google-family-link
google-family-link
المنوعات

كيف أختار تطبيقًا إلكترونيًا مناسبًا لابني؟

27 أبريل 2020
27 أبريل 2020

سلطان بن عبدالله الشهيمي

إن الثورة المعلوماتية، التي رافقت إنتاج الأجهزة الذكية وما زالت، تُؤتي ثمارها في الوفرة الساحقة التي تبينُ في التطبيقات الإلكترونية والأدوات الرقمية المختلفة، التي أصبحت اليوم هي المحرك الأساس والسبب الرئيس في اقتناء الناس الأجهزة الذكية، إن لم يكن جلّهم، بعد أن كان الطلب عليها فيما مضى مقتصرا على الاتصال الهاتفي أو التواصل عبر الرسائل النصية القصيرة فقط، أي قبل ثورة الجيل الثاني خصوصا، إذ أن الأخيرة قد أحدثت نقلة نوعية في شكل التواصل من قارئ ومُتلقٍّ إلى مستخدم متفاعل مع الآخرين، ومع ما يقرأه، فكانت شبكات التواصل الاجتماعي أو ما يعرف بالجيل الثاني (الويب 2.0)، التي أصبح الإنسان اليوم لا يستغني عنها البتّة، بل تعدّ جزءًا من حياته اليومية التي سهّلت عليه الكثير من الأعمال والمهمات.

ونظرًا لأهمية هذه الأدوات الرقمية، فإن الجوانب التعليمية هي الأخرى قد لاقت اهتماما كبيرا من الجامعات والكليات ومؤسسات البحث العلمي بل من المستخدمين عموما سواء أكانوا معلمين أم طلابا، لما تتميز به الأجهزة الذكية من مزايا أهّلتها لأن تكون الحاضن الأساس لهذه التطبيقات كما أشير. فمن الخصائص التي تتميز بها: الاتصال اللاسلكي السهل والمرن، والقدرة على إثارة الاهتمام والجذب، وتفاعلها مع المستخدم، وبناء بيئة تعاونية مناسبة. أضف إلى ذلك أنها متاحة على نطاق واسع، وغير ذلك من المزايا. كل هذا جعلها قادرة على تعزيز خدمات الاتصال وإدارة بيئة التعلم. على رغم أن عدم الوصول إلى شبكة لاسلكية (wi-fi) والوصول إلى المحتوى غير اللائق على الشبكة، هي من التحديات التي واجهها هذا النوع من التقنية.

وتُعرّف التطبيقات (Applications) بأنها حزمة برمجيّة، يجري تنزيلها وتنفيذها عبر الأجهزة الذكية كالهواتف النقالة والأجهزة اللوحية. ومع هذا السيل الجارف من التطبيقات التعليمية على الأجهزة الذكية سواء أكانت في متجر جوجل (Play Store) أم أبل (App Store) أم غيرهما، ينبغي أن يرافقه اهتمام أكاديمي وتربوي يسهّل على المعلم والطلاب بل أولياء الأمور اختيار التطبيقات المناسبة. وعليه، ظهرت العديد من التقييمات لتطبيقات الأجهزة الذكية التعليمية سواء أكانت عامة لجميع الفئات التعليمية أم خاصة لمرحلة عمرية معينة، ومن أبرزها: ووكر (2011)، وووكر (2013)، وباباداكيس، وكالوجياناكيس، وزارانيس (2017)، ولي، وتشيرنر (2015).

ومن ضمن هذه المقاييس والتقييمات التي أشير إليها هو تقييم (لي وتشيرنر، 2015)، الذي يعدّ الأكثر شمولا عن الآخرين والذي يتضمن ثلاثة تصنيفات وهي: التعليم والتصميم والتحفيز. وفي كل صنف منها تظهر مجموعة من الأبعاد التي تقيسها لضمان دقة المقياس.

