1478954_389
1478954_389
كورونا

رواد الأعمال: أزمة كورونا أثرت علينا بشدة.. وسعينا للابتكار في العمل والتسويق

19 مايو 2020
19 مايو 2020

استطلاع - حمد بن محمد الهاشمي

أكد عدد من رواد الأعمال العمانيين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة أن أزمة انتشار جائحة كورونا أثرت عليهم بشكل سلبي، حيث واجهتهم الكثير من التحديات التي حدت من تواصلهم مع الزبائن والترويج لمنتجاتهم والوصول للأسواق في مختلف محافظات السلطنة. ولكن رغم تلك التحديات الكثيرة إلا أنهم لم يقفوا مكتوفي الأيدي بل ابتكروا طرقا ووسائل بديلة للترويج لمنتجاتهم والتواصل مع الزبائن، مستخدمين في ذلك وسائل التواصل الاجتماعية والتكنولوجيا الحديثة. وأشاروا في حديثهم إلى أنهم يتخذون كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية في الحد من انتشار الفيروس بين الموظفين والزبائن.

نقص الإيرادات في البداية

تحدثت زعيمة السلامية صاحبة مشروع "خلطات الجدة" حول تأثير الظروف الحالية على مشروعها، قائلة: ساهمت في تناقص الإيرادات إلى أكثر من النصف، وبقاء المصروفات التشغيلية كما هي ومثال ذلك أجور العمال ومصروفات ثابتة كالإيجار وأقساط البنوك والكهرباء والمياه، من جهة أخرى نبذل جهدا أكبر في التسويق والترويج للبقاء على تواصل مع زبائننا مستغلين فترة تواجد الناس بكثرة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

وعن التحديات التي تواجهها، قالت: صعوبة توفر المواد الأساسية المستخدمة في الإنتاج، وصعوبة التنقل وتوزيع منتجاتنا على أماكن البيع وإغلاق بعض أماكن البيع، وصعوبة التوصيل إلى عدة فئات من الزبائن ومناطق محظور الدخول إليها والخروج منها خوفا من أن نساهم في انتشار الوباء خلال تناقل المنتجات، وانخفاض الإنتاج رغم زيادة الطلب، وخسارة أصول مالية دفعت مسبقا لاستئجار أركان في معارض أو شراء تذاكر خاصة بالعمل أو دفع لفيز وتكاليف لقوى عاملة وافدة توقف أو تأجل استقدامها.

وأوضحت السلامية بأنها تغلبت على تلك التحديات من خلال التكثيف على التسويق والتواصل مع الزبائن، واستغلال فترة وجود الناس في منازلهم وتعريفهم على منتجاتنا، والاستعانة ببعض مكاتب النقل والشحن لتوصيل المنتجات إلى بعض الزبائن والمناطق غير المحظورة، وإطلاق عروض "خليك في البيت" للمناطق خارج حظر التنقل، وإنشاء علاقات عمل مع بعض منصات التسويق الإلكتروني وبعض الموردين، والاطلاع والاستفادة من الوسائل المتاحة للنقل والشحن والتوصيل والتسويق، وإنشاء علاقات عمل مع رواد أعمال لتنويع المعروضات.

وأضافت: نستخدم معظم وسائل التواصل الاجتماعي وأكثرها فعالية الانستجرام ونحاول الوصول إلى أكبر عدد من فئات المجتمع، والتسويق والترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي بإعلانات مدفوعة ومسابقات وغيرها.

وعن الإجراءات الاحترازية التي تقوم مؤسسة "خلطات الجدة" باتخاذها لمنع انتشار فيروس كورونا، قالت السلامية: أكثر ما يهمنا هو التوعية، من حيث توعية الموظف بتعقيم اليدين قبل وبعد كل معاملة، بالإضافة إلى توعية الزبون بتعقيم الكيس الخارجي عند استلامه من شركات النقل قبل فتحه ثم غسل يديه بالماء والصابون وإخراج محتوى الكيس ورمي الكيس في حاوية القمامة ثم غسل يديه مجددا، وإطلاق ونشر نصائح توعوية عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الواتس آب والانستجرام، والامتناع عن توصيل المنتجات للمناطق داخل دائرة الحجر وحظر التنقل رغم وجود شركات توصيل يمكن أن توزع عليها، وتعقيم المواد المستلمة للإنتاج قبل استخدامها، وتوفير الكمامات والقفازات للعاملين.

