٢٢٢٢٢
٢٢٢٢٢
المنوعات

«مسلسلات كرتونية جسدت روايات عالمية».. قراء: المسلسل سبب قراءتنا للرواية.. وآخرون تمنوا قراءتها قبل مشاهدتها في التلفاز

19 مايو 2020
19 مايو 2020

استطلاع : بشاير السليمية

نشرت دار الرافدين وتكوين مؤخرا ترجمات للروايات الكلاسيكية العالمية، التي شاهدها أغلبنا منذ وقت طويل على هيئة مسلسلات كرتونية وأفلام، وقضى بصحبتها أجمل الأوقات، قبل أن يعرف البعض حتى أنها مأخوذة من روايات. ومنها "الفتى النبيل" و"أميرة صغيرة" لفرانسيس هوجسن بيرنت، و"جزيرة الكنز" لروبرت لويس، و"مغامرات توم سوير" لمارك توين، و"بوليانا" لإليانو بورتر، والأشهر "صاحب الظل الطويل" لجين ويبستر. فهل روجت هذه المسلسلات للروايات المترجمة مؤخرا؟ وما الذي أحبه القراء أكثر المسلسل أو الرواية؟، هذا ما طرحناه على مجموعة من القارئات اللاتي اشتركن جميعهن في كون رواية "صاحب الظل الطويل" لجين ويبستر هي أول ما قرأناه من هذه المجموعة.

الخيال سمة ممتعة عند قراءة رواية

قالت أصايل القلهاتية وهي تسترجع ذاكرتها: "في طفولتي، كآلاف الأطفال حول العالم العربي تابعت بشغف الرسوم المتحركة والتي كانت في الغالب أعمالا روائية من الأدب الغربي تم تحويلها إلى رسوم كرتونية. وما زالت تعرض حتى يومنا هذا في عدة قنوات عربية. من أبرزها: رواية أميرة صغيرة للكاتبة الأمريكية فرانسيس هودسون برنيت، والتي تمت دبلجتها وتغيير اسم الشخصية الرئيسية إلى "سالي"، و"صاحب الظل الطويل" للكاتبة جين ويبستر وغيرها من الأعمال التي شكلت جزءًا كبيرًا من طفولتنا".

وتابعت: "قرأت رواية (صاحب الظل الطويل) بعد أن تابعت العمل الكرتوني منذ سنوات عديدة. شخصية جودي أبوت شخصية ساحرة جدًا. أعجبت بنباهتها وحدة ذكائها، وتبنيت آراءها في أشياء عدة أذكر منها عندما قالت: (أظن أن الجميع يجب أن يحظوا بطفولة سعيدة يتذكرونها أيًا تكن المتاعب التي يواجهونها حين يكبرون)، و(لو صار لي أطفال يومًا، لن أدعهم يعانون أي هموم إلى أن يكبروا، حتى إن كنت أنا تعيسة)، وبغض النظر عن مشاعري تجاه الرواية، تمنيت لو أنني قمت بقراءتها قبل مشاهدتها في عمل تلفزيوني. ولا أقول: إنني لم أستمتع بقراءتها لكن يمكن القول إن للموضوع زاويتين، مشاهدة الرواية وقد تم تحويلها لبرنامج تلفزيوني قبل قراءتها كعمل أدبي يفقد القارئ القدرة على التخيل، فعندما كنت أقرأ الرواية كانت صور الشخصيات حاضرة في رأسي كما شاهدتها على التلفزيون، جيروشا أو جودي أبوت الشخصية الرئيسية طويلة القامة نوعًا ما بشعرٍ برتقالي، وكنت عند قراءة الحوارات في الرواية أسمعها بأصوات الأشخاص الذين قاموا بدبلجة العمل للعربية، إن الخيال أحد أهم السمات الممتعة عند قراءة رواية، أن يتخيل القارئ الشخصيات والأصوات والأماكن وحتى الروائح، أن تستطيع مخيلته صنع كل هذا هو أشبه بالسحر كما أحب التعبير عنه، من جهة أخرى هناك العديد من التفاصيل في الرواية التي كُتبت ليتم قراءتها فقط، ولم يستطع العمل التلفزيوني توضيحها".

وأضافت: "أرى أن العملين الأدبي والتلفزيوني كلاهما حقق إقبالًا واسعًا سواءً من المشاهدين أو القراء حول العالم. ومن الواضح أن المسلسلات الكرتونية قد أسهمت في ترويج هذه الروايات في مجتمعاتنا. ولا يمكن الجزم بأن هذا ما حدث في مجتمعات أخرى، وأعتقد أن حب الناس لهذه المسلسلات الكرتونية ليست له علاقة بجودتها كرواية في الأصل. لأن معالم الرواية قد تختفي تمامًا عند تحويلها لعمل تلفزيوني".

