Screen Shot 2020-04-21 at 5.24.37 PM
Screen Shot 2020-04-21 at 5.24.37 PM
أعمدة

سيكون شتاءً باردًا

12 مايو 2020
12 مايو 2020

عادل محمود

"سأل أحد أفراد قبيلة هندية زعيمهم: هل سيكون الشتاء باردًا هذا العام؟ فأجاب: نعم سيكون باردًا، وعليكم أن تجمعوا الحطب، وبدأت القبيلة بجمع الحطب. ولكي يتأكد الزعيم من توقعاته اتصل بالأرصاد الجوية، فأجابوه: نعم سيكون الشتاء باردًا هذا العام. فأمر الزعيم بجمع المزيد من الحطب. وكلما سأله أحد من القبيلة يجيب: اجمعوا... سيكون الشتاء باردًا هذا العام. وقد حدث ذلك خلال عدة أسابيع، حتى نفد الحطب من الغابة المجاورة لقريتهم.

لكن الزعيم أراد أن يثق بأن الشتاء سيكون باردًا هذا العام سأل الأرصاد الجوية: كيف عرفتم، ومن أين تستقون معلوماتكم؟ فأجابوا: رأينا الهنود الحمر يجمعون الحطب طوال الوقت".

تذكرت هذه القصة التي تدل على ضرورة التدقيق في المصدر. فقد تكون المعلومات مضللة لأسباب بسيطة... تذكرتها عندما صرّح الرئيس الأمريكي ترامب قائلًا، وبناء على معلومات يفترض أن تكون بمستوى مصداقية الدولة العظمى، والرئيس لدولة عظمى، بأنه "يمكننا أن نستخدم المطهرات "المنزلية" في حقن المصابين بكورونا ". فسارعت، فورًا، شركات المنظفات الكبرى إلى التحذير الشديد من تناولها أو حقنها... وشنت الصحافة حملة تهكم على هذه التصريحات، الأمر الذي اضطر الناطق باسم البيت الأبيض للتخفيف من أثرها قائلًا: " الرئيس كان يقول ذلك على سبيل السخرية".

وعلق أحد الصحفيين: السخرية ممن؟ إن ذلك يذكرنا بأيام الإيدز، حيث انتشرت الشعوذات الطبية، مثل الوصفة التي سادت هلع تلك الأيام... وصفة حليب الماعز!

وإذا كانت كورونا قد سجنت كل سكان الكرة الأرضية في بيوتهم... فإن الفكاهة و"التنكيت" على الوباء، رغم جديته، كانت نوعًا من الانتهاك الضروري لمنظومة التفكير الإنساني ، التي أصيبت بخلل رهيب.

لقد انقسم الناس بين التهوين، المهدئ للهلع، والتهويل المثير للذعر. وما بينهما من القلق المتولد من احتمال أن يكون الفيروس صناعة مختبرات. أو أحد أساليب الحرب البيولوجية. لإعادة هندسة العالم بعد خرابه.

في هذا الاستنفار الكوني... تنشا المخاوف المشروعة من تهديد أي نوع من الأخطاء في اللعب بالحقائب النووية، أو الاضطراب في أجهزة الإنذار النووي ، أو استقاء المعلومات من الهنود الحمر، أو أي نوع من أنواع يوم القيامة... حيث يباد البشر للإسراع في إرسالهم إلى محكمة السماء، وعدالتها!