التكيف مع الأزمة

وقال محمد بن طارق الشنفري صاحب المشروع "الشركة الوطنية للعسل الطبيعي": تواجهنا العديد من التحديات في ظل ظروف انتشار وباء كوفيد19، منها صعوبة التزام الموظفين بالوصول للأسواق وتوزيع المنتجات بالشكل المعتاد قبل الأزمة.

وأضاف: جائحة كورونا سوف تغير العالم، ويجب أن نتأقلم ونتكيف مع هذا التغير وسوف نبتكر طرقا تتناسب مع التغيرات بحيث لن تؤثر سلبا علينا وعلى الشركة، لقد قمنا بدراسة التغيرات المناسبة والطرق التي سوف تجعل من المشروع يعمل بشكل أفضل عن السابق في ظل هذه الظروف، وسوف نتكيف مع العالم باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وقمنا بإنشاء شركة متخصصة للتوصيل واستخدام نظام التسوق الإلكتروني، وتدعى "تم دن" هذا التطبيق سوف يواكب متطلبات العصر والأزمة الحالية، وسوف يقضي على نظام المتسوق التقليدي، وسوف نوفر كل المنتجات من خلال ضغطة زر واحدة عبر تطبيقنا.

وقال: نعمل بشكل مكثف للوصول لكل الجمهور وتعريفهم عن خدماتنا، وعن الطرق البديلة المستخدمة للوصول إلى الزبائن، بطرق مختلفة وأكثر أمانا، ولقد ركزنا على التسويق الجيد من خلال مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن الإجراءات الاحترازية التي تقوم الشركة باتخاذها في الوضع الحالي، قال الشنفري: إننا نقوم بتطبيق كل المعايير والمقاييس المتبعة دوليا للوقاية من تعرض موظفينا للفيروس، من خلال استخدام كل معدات الوقاية، والتباعد في مكاتب الموظفين، وكذلك العمل من المنازل، وأصبح العمل بشكل كبير إلكترونيا وعن بعد. وأضاف: كورونا سوف تغير العالم، وسوف تتغير ثقافة الحياة والعمل، ولذلك سوف نتماشى معها للوصول لأنسب حل بدون تأثر الاقتصاد ونجاح الشركة، كما أن الشباب العماني دائما مستعد لإيجاد الحلول والتعامل في أصعب الظروف، وسوف تخلق هذه الأزمات طرقا بديلة رائعة وسوف تغير المستقبل

تحديات مستمرة

من جانبه تحدث علي بن صالح الجعفري صاحب مشروع "مطبعة الرفد"، قائلا: كوني إحدى المؤسسات الصغيرة تأثرت بالأحداث المتسارعة والفجائية التي مررنا بها، والتي تعتبر تحديات قاسية على الجميع، ونحن من المؤسسات التي شملها الإغلاق من قبل اللجنة العليا المكافحة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد، والتحديات التي مررنا بها كثيرة ولا زالت مستمرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، رواتب العاملين والإيجارات والالتزامات المالية الشهرية الثابتة والمتغيرة، وانخفاض المبيعات والموردين لمعظم احتياجات المطبعة بسبب إغلاق الشركات المستوردة.

وعن تغلبه على التحديات التي واجهته، قال: أهم تحد نواجهه في هذه الأزمة هو انقطاع السيولة، لأنه يعتبر شريان حياة العمل المؤسسي، ولا يخفى على أحد الإيجارات ورواتب العاملين والالتزامات المالية الشهرية الثابتة للبنوك وشركات التمويل وغيرها من التزامات تجاه الموردين، وقابلنا التحديات بالإصرار والعزيمة والصدق مع الذات والتفكير بهدوء في الليل والنهار، والحمد لله على توفيقه لنا خلال هذه الفترة الحرجة، ونأمل أن تسهل الأمور أمام المؤسسات الصغيرة لأنها تستحق الدعم الفني والنفسي والمالي، كما يحتاج الإخوة والأخوات أصحاب الأعمال للجانب النفسي للتغلب على هذه التحديات، ونأمل من الصناديق الممولة أن تعمل على توفير حزمة من التمويل للوقوف معنا لتخلص من هذه الخسائر.