وفي هذه المقالة الموجزة لا أريد أن أربك القارئ بهذه التصنيفات الأكاديمية البحتة التي يُعنى بها المختصون بالدرجة الأولى، ولكن محصلة ما ينبغي أن يعتني به المربون، خصوصًا المعلمين وأولياء الأمور، أن يراعوا الجوانب الآتية عند اختياراتهم تطبيقات الهواتف الذكية التعليمية لتلاميذهم وأبنائهم، وهي كالآتي:

1) اقرأ أولًا النبذة العامة عن التطبيق الموجود في مخازن جوجل أو أبل أو ما شابهه، وماذا قال الآخرون عنه؟: هذه البداية ستفتح لك ومضة سريعة عن البرنامج وأهدافه والفئة المستهدفة وغيرها.

2) جرّب التطبيق بنفسك أولًا: هذا سيسمح لك تجربة حقيقية للتطبيق، لاختيار ما يناسب تلاميذك أو ابنك أو ابنتك، مع تحديد الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه.

3) ابحث عن التطبيقات التي تراعي مهارات التفكير لدى التلاميذ: لأن هذه المهارات ستفتح للتلاميذ خيالًا واسعًا وأفقًا أرحب بدلًا من الأنشطة الجامدة والمكرورة.

4) اعتنِ بالتطبيقات التي تقدم محتوى جاذبا، وتسمح للتلاميذ البناء على الخبرات والمعارف القديمة وتقدم معارف جديدة.

5) ابحث عن التطبيقات التي تقدم للتلاميذ فرصًا لمشاركة المحتوى والتواصل الاجتماعي التفاعلي الجاذب مع الآخرين، ودليلًا واضحًا للبحث عن المعارف واستكشاف المطلوب من المهمات التي ترافق التطبيقات الرقمية.

6) اختر التطبيقات التي تفسح مجالًا للتلاميذ للتعلم من الخطأ، والاستفادة من التغذية الراجعة المقدمة سواء الفورية منها أم اللاحقة.

كذلك من الضروري الإشارة هنا إلى الجهود المبذولة من جهات الاختصاص، لتسهيل عملية اختيار التطبيقات الملائمة للمعلم وولي الأمر، ومن أمثلتها: (دليل استخدام الأجهزة الذكية وتطبيقاتها: أفق أرحب في عالم الأجهزة الذكية). دليل متكامل لا غنى عنه لكل مستخدم لهذه التقنية، فهو يختصر لك الطريق في التعامل مع هذه التقنية وأدواتها المختلفة خطوة خطوة. ولعلنا نفرد له مساحة خاصة للحديث عنه مع بعض الرؤى التطويرية، لتجويد العمل في المستقبل القريب.

أضف إلى ذلك بعض الجهود الفردية من بعض المختصين، مثل: أفضل خدمات الإنترنت في منصة واحدة من عبدالعزيز الحمادي، خبير جوجل معتمد. يمكن الاستفادة من هذه المنصة التي جرى تصنيفها بحسب الغرض من كل أداة مع بعض التقسيمات الأخرى الخاصة بالطلاب. (انظر: https://rqeem.net/)

وختامًا، لا ريب أن هناك جوانب أخرى مهمة ينبغي التركيز فيها كالتصميم والشكل والإخراج الذي يظهر عليه التطبيق، والتقييم الذي يتلقاه التلميذ في أثناء استعمال التطبيق أو في نهايته هي الأخرى أمور مهمة لا بد أن تراعى عند اختيار التطبيقات الملائمة. ناهيك عن أن بعض الإعلانات التجارية، التي تظهر من وقت لآخر فتعكر صفو المستخدم، ينبغي التنبه لها، فهي قد تحوي محتويات غير لائقة.

هذه ومضة سريعة يمكن أن تفيد، خصوصًا في ظل هذه الظروف الطارئة، التي يمر بها العالم والتي من محاسنها أن ساعدت على تبني التعليم عن بعد في كثير من المؤسسات التعليمية.

* اختصاصي مناهج تعليمية