oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

دور الاتصالات ومجتمع المعلومات في المرحلة الراهنة!

18 مايو 2020
18 مايو 2020

في ظل الجائحة العصيبة التي يمر بها كل العالم اليوم، فإن الحديث عن الاتصالات وتقنية المعلومات يكتسب أهمية كبيرة، بل ربما كان من الموضوعات الأكثر حيوية، مع اتجاه الناس إلى العمل عن بعد ومن منازلهم، والدخول في تجربة التعليم الافتراضي والبيع الإلكتروني وغيرها من الأفكار والتطبيقات في هذا الإطار.

مناسبة ذلك الحديث هو يوم السابع عشر من مايو الذي وافق الأحد الماضي، حيث احتفل العالم باليوم العالمي للاتصالات ومجتمع المعلوماتية، وقد احتفلت به السلطنة مع سائر دول العالم ممثلة في وزارة التقنية والاتصالات.

على المستوى الأممي فقد كان ثمة تأكيد من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أنه يمكن لتكنولوجيا المعلومات أن تكون منارة أمل، تسمح لبلايين الناس في جميع أنحاء العالم بالتواصل، مشيرا إلى هذه الظروف الحالية من جائحة «كوفيد 19»، وكيف يمكن للمدارس والكليات وأماكن العمل أن تكسب إضافة جديدة من خلال هذه التجربة برغم ما فيها من المرارة، وبالطبع لم ينسَ أن يذكِّر بالعاملين في المجال الصحي الذي يشكلون جنود هذه المرحلة الصعبة من التاريخ الإنساني الحديث ويستفيدون أيضا من الوسائط والتقنيات في الحلول الطبية والتواصل ومحاولة الوصول إلى الحلول التي تنهي هذا الوباء.

بالطبع فإن الاتصالات والانترنت وشبكات المعلومات الافتراضية كل هذه الوسائط تلعب الدور الكبير في هذه الظروف، بحيث لولاها ما كنا سوف نتخيل شكل الحياة والعالم، بمعنى أن ثورة الاتصالات والانترنت والهواتف الذكية كل ذلك ساعد بشكل كبير وفعلي في حل الجزء الأكبر من الإشكاليات الاقتصادية والاجتماعية وجعل العالم أكثر قربا من بعضه، بعيدا عن الاقتراب التقليدي الذي كان سائدا ما قبل الأزمة.

كل ذلك يجعل الاحتفاء بالاتصالات ومجتمع المعلومات من ناحية ثانية أمرين ضروريين في الوضع الراهن، وفي كل الأوقات، فحقيقة التقدم الذي نعيشه في العالم اليوم يعزى بشكل كبير إلى التطور الهائل في تقنية المعلومات ووسائل الاتصال التي قطعت شوطا كبيرا لاسيما في الألفية الحالية، منذ مطلع هذا القرن ما ساعد على بناء مفاهيم العولمة والتجارة الإلكترونية والشبكات الاجتماعية الحديثة للتواصل والإعلام الجديد، وغيرها من المكتسبات في هذا الباب، التي أثبت أنها فاعلة ومهمة مع وباء كورونا.

وفي ظل التفكير في المستقبل، بعيدا عن مجمل الظرف الراهن فقد نظرت مناسبة اليوم العالمي إلى ما يعرف ببرنامج «التوصيل 2030» الخاص بالاتحاد الدولي للاتصالات، وهو عبارة عن رؤية دولية مشتركة لسد الفجوة الرقمية وتسخير تقنية المعلومات والاتصالات في دعم خطط التنمية المستدامة، ما يعني تأكيد الصلة الوطيدة والمعلومة بين الاتصالات والتقنيات وعمليات النماء والرفاهية المنشودة في كل العالم، حيث بدا جليا أن هذه الوسائط هي سبيل رئيسي لتشكيل الحياة المقبلة في العقود القادمة بأكثر من الراهن.

كل هذه الموضوعات تقود بلا شك إلى التفكير في العديد من الآفاق مثل قضايا الذكاء الاصطناعي والأجيال الجديدة من التقنيات الحديثة، التي من شأنها أن تطوي الكثير من مصاعب الماضي في العديد من القطاعات وتساهم بفاعلية في تسهيل الحياة الإنسانية وتحقيق حلم الإنسان بالعالم الأفضل والأسهل.

في كل الأحوال فإن الراهن هو أكبر شاهد على ما سوف يكون عليه المستقبل، فقد أثبت الظرف الحالي سواء في السلطنة أو في العالم أجمع، كيف لهذه الثورة التقنية أن تعمل بشكل حقيقي على حل قضايا كانت سوف تتعثر بدونها، ويبقى من المهم الاستمرار في ربط هذه التحولات ونتائجها بالنظرة الأبعد من حيث بناء الفرص المستقبلية ما بعد انتهاء الجائحة بإذن الله.