اليمن: 70 إصابة منها 12 وفاة حصيلة كورونا وحظر تجوّل جزئي في «المهرة»

الأوبئة تفتك بعدن -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد -

أقرّت «لجنة الطوارئ لمجابهة وباء كورونا» بمحافظة المهرة (شرق اليمن)، برئاسة المحافظ محمد علي ياسر، تنفيذ حظر التجوّل في مدينة الغيظة (مركز المحافظة) ابتداءً من أمس اعتبارا من الساعة السادسة مساءً وحتى السادسة صباحاً، لمدّة أسبوعين، موجّهة الجهات الأمنية بالتنفيذ.

واتّخذت اللجنة في اجتماع عدداً من القرارات والإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا عقب تسجيل المحافظة أوّل حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجدّ (كوفيد -19).

ويشمل الحظر منع حركة المواطنين في الأسواق، وإغلاق المحلات التجارية باستثناء المطاعم والبوفيهات، مع حصر العمل بنظام البيع «السفري». وأقرّت اللجنة استمرار إغلاق سوق «القات»، وتنظيم حملة رشّ وتعقيم بالمحافظة يقوم بها «صندوق النظافة والتحسين»، مع تكثيف التوعية الإعلامية بقرار الحظر في جميع وسائل الإعلام، مشدّدة على وجوب الالتزام بالتعليمات الإرشادية الصحية من قبل المواطنين.

وأعلنت «اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كورونا (الحكومية) تسجيل خمس حالات جديدة مؤكدة بينها حالتي وفاة، ليرتفع إجمالي عدد الحالات إلى 70 حالة، بينها 12 حالة وفاة. وشملت الحالات الجديدة أوّل حالة إصابة مؤكدة في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، وحالتي إصابة مؤكدتين في محافظة عدن بينها حالة وفاة، وحالتي إصابة مؤكدتين في محافظة لحج بينها حالة وفاة.

في غضون ذلك أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم على أهمية الوعي المجتمعي كعامل أساسي في الوقاية من الأوبئة والفيروسات، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي اتّخذتها الحكومة ومنها عدم الاختلاط والالتزام بالحجر المنزلي، مشدّداً على ضرورة قيام السلطات المحلية في المحافظات بمكافحة البعوض ومسبّبات الفيروسات والأوبئة، وتنفيذ مشاريع وبرامج الإصحاح البيئي.

ولفت باعوم إلى ضرورة التزام كافة الأطباء والممرّضين والفنيين وأطباء كليات الطب وطلبة الدراسات الطبية العليا بمساندة الجهود الحكومية والقطاع الصحي في العمل على مجابهة فيروس كورونا وفي ظل تفشّي عدد من الأوبئة.

ونوّه إلى أن المرحلة «تقتضي تكاتف الجهود في القيام بمهام استثنائية وإضافية، وسيتم محاسبة كل المقصّرين عن أداء واجبهم الذي تتطلّبه المرحلة والحاجة الملحّة في هذه الظروف»، مشيراً إلى أنه قد تم اتخاذ إجراءات لتصحيح بعض الاختلالات تجاه بعض المخالفين.

وأكد أن الوزارة ومكاتبها في المحافظات «تتابع عن كثب المقصّرين، وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتقاعسين عن أداء مهامهم».

ودعا باعوم إلى ضرورة التزام السلطات المحلية في المحافظات بالإجراءات الاحترازية الضرورية التي تحدّ من تفشّي الوباء، لافتاً إلى ظهور بعض الإصابات المؤكدة بالفيروس في بعض المحافظات وأن الإجراءات الاحترازية لا تزال غير مطبّقة بالشكل المطلوب، وهو ما يستدعي من السلطات المحلية تنفيذ رقابة شديدة على مستوى تنفيذ الإجراءات الاحترازية، مع السماح بحركة مرور شاحنات نقل البضائع وفرق الأعمال الإنسانية.

وشدّد وزير الصحة على أهمية تسخير كافة الموارد في المحافظات لدعم القطاع الصحي، ومشاريع وبرامج الإصحاح البيئي للحد من انتشار الأوبئة والحمّيات.

وأوضح أن الوزارة تقوم بتوزيع ما لديها من الأدوية والمستلزمات الطبية ووسائل الحماية والوقاية للعاملين في القطاع الصحي، وأن الحكومة تتابع بالتنسيق مع المانحين أي دعم لتتمكّن من إيصاله إلى المحافظات ومراكز الحجر الصحي والمستشفيات في كافة المحافظات. كما تفتك الأوبئة القاتلة والحميّات بمدينة عدن (مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم والواقعة جنوب اليمن)، جرّاء كارثة الأمطار والسيول التي أغرقتها في الـ 21 من أبريل الماضي، وانهيار الخدمات الأساسية والبنية التحتية.

وتسجّل مصلحة الأحوال المدنية بعدن (التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال) عشرات الوفيات يومياً، بسبب أمراض فيروسية وحميّات ومنها المكرفس (شيكونجونيا) وحمّى الضنك والملاريا والتيفوئيد وفيروس كورونا.

وأعلن ا لمتحدّث الرسمي لـ «المجلس الانتقالي الجنوبي» نزار هيثم في بيان أمس إقرار جملة من «الإجراءات العاجلة للحفاظ على أرواح المواطنين»، مشيراً إلى «التدهور الحاد في الحالات الصحية للمصابين والاكتشاف المتأخّر لإصابتهم بعدوى الحميّات الفيروسية».

وتضمّنت الإجراءات الجديدة فرض حظر التجوّل الشامل داخل مدينة كريتر بداء من الساعة العاشرة من مساء أمس وفقاً للآلية المتّبعة والتي تم تطبيقها خلال الفترة الماضية، ولمدّة 72 ساعة قابلة للزيادة، وتكثيف انتشار الدوريات الأمنية لضبط أي مخالفات أو تجاوزات قد تحدث، وإطلاق حملة نظافة شاملة في شوارع المديرية لرفع المخلّفات بالكامل وصيانة مجاري مياه الصرف الصحي وإزالة المستنقعات وفتح مجاري السيول، وإطلاق حملة رش تعقيمي وضبابي بشكل مستمر تبدأ من منطقة صهاريج الطويلة.

ودعا هيثم الجميع إلى «التعاون والمشاركة الفاعلة في حملة النظافة كل في نطاق منطقته، والالتزام بعدم الخروج من المنازل تحت أي ظرف كان، إلا في حال الضرورة والحاجة الملحّة والطارئة والمرضية، ويستثنى من ذلك فقط من لديهم تصاريح مرور رسمية».

كما عقد عضو هيئة رئاسة «المجلس الانتقالي الجنوبي» رئيس القيادة المحلية للمجلس بعدن الدكتور عبد الناصر الوالي، اجتماعاً بمقرّ السلطة المحلية بمديرية صيرة، ناقش الحالة الصحية في عموم المديرية «عقب الانتشار المخيف للحميّات الفيروسية وتسبّبها بالعديد من حالات الوفاة بين المواطنين».

من جانبه قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبد الملك لدى لقائه سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إن الحكومة «تواجه تحديات وعراقيل لأداء دورها والقيام بمسؤولياتها تجاه المواطنين في عدن التي أعلنتها مدينة موبوءة، جرّاء تعطيل عمل مؤسّسات الدولة، وهو ما ينذر بكارثة وخيمة لا يمكن تفاديها إذا ما استمرّ الوضع على هذا الحال مع انتشار الأوبئة وتداعيات ظهور فيروس كورونا وانهيار البنى الساسية».