آخر الأخبار

مكتب حفظ البيئة ينفذ دراسة حقلية حول انتشار وصون حيوان الوعل النوبي

15 يوليو 2020
15 يوليو 2020

  • نصب كاميرات فخية لتحديد مناطق الانتشار وتقييم البيئات

العمانية : قام الفريق البحثي بمكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني بتنفيذ دراسة حقلية حول انتشار الوعل النوبي بمنطقة منخفض الحقف في محمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى.

وأكد جناب السيد تيمور بن عبدالله آل سعيد أخصائي الحياة البرية بمكتب حفظ البيئة والمشرف على الفريق البحثي في دراسات الوعل النوبي أن الوعل النوبي هو ماعز جبلي ضمن المجترات الكبيرة التي تستوطن في السلطنة وبعض مناطق دول الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.

وأضاف: إن الماعز يعتبر أحد الأصناف التي تندر مشاهدتها في البيئة البرية العمانية، ويصنف بأنه معرض لخطر الانقراض بسبب الصيد الجائر وغيره من التهديدات المحدقة بموائلها الطبيعية.

وأوضح أن الذكور تتميز بأن لها لحى طويلة وداكنة، وتحتوي الأرجل على علامات بيضاء منتشرة حولها، مبينًا أن الوعل النوبي يعتبر أحد أبرز ثروات الحياة البرية العمانية فقد جاب نطاق البيئة الجبلية منذ قرون عدة إلا أن أعداده محدودة في جبال السلطنة، كما أنه عادة ما ينتشر على شكل تجمعات صغيرة أو قطعان متناثرة لا تتعدى (10-20) رأسًا، مبينًا أن في السلطنة توجد أكبر تجمعات للوعل النوبي في سلاسل محافظة ظفار، وفي الحزام الجبلي للمنحدرات الشرقية بمنخفض الحقف بمحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى.

وحول أهداف الدراسة البيئية العلمية المتخصصة التي ينفذها مكتب حفظ البيئة أفاد بأنه بعد اعتماد تصنيف حالة الوعل النوبي في عام 2008 ضمن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض من قبل الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) قام مكتب حفظ البيئة في عام 2015 بجهود كبيرة لصون الوعل النوبي بمحمية الكائنات الحية والفطرية، حيث تم إطلاق مشروع موسع ومعمق لدراسة حيوان الوعل النوبي بالسلطنة وبشراكة ودعم من شركة تنمية نفط عمان.

كما تمت دراسة طبيعة مناطق انتشاره؛ لتحقيق عدة أهداف ذات بُعد استراتيجي أبرزها: معرفة نطاق الانتشار والتوزيع الجغرافي وكثافة أعداد حيوان الوعل النوبي ومدى قدرته في التكيف على البيئات التي يوجد بها، وتحديد العلاقة بين هذا النوع من الوعول الموجودة في السلطنة، ومدى ارتباطها بأنواع الوعول الأخرى في العالم من خلال الدراسات الجينية، ووضع التوصيات التي من شأنها حماية القطعان المتبقية في براري السلطنة بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال دراسة الظباء الماعزية خاصة الوعل النوبي.

وبيَّن أن آليات تنفيذ الدراسة البحثية تضمنت نصب كاميرات فخية لتحديد نطاق مناطق الانتشار وتقييم البيئات وتحليل الوضع البيئي والبيولوجي وتحليل النظام الإيكولوجي (الغذائي) للوعل.

وتابع قائلًا: إن خطة الدراسة المنفذة تضمنت الإمساك بعدد من حيوان الوعل النوبي وتثبيت أطواق التعقب لها بواسطة الأقمار الاصطناعية للتعرف على مسارات حركته وتتبع أنماطه المعيشية إضافة إلى سلوك تغذيته، كما تم أخذ عينات دم وأنسجة مختلفة لهذا النوع النادر من الحيوانات لدراسة التنوع الجيني لأغراض وتصنيف النوع عملية وصحية.

وأوضح أن النتائج العملية الأولية أشارت إلى ندرة الوعل النوبي في مناطق انتشاره وموائله الطبيعية، مبينًا أنه سيتم تركيب أعداد أخرى من أطواق التتبع في المرحلة اللاحقة من أجل استكمال الدراسات المختبرية التي ينفذها المكتب.

وأشار جناب السيد تيمور بن عبدالله آل سعيد أخصائي الحياة البرية بمكتب حفظ البيئة والمشرف على الفريق البحثي في دراسات الوعل النوبي إلى أن من الأهداف الرئيسية لهذه الدراسة تطوير خطة الكفاءات الوطنية في هذا المجال من خلال تنفيذ خطة الدراسات البحثية (الماجستير والدكتوراه) المتعلقة بالدراسة الجينية (الجينيوم) للوعل النوبي بالمملكة المتحدة، وتشمل تأهيل عدد من التخصصيين البيئيين في هذا المجال، مضيفًا: إن ما يتم التوصل إليه من نتائج علمية لهذه الدراسة يمكّن من معرفة مدى العلاقة بين الوعول النوبية العمانية وبين الوعول النوبية في السعودية والأردن.

واختتم أن مكتب حفظ البيئة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ملتزمون بمواصلة الجهود الحثيثة لحماية وصون الحياة الفطرية والكائنات الحية النادرة المعرضة لخطر الانقراض بالسلطنة من خلال تنفيذ عدد من المشاريع البيئية العلمية المختبرية والحقلية المتخصصة.

تأتي هذه الدراسة ضمن جهود مكتب حفظ البيئة في الحفاظ على التنوع البيولوجي بالمحميات الطبيعية ومناطق انتشار الكائنات الحية البرية النادرة المهددة بالانقراض.