1488096
1488096
العرب والعالم

طهران تؤكد: «لا حل عسكريا» في سوريا.. وبوتين يدين «قيصر»

01 يوليو 2020
01 يوليو 2020

دمشق تندّد بمؤتمر بروكسل للمانحين وتُعدّه «تدخلاً سافراً» في شؤونها -

عواصم - (أ ف ب): اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال قمة افتراضية خصصت لملف سوريا مع نظيريه الروسي والتركي أن «لا حل عسكريا» في سوريا. وقال روحاني إن «الجمهورية الإسلامية تعتبر أن الحل الوحيد للأزمة السورية سياسي وأنه لن يكون هناك حل عسكري». وأضاف «ما زلنا ندعم الحوار بين الأطراف السوريين ونؤكد تصميمنا على مكافحة إرهاب داعش والقاعدة وجماعات أخرى مرتبطة بهما». وتابع الرئيس الإيراني الذي بث التلفزيون الحكومي مباشرة تصريحاته «اشدد على أن مكافحة الإرهاب ستستمر حتى القضاء عليه بالكامل في سوريا والمنطقة بشكل عام». وكان روحاني يتحدث في بداية محادثات ثلاثية بالفيديو مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، مخصصة لسوريا في إطار عملية أستانا التي ترعاها الدول الثلاث.

ويفترض أن يصدر بيان مشترك عن القمة الثلاثية التي ترأسها إيران رسميا.

وتعقد هذه المحادثات غداة مؤتمر للمانحين نظمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل وجمع خلاله 7.7 مليار دولار من الأسرة الدولية لمساعدة اللاجئين السوريين.

من جهته، ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس بالعقوبات الأمريكية الجديدة ضدّ سوريا، الهادفة بحسب قوله إلى «خنق» هذا البلد الذي يمزقه نزاع مسلح منذ عام 2011. وأعلن بوتين خلال لقاء عن بعد عبر الفيديو مع نظيريه الإيراني والتركي «العقوبات الجديدة التي فرضت تهدف من دون شك إلى خنق سوريا اقتصاديا».

من جهتها، رأت دمشق امس في مؤتمر بروكسل، حيث تعهدت الجهات المانحة بتقديم 7.7 مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، «تدخلاً سافراً» في شؤونها، مندّدة بادعاء المجتمع الدولي «الحرص» على السوريين في خضم العقوبات. وأوردت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، أنّ «الجمهورية العربية السورية إذ تشجب مثل هذه المؤتمرات فإنها تعتبرها تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي السوري والذي هو من صلاحية واختصاص السوريين وحكومتهم الشرعية». واعتبرت أن «مؤتمر بروكسل حول سوريا والمواقف الصادرة عنه توضح استمرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأنظمة التابعة لهما في سياساتهم العدائية تجاه سوريا والتي أُجهضت وثبت فشلها». وشددت الخارجية على أن «الأنظمة التي قدّمت كافة أشكال الدعم للإرهاب... وتفرض العقوبات المتتالية، لا تستطيع بأي شكل من الأشكال الادعاء بحرصها على السوريين». وأعلنت المفوضية الأوروبية، امس الاول، أن المشاركين في مؤتمر المانحين لمساعدة اللاجئين السوريين الذي نظّمه الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في بروكسل تعهدوا بتقديم 7.7 مليار دولار، بينها 4.9 مليار للعام 2020، رغم الصعوبات البالغة التي تواجهها الدول بسبب تأثير وباء كوفيد-19 على اقتصادات الجهات المانحة. وكان مؤتمر المانحين عام 2019 تعهّد بتقديم 7 مليارات دولار.

وحذّرت منظمات إنسانية دولية الإثنين في بيان مشترك من أن معدلات الجوع في سوريا بلغت أرقاماً قياسية، داعية إلى تعزيز فرص وصول المساعدات وزيادة التمويل لملايين السوريين، في وقت تطالب الأمم المتحدة بزيادة المساعدات العابرة للحدود. واعتبرت المنظمات وبينها المجلس النريجي للاجئين و«أوكسفام» و«كير» أنه ما لم يتم زيادة التمويل والقدرة على إيصال المساعدات الإنسانية «سيقترب الكثير من السوريين، بينهم اللاجئون في المنطقة، من حافة الجوع».

وبعد تسع سنوات من الحرب، ترزح سوريا تحت وطأة أزمات اقتصادية مستمرة، فاقمتها إجراءات الإغلاق بسبب وباء كوفيد-19، ثم العقوبات الأمريكية الجديدة عبر قانون قيصر الشهرالماضي. ويتزامن ذلك مع انهيار غير مسبوق في قيمة الليرة السورية مقابل الدولار، وارتفاع كبير في الأسعار. وتسبب النزاع منذ اندلاعه عام 2011 بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وبتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.