ييي
ييي
المنوعات

كهف "مابطن" بولاية طاقة.. حيث يرتبط المكان بالحكايات

26 أبريل 2020
26 أبريل 2020

طاقة - أحمد بن عامر المعشني

يكون للأمكنة وقع خاص في نفوس البعض، الذي ارتبطوا بهذا المكان قديما، فكانت لهم فيها ذكريات وقصص ومواقف بل واستخدامات، ومن بين تلك الأماكن كهف من كهوف محافظة ظفار، يسمى بكهف "مابطن" بوادي "الغيضة" بولاية طاقة، إذ كان يستخدم لإيواء الحيوانات من الأبقار والأغنام والإبل، ويتسع لأكثر من 300 رأس، ليحميها أثناء الأمطار شديدة الغزارة والرياح وحالات الأعاصير، وقديما كانت تلك الحالات الجوية تأتي بشكل مفاجئ وبدون تحذيرات مسبقة، ليكون كهف "مابطن" الملاذ الآمن الأول لأهل المنطقة.

ويروي الآباء والأمهات روايات عديدة حدثت في هذا الكهف وتناقلتها الأجيال، منها رواية الشيخ الراحل علي بن حسن بن همدان المعشني، وهو رجل كان يعرف بكرمه وصلاحه، والتي تحكي حادثة تعود إلى 130 سنة، ففي إحدى ليالي سنة عجفاء وجدباء قلت فيها المؤن وجف فيها الضرع تفاجأ الشيخ علي رحمه الله بقدوم أسرة نزلت في ضيافته، فبدأ الشيخ يفكر مليا فيما يقدمه ويعده من طعام لضيوفه، فالرجل لا زاد عنده ونوقه هزيلة وضروعها لا تدر الحليب، الذي هو الطعام الأول في المنطقة، فقرر ذبح إحدى نوقه التي يراها هي الأكثر سمنة، وقبل أن يبدأ بالذبح تفاجأ برزيم ثلاث من الإبل، فأخذ الشيخ علي الإناء فإذا بالضروع التي كانت ضامرة امتلأت بالحليب وماهي إلا دقائق حتى امتلأت كل الأواني فأخذ كل واحد حاجته وبدل الله من بعد عسر إلى يسر، وبعد أن انصرف الضيوف وغادروا ضيافة الشيخ علي بن حسن عادت الإبل إلى وضعها القديم واختفى الحليب.

تلك من الحكايات المتناقلة، والتي سردتها ابنة الشيخ الراحل وتدعى "سلمى" وتبلغ من العمر 85 عاما، والتي سبَّحت الله الذي يتولى عباده الصالحين.

ومنها حكايات كثيرة وروايات عديدة تعود إلى أعوام خلت ارتبطت بهذا الكهف وهذا المكان، ولا يزال الأهالي وكبار السن من أهل المنطقة يرمقون هذا الكهف باعتزاز وبمكانة كبيرة ارتبطت بالماضي.