الشيخ-أحمد-بن-حمد-الخليلي
الشيخ-أحمد-بن-حمد-الخليلي
إشراقات

فتاوى لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

09 يوليو 2020
09 يوليو 2020

■ هناك أدلة عقلية ونقليــة لوجود الملائكة فهل نقدم الدليل النقلي على الدليــل العقلي، على رغم أننا بحاجة إلى الدليــل العقلي لإثبات وجود الملائكة لغير المسلمين؟

ــ الدليل العقلي هو دليل تجويز وجود الملائكة، والدليل النقلي هو دليل إثبات وجودهم، فنحن لا نستغني عن الدليل العقلي ولا عن الدليل النقلي.ّ ونؤمن بالنقل حقا من عند الله، ولكن هذا النقل لم يأتِ أبدا مصادما للعقل، فكل ما جاء في كتاب الله وفي السنة الصحيحة الثابتة عن رســوله صلى الله عليه وسلم هو منسجم تمام الانسجام مع العقل السليم، ـ وليس مع كل العقول ـ ، فالعقل الباقي على الفطرة يستســيغ كل ما أخبر الله تعالى به ومــا أخبر به الصادق الأمين ـ عليه أفضل الصلاة والتسليم ـ ، ونحن عندما نحاور الذين لا يؤمنون بعالم الغيب يجب أن نبدأ حوارنا معهم في القضية الكلية العظمى قبل أن ندخل في الجزئيات، فنقيم عليهم الحجة المقنعة بأن هناك عالما غيبيا لا يقع تحت طائلة الحواس، وذلك يستلزم أولا وجــــود الله سبحانه وتعالى بأدلة وجود هذا الخلق، ووجود هذا الكون بأسره الذي تنطق كل ذرة من ذراته بأن لها خالقا مبدعا واحدا مكونا لكل شيء ليس كمثله شيء، ذلك لأن كل ما يفتح عــــــليه الإنسان عينه يجد عليه آثار الصنعـــــة بــارزة وكل صنعة لا بد لها من صانع، ثم بعد ذلك ندخـــــــل في إثبات النبوات، وبعد إثبات النبوات نتحدث عما جاءت به النبوات من أخبار عالم الغيب إليهم، ونبين لهم أن كل ما جاء من أخبار النبوات لا يصطدم مع العقل أبدا. والله أعلم.

■ ذكرتم أن الملائكة قصدوا من ســؤالهم ربهم بقولهم: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) معرفة الحكمة من هذا الخلق، وأنهم عرفوا طبيعة هذا الخلق. فهل الملائكة يعلمون شيئا من الغيب؟

ــ الملائكة لا يعلمون الغيب، ولكن يمكن أن يكون الله تعالى ألهمهم بأن هذا الكائن بما يُودع فيه من الطاقــات المتنوعة والطبائع المختلفة لا بد من أن يتمرد على أمر الله تعالى، فقالوا ما قالوه، ولم يقولوا ذلك رجما بالغيب. والله أعلم.

■ من المعلوم أن الله أمر الملائكة وإبليس بالسجود لآدم كما ذكر ذلك في القرآن الكريم، فإذا كانت الملائكة ليست أجساما كيف يتم هذا السجود وكيف تعذب الشياطين إن كانت ليست لها جسم؟

الملائكة والشياطين أجسام، فالملائكة أجسام نورانية لطيفة والشياطين أجسام نارية، أما الذين قالوا بأن المراد بالشــياطين قوة من قوى الشر، وأن المقصود بالملائكة طاقات الخير قالوا: إن خضوع طاقات الخير للإنسان وتسخيرها له، واستعصاء هذه الطاقة الشريرة بحيث ما استطاع الإنسان أن يسيطر عليها هما المقصود بالسجود والإباء، وهذا تفسير بعيد. واالله أعلم.

■ هل يجوز تمثيل السيدة مريم عليها السلام أو الصحابة والصحابيات؟ وما حكم النظر إلى مثل هذه المسلسلات؟

ــ هذه قضيــة خطيرة جدا نظـرا إلى أن هذه المسلســلات يراهــا العاقل والجاهل، والفطن والغبي، والكيّس والأحمق، والكبيــر والصغير، ومن المعلوم أن الطـــــــــفل الصغير أو الشــخص الذي ليست فيه كــــــــــياسة ونباهة عندما يرى هذه المسلســلات ترتســم في مخيلته تلك الصورة ويحسبها هي عين صورة الممثل، فقد يظن أن تلك الممثلة هي مريم عليها السلام نفسها، وقد يتصور عندما يشــاهد تمثيل الأنبياء أو الصحابة أن ذلك الممثل هو نفس النبي أو نفس الصحابي اللذين يمثلهما، فلذلك ننصــح بترك هذا النوع من التمثيل، ولو وقع ذلك فإنا ننصح بعدم متابعته والنظر إليه خشــية أن يؤثر ذلك في الأطفال أو غــــيرهم، والله ـ تعالى ـ المستعان.