمساواة بين الجميع ويعزز رسالة نشر العلم والمعرفة، بحيث يكون متاحًا للجميع التقاطع مع متطلبات هذا العصر من الوصول إلى الغايات المرجوة في سبيل تحقيق الأهداف السامية للنهضة الشاملة، التي عمادها الإنسان بوعيه وعلمه وثقافته وقدرته على المساهمة والعطاء والإبداع في كافة مجالات الحياة.

من المعلوم أننا نعيش في عصر المعرفة القائمة على الشبكات الحديثة والتقنيات ولا بد أن الحواسيب والأجهزة المحمولة باتت اليوم من أدوات الحياة العصرية في تلقي العلم، التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، لهذا فإن التوجيهات السامية في هذا الإطار تأتي لتعبر عن لفتة كريمة من جلالته لتعزيز القدرات في إطار التقاطع مع متطلبات العلم الحديث للطلبة من أسر الضمان الاجتماعي وذوي الدخل المحدود، ممن لا تتيح لهم الإمكانيات الذاتية الحصول على الحاسوب أو تملكه وذلك نظرًا لظروفهم المادية.

ويجب التذكير بأننا اليوم في ظل مرحلة بات فيها التعليم عن بعد من وسائل التعلم، لا سيما مع جائحة كورونا «كوفيد-19»، الأمر الذي يعني أن توفير هذه الأجهزة تصب في هذا الباب من تهيئة الأجواء لتلقي العلم لأولئك المستهدفين مع أقرانهم الآخرين، بحيث تظل رسالة التعليم قائمة على العدالة للجميع سواء في الظروف الطبيعية أو الاستثنائية، فالعلم والتعلم يظل هدفًا ساميًا وغرسًا في المستقبل، ويجب تهيئة كافة الظروف التي تجعل الكل متكافئين في هذا الإطار بما يخدم الاهتمام الكبير بالأجيال الصاعدة ودورها المأمول في الغد، من خلال المشاركة في عمليات البناء والتنمية الشاملة في كافة قطاعات الحياة والإنتاج في الدولة.

وإذا كان عالم اليوم يقوم على التقنية والأدوات الحديثة في تعزيز فكر الإبداع والابتكار، فإن ذلك يعتبر من الأهداف الاستراتيجية للسلطنة في إطار الرؤية المستقبلية «عمان 2040» التي تسعى لوضع عمان في مكانة بارزة ضمن الدول المتقدمة في العالم من حيث الابتكار، ولا شك أن ذلك لن يتحقق بمعزل عن توفير الأرضية لذلك من خلال الدعم والتهيئة، من ثم تفاعل الجميع مع روح المرحلة المقبلة، حيث تظل الأجهزة والتقنيات والأدوات الحديثة ما هي وسائط في نهاية الأمر، في حين أن الفاعلية الحقيقية تقف عند الإنسان بوصفه هو رائد البناء من خلال توظيف عقله وتعزيز مهاراته وبناء خبراته، وغيرها من المطلوبات في هذا الجانب بما يحقق الوصول إلى الأفضل في إطار التطلعات المستمرة.

أخيرًا يجب التأكيد على أن رسالة العلم والمعرفة هي جوهر البناء والمستقبل، وأن الطريق إلى صناعة الذات والتطور ليست بالمهمة السهلة فهي تتطلب من الجميع العمل والمثابرة والإخلاص.