55555
55555
آخر الأخبار

" الوطنية للشباب" تستقرئ آراء الشباب المغامر والمُحب للأنشطة السياحية في مواجهة كوفيد 19

07 يوليو 2020
07 يوليو 2020

حميد الأخزمي: السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة وسترفد اقتصاد السلطنة مستقبلًا

غيث الهادي: توقف النشاط السياحي أثّر على أصحاب المشاريع وعلى مدخولهم الموسمي

الأمجاد المعولية: مع اتجاه العالم إلى رفع الإجراءات نتوقع زيادة الإقبال على السياحة الداخلية

رياض الهنائي: طبيعة تعامل العمانيين مشجعة جدا في استقطاب الزوار حمد الهادي: بعض الأفراد استغل الفرصة لاستكشاف أماكن جديدة للمغامرات

إسماعيل الذهلي: لا داعي للاستعجال بعودة الأنشطة السياحية المحلية فالصحة تأتي فوق كل شيء

استطلعت اللجنة الوطنية للشباب آراء بعض الشباب حول تجاربهم في مواجهة التحديات والظروف السابقة في ممارسة سياحة المغامرات، ومن أصحاب المشاريع في إدارة النشاطات والجولات السياحية والاستكشافية، وتناولت خططهم وتوجهاتهم لما بعد كورونا في الوقت الذي عطّل انتشار فايروس كورونا حركة السفر والسياحة وممارسة المغامرات، والنشاطات والجولات السياحية والاستكشافية في جميع دول العالم وليس فقط في عُمان. حيث دأب بعض من شبابنا على ممارسة سياحة الاستكشاف في جبال وأودية عمان بل وقام البعض بإنشاء شركات خاصة تنظم هذه الرحلات أو تزود بأدوات الاستكشاف والتخييم. وفي ظل إغلاق ومنع كافة الممارسات السياحية، وإيمانًا من اللجنة الوطنية للشباب بأهمية الممارسات السياحية، ولما لها من دور في تعزيز السياحة بالسلطنة، ودعمها المتواصل للشباب المغامرين وتعاقدها الدائم مع الشركات الشبابية السياحية لتحقيق بعض برامج المؤسسة.

وقال حميد الأخزمي - شريك مؤسس لمنصة سرينا لتنظيم رحلات المغامرات في أحضان الطبيعة العمانية الساحرة : "لا شك أن فايروس كورونا تسبب في أزمة اقتصادية أثرت على قطاع السياحة، ولكن من ناحية أخرى نجد أن هذه الفترة كانت فرصة لجميع المؤسسات السياحية لأخذ استراحة صغيرة، وإعادة النظر في إحصاءات السياحة عالميًا، والتفكير في صياغة أسس جديدة، ووضع خطط استراتيجية للسنوات المقبلة، وذلك لتطوير قطاع السياحة بما يسمح لها بالتماشي والتعايش مع كوفيد-١٩؛ من خلال استخدام التقنيات الحديثة كالدفع الالكتروني مثلًا عوضًا عن استخدام النقود، والتفاعل مع المجتمع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لبث الأمل في المجتمع والاستعداد للعودة بحذر، فيما اتجهت بعض المؤسسات إلى نشر التوعية وتخفيف القيود على قطاع السياحة أملًا للعودة بهمة أعلى والعودة بمؤسسات أكثر تطورًا بعد الأزمة الكبيرة التي حلّت بالعالم، وهذا ما نتمناه في السلطنة، حيث نصت أهداف النهضة المتجددة بقيادة المقام السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه - على السعي لإيجاد مصادر دخل أخرى غير نفطية، ويعد قطاع السياحة أحد أهم القطاعات الواعدة التي سوف ترفد اقتصاد السلطنة مستقبلًا، وهو كذلك من أهم القطاعات المحورية للخطة الخمسية القادمة في رؤية ٢٠٤٠، و التي تهدف إلى استقطاب ١١ مليون سائح بحلول ٢٠٤٠."

