oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الصحفيون في مواجهة الجائحة

04 مايو 2020
04 مايو 2020

مع حلول اليوم العالمي لحرية الصحافة هذه السنة فقد بدت الكثير من المشاهد في واقع العمل الإعلامي والصحفي في كل بلدان العالم مختلفة عمّا كانت عليه في وقت قريب، وذلك بفعل جائحة كورونا (كوفيد-19) التي أثرت على كل مفاصل الحياة، بما في ذلك الإعلام الذي يشكل عصبًا مهمًا في توصيل المعلومات وفرز الحقائق والتوعية ويقوم بمهمة كبيرة في هذه المرحلة من مراحل التاريخ الإنساني الحرجة مع هذا الوباء العالمي.

يعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة من المناسبات التي حددتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للاحتفال به سنويًا في الثالث من مايو، وهو يحمل ذكرى اعتماد ما يعرف بإعلان ويندهوك التاريخي الذي أعلن عنه في اجتماع للصحفيين الأفارقة في 3 مايو 1991 أثناء حلقة لليونسكو في نامبيا، موضوعها التنمية الصحفية في إفريقيا.

ما يلفت الانتباه كما تم التوضيح أعلاه يتعلق بالشفافية ونقل المعلومات والحرية في توصيلها في ظل هذه الجائحة العالمية، ما يعطي للموقف هذه المرة بعدًا مختلفًا عن كوارث أخرى طبيعية كانت، أو كالحروب حيث يمكن أن تكون الصحافة مضللة أو تنسج معلوماتها بناء على الرسائل السياسية، لكن الوضع هنا لا يحتمل ذلك فهو يتعلق بالسلامة البشرية والصحة العامة.

وقد أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بهذا الخصوص، إلى ما يؤكد ذلك المعنى إذ قال في هذه المناسبة: «اقترن تفشي هذه الجائحة (كوفيد-19) بجائحة ثانية تتمثل في تضليل الناس سواء عن طريق نشر نصائح صحية مضرة أم بالترويج لنظريات المؤامرة بطريقة لا تعرف حدًا تقف عنده. والصحافة هي التي تقدم الترياق بما تقدمه من أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع».

هذا يعني أن هناك ثقة كبيرة في الرسالة التي تقوم بها الصحافة في الفرز ونفي الشائعات والتضليل والإرشاد إلى المعلومات الصحيحة، لا سيما في ظل وجود خلط وعشوائية من الكلام المضلل في وسائل التواصل الاجتماعي وفي (الميديا) بشكل عام، الأمر الذي يشكل إرهاقًا ذهنيًا على الناس ويجعلهم كأنهم يعيشون في متاهة.

شعار هذه السنة جاء ليعبّر عن موضوع الأزمة نفسها وهو (مزاولة الصحافة دون خوف ولا محاباة)، وهو تعبير مهم وضروري في ظل الوضع الراهن، والتحدي الكبير الذي يعيشه صناع الصحافة والإعلام في كل العالم.

هنا في السلطنة وكما في كل البلدان فنحن كصحفيين نعيش ظروفًا استثنائية بفعل الفيروس، فالصحافة الورقية قد توقفت، والصحفيون يعملون لساعات طويلة عن بعد ومن ميادين نقل المعلومة، ليحافظوا على نقل المعلومات الصحيحة ورسائل التوعية، ليكونوا جنودًا يقدمون التضحية بجوار أشقائهم من الجيش الأبيض والقوات المختلفة العسكرية والأمنية وسائر القطاعات في المجتمع التي تعمل لأجل كبح هذا الوباء، وعلى رأسها اللجنة العليا التي تلقى الاهتمام السامي من لدن جلالة السلطان المعظم.

إن هذا الأزمة الراهنة لا شك لها دور كبير في رسم مسار جديد للصحافة سوف تتضح صورته بشكل أكبر مع انتهاء هذه الجائحة قريبًا بإذن الله، حيث إن هناك العديد من الدروس والخبرات والتجارب التي سوف تنعكس على مناخ العمل الصحفي والإعلامي، بل ربما ستعيد تعريف ماهية الصحافة.