saif
saif
أعمدة

لقاء الاسبوع: الصبر منجاة..

25 يونيو 2020
25 يونيو 2020

سيف الفضيلي -

كلما يضيق على المرء باب يفتح الله له بعد صبره أبوابا لم يكن يتصورها.. ولقد عدّ الله تعالى الصابرين على ما ابتلاهم به وعلى إقامة شعائر الله والتزام حدوده من الذين استقاموا وأفلحوا فبشرهم بالخير في آيات كثيرة منها: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين)، (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون)، (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُون).. إلى أن قال جل في علاه: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيم)..

لا بد وأن يدخل كل واحد منا بابا أو أبوابا من أبواب الابتلاءات.. لذلك لا بد من أن يكون لدينا إيمان ويقين خالص بذلك، ولا يغرنا الشباب وجماله والمال وفتنته والصحة وأملها والسعادة ونضارتها..

علينا ألا نستسلم للابتلاءات وإن كانت فورية وقوعها دون استعداد، لها تبعات صادمة، فالمسلم الكيّس يتعامل مع كل ما يكون من ابتلاء بعين البصيرة والحكمة صبرا ورضاء بما قضى الله تعالى له.. ويكون دائما قلبه متعلقا بالله تعالى ذكرا واستغفارا وتوبة وأوبة وتضرعا ودعاء.. حتى وإن ظن أنه لم يقترف ذنبا أو معصية أو غير ذلك.. وهذا ضرب من الخيال..

إن الدنيا كما صوّرها شاعر العلماء العماني أبو مسلم البهلاني:

ماذا تريد من الدنيا تعانيها

أما ترى كيف تفنيها عواديها

غدارة ما وفت عهدا وإن وعدت

خانت وإن سالمت فالحرب توريها

ما خالصتك وإن لانت ملامسها

ولا اطمأن إلى صدق مصافيها

سحر ومكر وأحزان نضارتها

فاحذر إذا خالست مكرا وتمويها

وانفر فديتك عنها إنها فتن

وإن دعتك وإن زانت دعاويها

كذابة في دعاويها منافقة

والشاهدات على قولي معانيها

تريك حسنا وتحت الحسن مهلكة

يا عاشقيها أما بانت مساويها

.... إلى آخر ما قال فيها.