إجراءات وقائية

ومن جانبه قال غيث الهادي – مُغامر ويعمل بشكل حر في مجال السياحة: "جائحة كورونا لم تكن في الحسبان احتلت العالم فجأة وأدت إلى خسارة الكثير من الأرواح والبعض منهم يحارب هذا المرض حتى الآن. فايروس كورونا لم يُأثر على الأفراد فقط بل أدى إلى مشاكل اقتصادية في الكثير من الدول حول العالم، انهارت بسببهِ اقتصادات الدول، وتأثر أصحاب الأعمال التجارية بشكل عام والقطاع السياحي بشكل خاص." وأضاف الهادي: "في بداية الأمر عندما وصل هذا الوباء إلى السلطنة كان بشكل سريع ومفاجئ لم نكن نعلم ما هي الإجراءات المتبعة لتصدي لهذا المرض، ولكن بفضل وزارة الصحة ودور الإعلام في بث الوعي ونشر كافة المعلومات لاتباع إجراءات الصحة والسلامة لوقاية وحماية أنفسنا والالتزام بالحظر لتجنب الإصابة بالوباء. ومع إجراءات الحظر أثر ذلك على القطاع السياحي مما أدى إلى توقف النشاط السياحي داخل السلطنة وأثر ذلك على أصحاب المشاريع السياحية من حيث توقف الأنشطة والمدخول بشكل تام. وتعتبر السياحة بصلالة من أهم مصادر الدخل سواء لأصحاب المشاريع السياحية ولسكان صلالة ذاتهم، الذين كانوا يوفرون قوتهم من خلال مشاريعهم الصغيرة من المناطق السياحية." وعن الحلول المؤقتة التي يمكن اتباعها قال الهادي: " أرى أنه يمكن الرجوع لتشغيل النشاط السياحي واتباع الإجراءات الصحية الوقائية المعروفة، بتقليل عدد الأفراد في المجموعات السياحية والتأكد من صحة السائح، مع ارتداء الكمامات أثناء الجولات السياحية وعدم مخالطة السائح لأهالي المنطقة، ونسأل الله أن تنكشف الغمة عن هذه الأمة ويمدنا الله بالصحة والعافية."

وفي حديثنا مع الأمجاد المعولية -المدير التنفيذي والمؤسس لشركة تيبي المختصة في تقديم التجربة الاستثنائية في مجال التخييم، تقول: "التوقف عن العمل منحنا الفرصة لمراجعة استراتيجية الشركة وإعادة النظر في نموذج العمل وجعله أكثر مرونة في ظل التغيرات التي سببتها الجائحة. ومع اتجاه العالم إلى رفع الإجراءات الاحترازية تدريجيا من المتوقع أن يكون للسياحة الداخلية دور نشط للترفيه عن الناس بعد عزل دام ٣ أشهر. لذلك قمنا باستغلال هذه الفترة بالترويج عن المشروع وتعزيز التواصل مع زبائننا من خلال منصات التواصل الاجتماعي. فقمنا بمشاركة بعض التجارب معهم واستمعنا إلى آرائهم وما يتطلعون إليه بعد هذه الأزمة. هذا بالإضافة إلى استكمالنا للبرنامج التدريبي الذي قدمه لنا الصندوق العماني للتكنولوجيا لكوننا من ضمن المشاريع الممولة. حيث ركزنا مع المرشدين على خطة العودة للسوق بعد الجائحة."

حلول ممكنة

رياض الهنائي - مغامر عماني محب للاستكشاف، ومروج للسياحة العمانية بالتصوير، ومؤسس فريق milestone Adventure: " قال من وجهة نظري أرى عُمان من الممكن أن تصبح وجهة سياحية أولى في العالم، لما تمتلكه من مقومات سياحية لا يعلمها إلا القليل، حيث تمتاز عمان بتنوع التضاريس مثل الجبال والسهول والأودية والكهوف والبحار والشواطئ والمساحات الزراعية وغيرها، وعليه فإنها تستقطب جميع أنواع السياح. قمت بالسفر لأكثر من ٢٠ دولة وقمت بمقارنة ما تمتلكه عمان وما تمتلكه بقية الدول التي تمتاز بالنشاط السياحي، وفي كل مرة أرى بأن عمان لديها المقومات الأكبر، لدينا مطار جديد يستوعب عدد رحلات كبير ويعتبر أول انطباع جميل للسائح، ولدينا الموانئ التي من الممكن أن تستقبل الرحلات البحرية، ولدينا أجمل الطرق التي من الممكن لأي زائر القيادة عليها بكل أريحية، ولدينا جميع التسهيلات في إجراءات التخييم ودخول المواقع السياحية، والمميز جدا أن مواقعنا السياحية ما زالت على طبيعتها بدون أي عبث (بهذا يمكننا ترتيبها وتنظيمها بطريقة شبابية حديثة مميزة وبإضافة لمسات بسيطة فقط)، وطبيعة تعامل الشعب العماني مشجعة جدا على استقطاب الزوار، وتوجد العديد من المزارات والتنوع الذي سيجدد انتعاش السائح ورؤية ما هو جديد ومشوق، وكذلك بدأت المشاريع العمانية بالتوجه للسياحة (تأجير السيارات وأدوات التخييم والمطاعم والمغامرات وغيرها..) وعليه فإن ذلك سيخلق تنافسا وانخفاضا في الأسعار، وأيضا تفعيل برنامج الخرائط في الفترة الأخيرة google map والنقل العام والنُزل السياحية والأفكار الشبابية التي أضافت طابعا جميلا للسياحة."

