المنوعات

إن بارادوكس فيلم كويتي روائي طويل يدخل الغولدن غلوب

08 يوليو 2020
08 يوليو 2020

  • الفرار من الذكريات بواسطة خاتم

كتبت – بشاير السليمية

"هل واجهت من قبل ذكريات ليست لك؟" من هذا السؤال يبدأ فيلم "إن بارادوكس أحداثه، وكلمة "PARADOX" تعني المفارقة أو التناقضات، فمنذ المشهد الأول يتحول بطل القصة "فيصل العميري" مكانيًا بين بقعتين متناقضتين، تسود الأولى الخضرة والأشجار فارهة الطول، إلى صحراء جرداء، ولا يجمع المكانين إلا الشارع الذي يتوسطهما، وسيارة البطل تسير وحيدة في المنتصف على غير هدى.

يدور الفيلم حول رجل يحاول السيطرة على ذكريات لا تخصه، بل بالأخرى يحاول التخلص منها من خلال بحثه عن خاتم تركه له والده في بيتهم القديمة في القرية القديمة المهجورة وهذا ما يذكر بأحد أشهر أفلام الغموض والإثارة " لورد أوف ذا رينج" الذي أخرجه بيتر جاكسون. شخصية البطل شخصية منعزلة، فعلى الرغم من عيشه في بيت كبير إلا أن أحدا لا يشاركه العيش فيه خاصة كونه رجلا يبدو في الأربعينات من عمره، حتى حين سئل "هل أنت متزوج؟" لم يرغب بأن يجيب.

كتب الفيلم وأخرجه وأنتجه الكويتي حمد الصراف، والذي صعد به إلى قائمة الغولدن غلوبز للمنافسة على فئة الأفلام الأجنبية كأول فيلم كويتي يدخل إلى هذه القائمة، وإضافة إلى ذلك فقد نال الفيلم تنويه لجنة التحكيم في مهرجان الدار البيضاء للفيلم العربي، ومع بداية عرضه في نت فليكس دخل قائمة أفضل عشرة أفلام.

وضم الفيلم الكويتي "إن بارادوكس" إلى جانب الكويتيان فيصل العميري والفنان القدير جاسم النبهان –في دور أب وابنه- نخبة من النجوم العرب كفايز قزق، جفرا يونس وسامر إسماعيل من سوريا، وغانم زرللي من تونس وآخرون.

استغرق إنتاج هذا الفيلم ثلاث سنوات ونصف من العمل، وتم تصويره في عدة مواقع جميلة كما تظهرها مشاهد الفيلم منها فيلا تعود ملكيتها لوالدة شاه إيران، ومدينة يزد التاريخية وهي مدينة إيرانية عريقة تعود إلى القرن الخامس، حيث أدرجت في الأمم المتحدة كأحد أقدم المدن في العالم، ومثل هذه الأماكن تعد بيئةً خصبةً لصناعة أفلام الرعب والغموض، إلا أن مشاهد الفيلم النهارية غالبًا قللت من حدة الإثارة التي كان من المؤكد أن يساهم في صنعها المكان الأثري. اتضح من الفيلم العناية الفائقة بالإضاءة والتصوير والمؤثرات البصرية، خاصة تلك التي أحالت إلى مجموعة من الأحرف والرموز المفككة على الجدران، لتحيل إلى اللغز الموصل إلى الخاتم.

وفي حديث للصراف مع "عُمان الثقافي" حول ما يمثله صعود فيلمه إلى قائمة الغولدن غلوبز للمنافسة على فئة الأفلام الأجنبية كأول فيلم كويتي يدخل إلى هذه القائمة قال: "وصول فيلم إن بارادوكس لقائمة جولدن غلوبز للترشيح الرسمي أعتبره الخطوة الأولى بالنسبة للفيلم، كما أنه زاد حرصي على القادم. فأن تضع اسم بلدك على هذه القائمة، وأن تكون بين صناع الأفلام حول العالم شرف كبير وخطوة نحو العالمية في السينما هنا في المنطقة. شعور لم أتوقعه ولكن قدرنا أن نصل لما نسميه الخطوة الأولى للقادم الأجمل، ونأمل أن يصف معنا الحظ ونترشح الترشيح الرسمي النهائي".

وفيما يخص كونه الكاتب والمخرج والمنتج في آن معا للفيلم قال الصراف: "لم أكن أتمنى أن أكون المنتج أيضًا؛ لأن مهمة المنتج كبيرة جدًا، وتحتاج جهدًا وتركيزًا كبيرين إضافة إلى ذلك ما فيها من تحديات وضغوطات من بداية التحضير للفيلم، ما جعلني أحتاج التركيز أكثر كمخرج حتى أحضر بشكل دقيق أكثر".

وأضاف: "راض عن التجربة، ولكن لدي انتقاداتي لنفسي، بعد مراجعات ومشاهدات كثيرة تجعلني أعاين الأخطاء بدقة أكبر تحسبًا للقادم وهذا شيء صحي أن يكون للمرء العامل في السينما عين ينقد بها نفسه".