مشيرا إلى أنه قام باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الوصول للزبائن والعملاء، كما قام بتوفير بعض العروض لزبائن مطبعة الرفد، حيث لاقت استحسان الجميع.

وعن أهم الإجراءات الاحترازية التي تقوم مطبعة الرفد باتخاذها لمنع انتشار فيروس كورونا، قال الجعفري: حرصنا على اتخاذ كافة التدابير لعدم نقل الفيروس بين الزبائن والعاملين بالمطبعة، من خلال توفير الكمامات والقفازات والمطهرات، بالإضافة إلى عدم اختلاط العاملين بالزبائن، مشيرا إلى عدم استقبال الزبائن حيث يتم استقبال الطلبات عن طريق التواصل عن بعد.

خسائر مباشرة

وتحدث أحمد بن محمد الحوسني صاحب مشروع "المصادر لخدمات الأمن والسلامة"، قائلا: إن من أهم المؤثرات الاقتصادية على فعالية وحيوية الأسواق التجارية على فترات طويلة هو الإيقاف الجزئي أو الكلي للمؤسسات، مما يؤدي إلى إيقاف العاملين والموظفين والخدمات فيها، حيث يترتب على هذا الإيقاف خسائر كبيرة للمؤسسات بشكل مباشر مما يؤدي إلى تراكم المصاريف مثل رواتب العاملين والإيجارات والتكلفة التشغيلية وغيرها من النتائج السلبية لهذا الإيقاف، وذلك بدون عائد مادي مساند لصاحب العمل، وفي ظل انتشار فيروس كورونا في السلطنة قررت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار هذا الوباء إيقاف عمل بعض الأنشطة التجارية وعزل محافظة مسقط عن باقي محافظات السلطنة، وبحكم انتشار أعمال مؤسسة المصادر في محافظات السلطنة وعدم القدرة على التنقل بشكل سلسل، والخوف من نقل العدوى بين العاملين كانت هناك صعوبة في إتمام الأعمال القائمة عليها، ثم إن بعض المنشآت التجارية الخاصة والحكومية قد أغلقت مما تسبب في إيقاف العمل بشكل كامل.

وأضاف قائلا: ومن أهم التحديات التي تواجهها شركة المصادر - وربما أغلب المؤسسات الناشئة- في ظل هذه الأزمة هي الإنفاق المستمر مع توقف الأعمال، سابقاً كان الاعتماد على توفير رواتب ومصاريف من مسكن ومأكل ومواصلات نقل للقوى العاملة عن طريق الفوائد المالية الشهرية من الأعمال في المؤسسة، وكذلك هو الحال لتوفير الإيجارات ومصاريف الكهرباء والماء وغيرها من الالتزامات المالية، وفي هذه الفترة يتم الإنفاق على كل هذه المصاريف من المدخرات مما يؤدي إلى حدوث عجز في ميزانية المؤسسة بشكل مباشر وفي فترة وجيزة، ولكن هذه التحديات قد تكون بالنسبة لرائد العمل الناجح تجربة متميزة يستفيد منها في السنوات القادمة ليتغلب على بعض الأزمات التي ستواجهه في مسيرته العملية، بالطبع إذا تعلم منها بالشكل الصحيح، ويجب على كل رائد عمل محب لهذا الوطن العزيز المساندة في هذه الأزمة وذلك بعدم مخالفته للقرارات الصادرة من اللجنة العليا، نعم هناك تحديات وصعوبات ربما تؤدي لخسائر فادحة أو مديونية طويلة الأمد ولكن الأهم من ذلك سلامة الوطن والمواطنين والعاملين فيه، وللخروج من هذه الجائحة بأقل الخسائر يجب على كل رائد عمل التحلي بالصبر و مهارات التفاوض، بحيث يتفاوض مع الموظفين في خفض الأجور الشهرية بحيث لا يكون هنالك عبء على الطرفين، كذلك هو الحال مع المؤجر والمستأجر.