وعن الحلول الممكنة قال الهنائي: "إذا تم تسهيل الإجراءات للشباب الذين لديهم الرغبة بعمل أي مشروع سياحي، وتفعيل مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالترويج السياحي، وعمل استبيانات للسياح لمعرفة احتياجاتهم (يتم ذلك في المطار أو عن طريق الشركات السياحية)، وتفعيل دور القطاع الخاص في دعم السياحة (مثلاً محطات البترول توفير wifi مجاني للسياح، إجبار المنتجعات والاستراحات على عمل دورات مياه عامة تخدم السياح، تفعيل بوابات الولايات للاستفسارات عن المناطق السياحية والمزارات في كل ولاية أو محافظة) فإن ذلك سيعزز من السياحة في عمان ويجعلها وجهة مقصودة دائما."

وقف المغامرات

ويقول المغامر والمرشد السياحي حمد الهادي: إن قطاع السياحة كان من أول القطاعات تأثرا بأزمة كوفيد ١٩، حيث توقف نشاط المغامرات بشكل كلي التزاما حتى قبل صدور قرار عدم ممارسة الأنشطة الرياضية ومنها نشاط المغامرات. أثناء فترة التوقف قام الأفراد وأصحاب المشاريع السياحية باتخاذ مجموعة من التدابير المعينة على التقليل والتخفيف من آثار الأزمة منها: فترة التوقف هذه أتاحت لأصحاب المشاريع مراجعة خططهم والعمل على تطوير مشاريعهم وبالأخص من الناحية التقنية والتكنولوجية وذلك استمرارا للتقيد بأساليب الوقاية بعد العودة لممارسة النشاط. بعض الأفراد استغل الفرصة لاستكشاف أماكن جديدة للمغامرات مع التزامهم بقرارات اللجنة العليا فيما يتعلق بضرورة التباعد واستخدام الأساليب الوقائية."

وفيما يخطط له أصحاب المشاريع بعد أزمة كورونا يقول الهادي: "تتلخص الخطط في التركيز على الممارسات الجديدة للسياح بعد أزمة كورونا منها التوجه للأماكن المنعزلة البعيدة عن التجمعات السكانية والتي تحقق عناصر الوقاية من العدوى بشكل معقول. مثل أنشطة التخييم والمغامرات الجبلية والوديان. والتركيز على السياحة الداخلية؛ فئة كبيرة من المواطنين ستفضّل السياحة الداخلية فضلا عن السياحة الخارجية أولا لعدم قدرتهم على دفع تكاليف السفر الخارجي بعد تأثرهم اقتصاديا بأزمة كورونا وارتفاع تكاليف الوجهات والمرافق السياحية الخارجية وكذلك قلة الثقة بعد بمستوى الأمان من الإصابة بهذا النوع من الفيروسات. عمان حققت أرقاما وإحصائيات مطمئنة في أعداد المصابين وطرق وأساليب الوقاية من المرض، الأمر الذي يزيد من ثقة السائح بها كوجهة سياحية أولى بعد فك الحظر وفتح المطارات، ويعمل أصحاب المشاريع السياحية على استغلال هذه النقطة بوضع خطط جذب مناسبة لهؤلاء السياح والتعاون مع أسواق عالمية أخرى لجذب السياح للسلطنة. هذا فضلا عن جذب الزبائن عن طريق وضع عروض التخفيضات على الرحلات وأيضا التسويق لمدى التزامهم بإجراءات الوقاية الاحترازية أثناء الرحلات والمغامرات والتخطيط للتعاون مع وزارة السياحة والمؤسسات السياحية الأخرى في السلطنة لوضع خطة تسويقية وترويج السياحة في عمان للعالم أجمع."

واختتم حديثنا مع إسماعيل الذهلي – مرشد سياحي وعاشق للطبيعة العمانية بقوله: " بداية يجب أن ندرك أن السياحة في عُمان موسمية، مثلا في فصل الشتاء نتوجه للجبال والصحاري والشواطئ وهذا الأمر يجذب السيّاح من خارج السلطنة، أما السياحة في فصل الصيف وبسبب حرارة الجو فغالبا ما تكون في ممارسة الأنشطة السياحية داخل الأودية بسبب وجود المياه. أرى أن السياحة في السلطنة تأثرت كثيرا بسبب الجائحة والكثير من الشركات والفرق المحلية أغلقت كل أنشطتها في هذه الفترة ولكن بنفس الوقت المناطق السياحية الآن باتت أنظف بكثير من قبل بسبب منع التجمعات وبعض المناطق السياحية. وأرى أنه لا داعي للاستعجال حول رجوع الأنشطة السياحية المحلية لأن الصحة تأتي فوق كل شيء."