oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

سد الفجوة الرقمية وتعزيز المعرفة والاقتصاد

17 أغسطس 2020
17 أغسطس 2020

جاء توقيع اتفاقية لتنفيذ مبادرة لتغطية القرى والتجمعات السكانية بخدمات الاتصالات والإنترنت عن طريق الأقمار الاصطناعية في السلطنة، ليضاف إلى خطى الاتجاه المستقبلي نحو تعزيز العالم الجديد الذي يقوم على المعرفة والتعليم عن بعد، لاسيما مع الظروف التي يمر بها العالم الآن جراء جائحة كورونا «كوفيد 19» التي جعلت العالم يعيد التفكير في مكتسبات ثورة التقنية وإعادة توظفيها على نحو يساهم فعليًا في بناء عالم جديد عماده التعايش عن بعد وفي الوقت نفسه تعزيز الفرص الأفضل في التعلم والإنتاج وسبل المعاش بشكل عام.

وكانت هيئة تنظيم الاتصالات والشركة العمانية للنطاق العريض قد وقعتا على اتفاقية لتوفير خدمات الاتصالات والانترنت لعدد من القرى والتجمعات السكانية عن طريق الأقمار الصناعية في مختلف محافظات السلطنة، حيث نصت الاتفاقية على قيام الشركة العمانية للنطاق العريض بتنفيذ مشروع توفير خدمات الانترنت الثابت لعدد من القرى والتجمعات السكانية عن طريق الأقمار الاصطناعية وبناء البنية الأساسية لشبكة الاتصالات في هذه القرى، كذلك أن تقوم الشركة العمانية للنطاق العريض بالتنسيق مع شركات الاتصالات في السلطنة المقدمة لخدمات الانترنت الثابت لتوفير الخدمة للمشتركين في هذه القرى.

لا شك أن هذا المشروع الحيوي يأتي ضمن ما تمت الإشارة إليه من الظروف المدركة، لكنه أبعد من ذلك يساهم في سد ما يعرف بالفجوة الرقمية، حيث يصبح ممكنًا وصول هذه الخدمات إلى مختلف الأماكن ما يساهم في ترقية الخدمات، ولا شك أن ذلك سوف ينعكس على مجمل خطى التطور الاقتصادية والثقافية والمعرفية، خاصة أننا نتكلم الآن عن دمج بين التعليم في المدرسة والتعليم عن بعد في المرحلة المقبلة مع عودة المدارس في الأول من نوفمبر، كذلك يساعد ذلك رواد الأعمال وغيرهم من أصحاب الصناعات والشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تعزيز سبل التجارة والتواصل الإلكتروني، حيث يمكن العمل من مختلف المناطق والجهات البعيدة، في ظل عالم مترابط عماده شبكة واحدة افتراضية هي محور التنافس والعمل والحضور في عالم اليوم.

وينص قانون تنظيم الاتصالات في السلطنة على توفير خدمات الاتصالات في جميع أنحاء السلطنة وبأسعار معقولة، وفي هذا الإطار فإن هذا المشروع الحيوي يعمل على تغطية القرى والتجمعات الريفية البعيدة ما يساعد بالفعل في تحقيق الهدف المنشود، حيث تغطي الاتفاقية 598 قريةً وتجمعًا سكانيًا، بالإضافة إلى المدارس الحكومية التي لم تصل إليها خدمة الانترنت عالي السرعة.

جملة هذا المشهد يضعنا أمام تصورات المرحلة الراهنة والمقبلة في سبيل المساهمة الفاعلة لكل المجتمع في دخول مرحلة جديدة تتعلق بالرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التي تقوم على قيم الابتكار والاستفادة من التقنيات الحديثة وتوظيف كل ذلك في خدمة المجتمع وبناء الاقتصاد الجديد وسياسات التنمية المستدامة والشاملة في جميع أوجه الحياة الإنسانية، ولا شك أن عماد ذلك هو الإنسان والتقنية، عندما يتضافران معًا لأجل رسائل سامية تتمثل في العلم والتعلم ونشر المعرفة والثقافة وكذلك الحضور الحقيقي في بنى الحياة العصرية.