رسائل جيروشا صارت في قبضة اليد

قالت تماضر يحيى عن سبب قراءتها لصاحب الظل الطويل: "من بين هذه الروايات قرأت رواية صاحب الظل الطويل وعدوي اللدود، سبب قراءتي للرواية هو المسلسل الكرتوني، لأني كنت أحب مشاعر جودي أبوت، وكنت أتمنى وأنا صغيرة أن تكون عندي رسائلها لصاحب الظل الطويل، وأمسكها بيدي حتى أضع خطا، تحت كل كلمة وعبارة تؤثر فيّ. المسلسل بالنسبة لي كان قصة أدبية وجب تحويلها لحروف حقيقية حتى نمسكها ونحس بها".

وتابعت: "دافع قراءتي للكتاب هو المسلسل، وبالنسبة لي اشتركت الرواية والمسلسل بنفس النسبة في إيصال الشعور الذي أحتاجه، لأني وأنا أقرأ الكتاب وحروف الرسائل كلها بين يدي كنت أسمع الموسيقى، وأشاهد جودي أبوت، وأتخيل المدرسة والأشجار، كان صوتها هو الذي يقرأ عليّ وليس عقلي."

وأضافت: "شهرة المسلسل الكرتوني الذي عاش معنا منذ سنوات الطفولة، وخلق في حياتنا مشاعر جمّة هو السبب الذي شجع الناس لاقتناء الرواية، أعتقد بأنهم أحسوا بنفس إحساسي، من أجل اكتمال الشعور كان لزاما أن يكون الكتاب موجودا معهم، فلو لا المسلسل وارتباطه الخاص بحياتنا ما اشتهرت الرواية".

الحنين للشخصيات تداويه الرواية

رأت مآثر البوسعيدية أن حبها للشيء يجعلها تحاول اقتناء كل ما من شأنه المساس به، متابعة: "فماذا لو كان الأصل منه؟" وقالت: "إعجابي بالمسلسل هو ما دفعني لاقتناء الرواية، بَيْدَ أنني لاحظت اختلافًا فارقًا بين الرواية والمسلسل، وربما يعود ذلك لافتقاد الرواية لعنصري الصوت والصورة على حدٍّ سواء. فعندما نشاهد المسلسل نحن نركِّز بكل ما نملك على المشاهد والحوارات والأصوات كذلك، فنعيش داخل ذلك تارةً وننتقل للآخر تارةً أخرى بعكس الرواية التي يتحدث فيها عدد محصور من الشخصيات وتسرد كل الأحداث دفعةً واحدة، فيتوجب عليك أن تُعمِل مخيلتك الواسعة لكل ذلك. بالإضافة إلى الحشو الممل في بعض الصفحات والذي يُفقد الأحداث متعتها. وأعتقد أن السبب وراء رواج الرواية هو ذلك المسلسل الذي علق في ذاكرتنا منذ الطفولة وارتبط بها ارتباطًا وثيقًا، ومما لا شك فيه أن الحنين قد يقودنا يومًا نحن شخصياتنا الخيالية حينها، فنجدنا نتصفح الرواية الورقية بحثًا عن ذلك الشعور المُبهج المدهش لأرواحنا ولن نتوقف حتى نلامسه".

وتابعت: "شخصيا أحببت كل العملين الرواية والمسلسل الكرتوني، وكلاهما يحملان الفكرة ذاتها وتتشابه الحوارات، والتفاصيل المحشوة بين ثرثرة الشخصية البطل جودي أبوت لم تتغير بل ولاحظت دقتها في الرواية واتساع مدى الخيال فيها، غير أنَّ المسلسل كان أكثر رسوخًا في ذاكرتي".

"صاحب الظل الطويل" يخفي وراءه عملا أدبيا رائعا

فيما قالت الشيماء الغنيمية: "علمت مؤخرا أن المسلسل الكرتوني "صاحب الظل الطويل" يخفي وراءه عملا أدبيا رائعا قد يكون هو السبب الرئيسي في نجاحه إن صح التعبير، فتشوقت لقراءة الرواية لأبحر في عوالمها وأستمتع بأحداثها، وأستجمع الفرق بين الرواية ومسلسلها الكرتوني، فالمسلسل كان يرسم سياجا للخيال، لأن هيئة الشخصيات والأحداث وتصور المكان والزمان على الشاشة لن يتيح فرصة لتخيل أشياء وهيئات وأماكن مغايرة".

وأضافت: "إن تساءلنا أيهما تغلب على الآخر الرواية أم الفيلم الكرتوني؟ فمن وجهة نظري ليس هناك من تغلب على الآخر بشكل عام، فالأشخاص الذين يحبون القراءة سيجيبون أن الرواية تغلبت على المسلسل، أما الذين يحبون الشاشات قد يفضلون مشاهدة المسلسل الذي يجسد الرواية وليس قراءة الرواية نفسها، وحول من منهما روّج للآخر؟ فالاثنان ارتباطا بعلاقة تكاملية، كل يكمل الآخر".