وعن استخدام وسائل الإعلام الجديدة للترويج، قال: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام في هذه الفترة مهم جداً وربما يكون بمثابة موظف التسويق للمؤسسة، ولبرامج التواصل الاجتماعي دور في تنمية مجال التسويق والتواصل الميسر بين رائد العمل والزبون، ومع انتشار الفيروس كثر استخدام برامج التواصل الاجتماعي والاتصال المرئي لتشمل اجتماعات العمل عن بعد بكل يسر وسهولة، وأما فيما يتعلق بالتسوق الإلكتروني عبر هذه البرامج نجد عددا هائلا من المستخدمين يفضلون البحث أو التسوق عبر هذه البرامج لأسباب عديدة منها سهولة الوصول والبحث، وكذلك الوفرة في الخدمات والمنتجات مما يتيح المقارنة للزبون، لذلك حرصنا نحن مؤسسة المصادر لخدمات الأمن والسلامة على التواصل والتسويق لخدماتنا ومنتجاتنا عبر قنوات التواصل الاجتماعية. وأكد الحوسني قائلا: من حيث الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الجائحة فنحن نحرص دائماً على توفير بيئة عمل آمنة ونظيفة للموظفين في ظل هذه الظروف الاستثنائية، حيث نقوم بتثقيف و إرشاد الموظفين حول طرق الحماية من فيروس كورونا من خلال لبس الكمامات و القفازات والتباعد الاجتماعي، كذلك تعقيم بيئة العمل واتباع الإرشادات والتعليمات من اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد وتطبيقها لضمان سلامتهم وسلامة الجميع.

زيادة التسويق

من جانب آخر تحدثت أمل بنت سالم الحبسية صاحبة مشروع "ببلز" لصناعة وتسويق العطور العمانية والصابون العضوي والمنتجات الطبيعية، قائلة: أثرت هذه الجائحة والإجراءات الاحترازية التي اتبعتها السلطنة للحد منها طبعا في القوة الشرائية والالتقاء بالزبائن وجهاً لوجه، وخاصة لزبائننا الجدد من التحديات التي واجهناها، توفير المصاريف الثابتة وتكلفة التصنيع وغيرها من الأمور الأساسية لإدارة المشروع واستمراريته، وعدم وجود عقود أو مشتريات من قبل الشركات أو الوزارات أثر بشكل كبير في إيرادات المؤسسة.

وعن تغلبها على التغلب على هذه التحديات، قالت: قمت بزيادة عملية التسويق حيث عززنا هذا الجانب بشكل كبير وعمل عروض استثنائية، وتوفير خدمة التوصيل للمنزل، ومتابعة الزبائن واحتياجاتهم، والتفاعل معهم بما يحدث في الظروف المحيطة أوقفنا إنتاج بعض المنتجات. وأضافت: قمنا بالانتقال من المحل الفعلي إلى استخدام الواقع الافتراضي كمواقع التواصل الاجتماعي، حيث نقوم بالبيع عن طريق التواصل عن بعد، وتوفير خدمة التوصيل. وعن الإجراءات الاحترازية التي تقوم مؤسسة "ببلز" باتخاذها في الوقت الراهن، قالت الحبسية: إن سياسة المؤسسة منذ إنشائها تهتم بالتعقيم في عملية الإنتاج، وإن هذا الأمر ليس بجديد فالمكان يكون معقما ونقوم بتعقيم جميع الأدوات المستخدمة، وكذلك الموظفون ملتزمون بجميع الإجراءات الاحترازية، كما أن موظفي الشركة ملتزمون بالعمل عن بعد وذلك من خلال الترويج الإلكتروني، كما نقوم بتغليف المنتجات أو إغلاق الكيس بحيث يستطيع الزبون تعقيم الأكياس من الخارج دون تأثر المنتج، كما ننبه شركات التوصيل بأن يقوموا بتعقيم أيديهم ولبس القفازات والقناع عند التسليم، و نشجع زبائننا بعدم الاستهانة لأمر الجائحة ونحثهم بالبقاء في المنزل.