Screen Shot 2020-04-24 at 2.09.27 PM
Screen Shot 2020-04-24 at 2.09.27 PM
أعمدة

الجامعة...آخر الحصون...

01 مايو 2020
01 مايو 2020

غادة الأحمد

اضطلعت الجامعات العربية منذ تأسيسها في الربع الأول من القرن العشرين بدور ريادي تمثل في البداية بفصل التعليم عن الانتداب الفرنسي والانجليزي وتأسيس لبنة أولى في التعليم الوطني عبر تأسيس كليات الحقوق وكلية الطب فكلية الآداب والعلوم الإنسانية.

وحققت الجامعات العربية مكانة مرموقة عالمياً؛ توصلت إليها عبر الدور الفعّال الذي لعبته في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية في سورية ومصر وفي البلدان العربية.

واليوم وبعد التطور الكبير الذي شهده القطاع التعليمي في العالم العربي من خلال فتح الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة وافتتاح الجامعات الخاصة، والتوأمة بينها وبين كبريات الجامعات العالمية، أرى أن التعليم العالي يعيش حالة ازدهار وتطور سريعين لتلبية حاجات المجتمع وتطوره ومحاولة ربط الجامعة بعملية التنمية واقتصاد السوق؛ وسوق العمل الاجتماعي.

إن ما تقوم به الجامعات العربية من تحقيق الفرص المتكافئة لجميع الطلاب من خلال قانون الاستيعاب الجامعي؛ وضخ الكفاءات العلمية والأكاديمية في سوق العمل يحقق الغاية التي أنشئت من أجله الجامعات.

وإنني بهذه الإشارة السريعة إلى دور الجامعات أود التنبيه إلى أمرين اثنين:

أولهما: إعادة النظر في حاجات السوق والمجتمع من الاختصاصات الأكاديمية والفنية لتسريع عملية النمو الاقتصادي والاجتماعي والاستفادة من مشاريع التخرج في العملية الخدمية والاستفادة من العلوم الاجتماعية والإنسانية في وضع تصور كامل عن المجتمع ووضع الخطط الاقتصادية والتنموية على أساسه.

وثانيهما: إعادة الاعتبار للدور التنويري الذي لعبته الجامعة منذ تأسيسها. فالجامعة ليست مكاناً للدراسة وأخذ الشهادة فحسب، وإنما هي المركز الأساس والفاعل في أي حراك فكري أو سياسي أو ثقافي أو أدبي! ..

أقول هذا بعد أن تضاءل دور الجامعة واستقر على تخريج دفعات من الأكاديميين الذين يحملون شهادات ممهورة بالأختام تثبت أن الطلاب قد تجاوزوا امتحاناتهم بنجاح !! ..

وأنظر بكثير من الحزن إلى واقع الحال وأتساءل: لماذا توقفت الجامعات العربية عن تخريج أسماء مهمة خلال عقود منصرمة؟! في حين أتذكر أن جيل الستينات والسبعينات ومعظم الأدباء والمثقفين والمفكرين والأسماء اللامعة قد تخرجت من الجامعات العربية في جوٍّ من المنافسة والحضور الدائمين والتفاعل مع الحياة السياسية والثقافية في بلدان الوطن العربي في تلك الأيام.

إن الدور الذي تلعبه الجامعة في حياتنا دور كبير ويجب استثماره بما يحقق نماء الوطن وقدرته على مواجهة التحديات العالمية التي أوجدتها جائحة فيروس كورونا المستجد وفي ظل المتغيرات في الاقتصاد العالمي والانهيارات السريعة للاقتصاد العالمي ومؤشرات التراجع في النمو في كبريات اقتصاديات العالم مثل الصين وأمريكا وأوروبا فما بالكم بنا نحن البلدان النامية؟! إن إيلاء الجامعات ومراكز البحث العلمي التابعة لها الاهتمام والدعم كفيل بتخفيف حجم الخسائر وإيجاد الحلول للمشكلات الطارئة ووضع الاستراتيجيات العلمية والعملية المستندة على نتائج البحث العلمي لسنوات قادمة يرى فيها المحللون الاقتصاديون أنها ستكون الأصعب على العالم.

ما زلت أرى أن الجامعة أول الحصون.. وآخر حصون المواجهة في كل ما مر وسيمر بنا فهل نوليها اهتمامنا...؟؟