20APS-Web-COVID-19-Public-1000x500
20APS-Web-COVID-19-Public-1000x500
المنوعات

بين رعب وأمل

12 مايو 2020
12 مايو 2020

عائشة الكحالية

بين رعبٍ وأمل غَشيا سماء أرضنا اليوم، احتمت النفوس في بيوتها ترتقب خبر التلفاز والهاتف... أنفسٌ تختنق من المرض، وعروق أيبسها الجفاف، فلا طعام يُسكت قرقرة جوعها ولا ماء، وأيادٍ انقطعت أعمالها فأرزاقها... ثم ماذا؟

إن ولادة الأزمات ميلاد المنجزات والأيادي العظيمة المبادرة التي تحارب تلك الاضطرابات، قلوبٌ عاهدت أنفسها ألا يرى أبناء وطنها كدر، فوقفت وبادرت، وأعظِم به من عمل!

لقد خففت اختناق الأنفس بآلات وكمامات ومستلزمات طبية، وسقت العروق الجافة، وسمت بأفكارٍ جديدة فريدة تلبي احتياجات كل من أوفى للوطن ومكث مصطبرًا بين أربعة جدران، والغريب أن قليلا من يعرف تلك الأيادي البيضاء! فجاءت مبادرة تذكرهم وتدعم حب الخير هذا وتُخلد ذكرهم، إنها مبادرة (وَتَعَاوَنُوا).

مبادرة (وَتَعَاوَنُوا) التطوعية جاءت من بين ٨ مبادرات أخرى في مسابقة #المتطوعون_في_رمضان بإدارة وتنفيذ الشبكة العمانية للمتطوعين #تعاون. إنما جاءت هذه المبادرة لتُزهر المشروعات الشبابية ومبادرات الشباب والشركات التي عمِلت من أجل الوطن وخاصة وقت الأزمة، فاستحقوا بمعنى الكلمة وحروفها أن نعمل لأجلهم ونشد بعضدهم كالإخوة وبطريقة ممنهجة ومتعددة حتى تعم فائدتهم للجميع ويستمر عطاؤهم الفريد ولا يفكرون لبرهة أن يردوا على أعقابهم لقلة المشجعين والداعمين. فعندما نقول (وتعاونوا) فإننا ننشر تعاونًا بين تلك المبادرات العظيمة وأبناء المجتمع والشركات المستهلكة لنشكِّل معًا يدًا خضراء سخيّة تقية تحمل بين كفيها مستقبل وطن بإرادة وقوة حتى تتطور وتسمو بين الأمم مهما حاصرتنا الأزمات والمحن، كما يحمل شعار المبادرة.

إن من رحْم المعاناة يولد الرخاء والسمو، فالشدة هي من تصنع أممًا متعاونة، لا تكسرها صخور الأرض ولا تهزها عواصف السماء ما دامت تثق وتتوكل بخالق الأسباب والفرج.

فيا أيها المبادرون هنيئًا لكم جهودكم، وستقف مبادرة (وَتَعَاوَنُوا) معكم بكل إخلاص وفخر وبعون الله المعين لتخلق بين عرق الجبين أملًا للجميع.