oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

كورونا.. مرحلة ما بعد رفع الإغلاق التام

09 أغسطس 2020
09 أغسطس 2020

مع انتهاء الإغلاق التام بين محافظات السلطنة عدا محافظة ظفار، وتقليص فترة الحظر المسائي ليكون من التاسعة ليلا إلى الخامسة صباحا، أيضا مؤشرات عن انخفاض ملموس في أعداد الإصابات بفيروس كورونا «كوفيد 19»، فإنه يمكن القول: إن القرارات الأخيرة بدأت تؤتي أكلها، غير أننا يجب أن ننتظر أسبوعين على الأقل لنرى بشكل واضح النتائج النهائية المترتبة عن الإغلاق والحظر؟

وهل اتجاه المنحنى الوبائي بالفعل هو نحو الانخفاض ثم التلاشي أم أن ثمة أمرا مغايرا سوف تكشف عنه الأيام المقبلة؟

في كل الأحوال فنحن أمام وباء فيه شيء من الغموض وعدم وضوح التكهنات، كما ثبت من تجارب أغلب الدول في العالم، فهناك بعض الدول التي تعافت ثم عادت من جديد لتسجل إصابات، وثمة من فتح الحياة على مصراعيها وعاد مجددا إلى الإغلاق سواء التام أو الجزئي، فطبيعة هذا الوباء تجعل القرارات أحيانا تأخذ هذا الشكل الدائري الذي يقوم على مراجعة الوضع مع كل مرحلة جديدة من مراحل التعايش مع هذا الفيروس.

هناك أمر واضح والكل يعلمه، يجب أن نأخذه جميعنا بمحمل الجد ونؤكد عليه مرارا، وهو مسألة الالتزام والتشديد على المبادئ الصحية الأساسية، بحيث نرتدي الكمامات في الأماكن العامة ونحافظ على مسافة التباعد الجسدي المطلوبة لمترين على الأقل، وأن نقلل من الحركة بشكل عام إلا للأمور المهمة والحاجات الضرورية، بحيث يمكن لنا أن نضيّق على أنفسنا في الوقت الراهن، لكن حتما سوف نكسب على المدى الأبعد في العمل بشكل جماعي على كبح هذا الوباء بشكل كبير.

بالطبع وفي ظل هذا الوضع فهناك العديد من الأمور والأشياء التي تظل معلقة وغير واضحة فيما يتعلق بمجريات الحياة بشكل عام، على سبيل المثال قضية التعليم وعودة المدارس التي لا تزال مثار سؤال، وقد طرحت وزارة التربية والتعليم بهذا الخصوص استبيانا إلكترونيا على أولياء الأمور بهدف معرفة الآراء المختلفة والمتعددة التي من خلالها يمكن معرفة وجهة النظر المجتمعية عامة، من ثَم يكون لصانع القرار أن يرى الوجه الأنسب من خلال مراجعة مجمل الآراء والأفكار.

أيضا فإن بعض المصالح المنتظرة في الحزمة الخامسة ما زالت معلقة، ويتوقف عودتها بالطبع على قرار اللجنة العليا وفق المعطيات الصحية ومنحنى الوباء وغيرها من التقديرات التي تراها الجهات الاختصاصية، بحيث يكون الوضع مؤهلا لعودة نشاط معين أم لا.

نحن أمام مزيد من المسؤولية ومطلوب منا مضاعفة هذا الالتزام القائم، كما رأينا في فترة الإغلاق التام بين المحافظات كذلك الحظر المسائي المستمر لأسبوع، بحيث يكون التشديد على الذات والأنفس ليس منهجا قانونيا، بل هو سمة تنبع من الفرد نفسه ويقوم عليها دون الحاجة إلى التذكير أو التنويه من أحد، أو الحاجة إلى فرض عقوبات أو غرامات أو أي من أنواع التشريعات بهذا الخصوص.