1490257
1490257
العرب والعالم

استمرار الاحتجاجات على مقتل شاب تونسي على الحدود مع ليبيا

11 يوليو 2020
11 يوليو 2020

رافعين شعارات تدعو لمحاسبة المتهمين -

رمادة (تونس) - طرابلس - (الأناضول): تجددت، أمس الاحتجاجات في مدينة رمادة التونسية التابعة لمحافظة تطاوين (جنوب شرق)، لليوم الرابع على التوالي، إثر «مقتل» شاب بالرصاص وهو في سيارته على الحدود مع ليبيا.

ويقول شهود عيان إن شابا قتل برصاص الجيش، الثلاثاء الماضي، فيما تقول وزارة الدفاع إن قواتها استعملت القوة ضد «تحركات مشبوهة»، دون أن تتحدث عن سقوط قتلى.

وحسب مراسل الأناضول، شارك قرابة 300 شخص في مسيرة وسط المدينة، رافعين لافتات تحمل شعارات منددة بقتل أبنائهم على الحدود مع ليبيا، داعين لمحاسبة المتهمين بقتل الشاب الثلاثاء الماضي. وقالت راضية الزنقاح، إحدى ساكنات مدينة رمادة للأناضول: «اشتغل أبناؤنا على الحدود فمنعت السلطة ذلك.. طالبنا بالعمل داخل حقول البرمة (منطقة إنتاح نفط) فلم يوافقوا على ذلك، والمورد الوحيد في منطقتنا هو العمل على الحدود مع ليبيا». وطالبت الزنقاح الرئيس قيس سعيد، بالقدوم إلى مدينتهم والاستماع لأهلها، مؤكدة أنهم «وطنيون حريصون على حماية البلاد من أي خطر قادم من الخارج».

ويمتهن أغلب مواطنو مدينة رمادة التجارة على الحدود مع ليبيا نظرا لغياب موارد رزق كافية.

ليست الحادثة الأولى

بدوره، قال وليد عبد المولى، أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية: «حادثة مقتل الشاب ليست الأولى من نوعها، بل هي متواصلة منذ اكثر من 10 سنوات، ونطالب السلطة بوضع حد لهذا الأمر» . وقالت وزارة الدفاع التونسية في بيان، إن «التشكيلات العسكرية العاملة بمنطقة (المنزلة) برمادة رصدت تحرّكات مشبوهة لأربع سيارات قادمة من التراب الليبي وتوغلت داخل المنطقة الحدوديّة العازلة على مستوى الساتر الترابي».

وأضافت أن «الوحدات العسكرية قامت بواجبها بموجب أحكام القرار الجمهوري 230 لسنة 2013، القاضي بالتدرّج في استعمال القوّة، بإطلاق أعيرة ناريّة تحذيريّة في الفضاء لإجبارها على التوقّف لكنّها لم تمتثل.. فتمّ في مرحلة ثانية الرمي على مستوى العجلات إلّا أنّها لاذت بالفرار».

وتابعت أن «المحكمة العسكرية الابتدائية بصفاقس تولت فتح بحث تحقيقي في الغرض» دون الإشارة إلى حدوث وفاة .

إدانة حقوقية

في سياق منفصل أدانت منظمة حقوقية، قتل مليشيا الجنرال خليفة حفتر، 3 شبان في مدينة «هون» التابعة لبلدية الجفرة وسط ليبيا. جاء ذلك في بيان أصدرته «منظمة رصد الجرائم» الليبية (أسسها ناشطون حقوقيون)، وثقت فيه اختطاف الشابين، على يد مجموعة مسلحة، تابعة للكتيبة 128، الموالية لحفتر.

وأوضح البيان، أن الشاب الأول يدعى عماد عبد السلام اجطيلاوي (28 عاما)، تم اختطافه، الخميس الماضي، من وسط مدينة هون، ثم إبلاغ أسرته بوفاته تحت التعذيب.

وأضاف أن الشاب الثاني، يدعى طارق محمد يوسف عبد الحفيظ (30 عاما)، عثر على جثته ملقاة، أمام مستشفى العافية بهون، وعليها آثار تعذيب، وكان قد تم اختطافه قبلها بنحو 5 أيام.

وأدان البيان تكرار جرائم القتل خارج نطاق القانون، والاختطاف والتعذيب التي تمارسها مليشيا حفتر في مدينة هون، محمّلا «قوات القيادة العامة (التابعة لحفتر) المسؤولية الكاملة حيال هذه الجرائم».

وناشدت المنظمة، لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان في يونيو الماضي، العمل على التحقيق في هذه الانتهاكات.

وفي وقت سابق، نظم عشرات من أهالي مدينة هون، احتجاجا على مقتل الشابين (عماد وطارق)، إضافة إلى شاب ثالث يدعى زياد العربي، الذي قتل أمام منزله، في 4 يوليو الجاري، برصاص مرتزقة الجنجويد السودانية، الذين يقاتلون بصفوف حفتر.

وارتكبت مليشيا حفتر، بحسب مصادر ليبية رسمية، جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية، منذ بدء عدوانه على طرابلس في 4 أبريل 2019.

ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات، أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.