ـ١
ـ١
الاقتصادية

المؤسسات الحكومية والخاصة .. والتحول الرقمي

26 أبريل 2020
26 أبريل 2020

"عمان": في ظل تعايش العالم في الوقت الحالي مع جائحة وباء (كوفيد-19) والتي أدت الى توقف جزئي أو شبه تام للحياة العملية والاجتماعية وأثرت بشكل كبير على الوضع الاقتصادي للحكومات والشركات بسبب عدم جاهزية الجميع لمثل هذا الوباء الغامض، أظهرت الكثير من المؤسسات ردود فعل مختلفة في محاولة منها لضمان استمرارية العمل والحفاظ على سلامة مواردها وموظفيها.

وفي هذا الصدد قال عبدالحكيم بن عامر المصلحي مدير عام شركة مركز بيانات الجبل الأخضر: إن بعض المؤسسات والتي تمتلك خططًا واضحة لاستمرارية العمل في هذه الظروف قد فعّلت خططها ولكنها لم تكن مستعدة بشكل تام فعليًا بسبب التساؤلات التي تتعلق بالمخاطر غير المدرجة مسبقًا مثل احتمالية إقفال مؤسسة بالكامل واحتمالية إغلاق مناطق داخل السلطنة كما هو حاصل الآن بفرض حجر صحي لولايتي مسقط ومطرح مما أثر على سير الكثير من الأعمال الجارية للمؤسسات، لصعوبة تنقل الموظفين ما بين المناطق، مشيرًا إلى أن بعض مؤسسات المتوسطة والصغيرة لا تمتلك خططًا حقيقية لاستمرارية العمل أثناء الأزمات مما أدى إلى التخبط في اتخاذ القرارات وتنفيذ أفكار فردية غير مدروسة في تنفيذ الحلول التقنية المؤقتة التي قد تعرّض بعض المؤسسات إلى خسائر مادية، والأهم من ذلك تعرضها للقرصنة.

وأوضح المصلحي أن بعض المؤسسات الحكومية والخاصة عمدت خلال هذه الفترة بشكل جزئي إلى شراء أو استئجار حلول تقنية إما لتُفعل خاصية العمل عن بعد أو عقد الاجتماعات عبر الإنترنت عن طريق البرامج المتاحة مما اضطر هيئة تنظيم الاتصالات برفع الحجب والسماح باستخدام البرامج العالمية بشكل مؤقت مع غياب وجود معرفة بالحلول المحلية أو تفعيلها بشكل واسع في السابق.

وبين عبدالحكيم المصلحي أن بعض المؤسسات قامت بالتعاقد مع تطبيقات محلية لعرض منتجاتها وبشكل عشوائي غير مدروس من ناحية التكلفة وإجراءات التوصيل وغيرها من الأمور المهمة.

كما قام البعض منها باستخدام برامج أو مواقع جاهزة لعمليات العرض والبيع للمنتجات والخدمات، موضحًا أنه لوحظ العديد من الشركات في قطاعي التأمين والصرافة والتي تتطلب من المستفيد التواجد إما لإبراز البطاقة الشخصية أو المستندات الرسمية قد فعّلت قنوات التواصل المباشر عن طريق برامج الواتس آب أو الرسائل القصيرة لمواصلة تقديم الخدمة وهنا تكمن الخطورة حيث يمكن استغلال هذه الطريقة من قبل المحتالين وتفعيل أرقام وهمية للحصول على البيانات.

وشدد مدير عام شركة مركز بيانات الجبل الأخضر على ضرورة وضع خطط استمرارية العمل لكل المؤسسات الحكومية والخاصة خلال الأزمات، بالإضافة إلى مراجعة شاملة للخطط الموجودة والتي تم تنفيذها خلال هذه الأزمة، كما يجب النظر في الخطط من جميع النواحي ودراسة المخاطر المحتملة ونسبة تأثيرها على الأرباح والأعمال على المديين القصير والبعيد ولا تقتصرهذه الخطط على عمليات التحول الرقمي والتقنيات والبرامج والاتصالات فقط إنما تشمل عدة خطط للتنقل بين المواقع الجغرافية والافتراضية في حال تم تطبيق العزل لإحدى المناطق الحيوية.

وهنا أنصح بإعادة النظرفي عمليات سير الإجراءات الحالية للعمل سواء كانت إلكترونية أو يدوية وتقليص هذه الخطوات لأقل عدد ممكن أو تقليل عدد الاعتمادات التي تتطلب المرور على عدد كبير من الموظفين، ولهذا يجب إضافة خصائص وتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء إلى المشروعات الحالية والمستقبلية والتي ستقلل من عدد الموظفين بشكل كبير في جميع الإجراءات للمعاملات وتزيد من نسبة دقة البيانات.

وأشار إلى أن تنفيذ هذه الإجراءات في الوقت الراهن مكلفة، ولذلك وُجدت الشركات المزودة لخدمات مراكز البيانات والخدمات السحابية المحلية لتقديم العديد من الخدمات التي تساعد في استمرارية العمل، حيث تقدم هذه الشركات حلولًا وقائية للمؤسسات وأداواتًا وبرامج تنقية خاصة لاستدامة الأعمال وتطوريها بتكاليف أقل وجودة عمل وحماية عالية لما تمتلك من خبرات متخصصة في هذا المجال واستثماراتهم المستمرة في الكوادر البشرية والتقنيات لحماية المركز وتقديم الخدمات السحابية.

بالنسبة للمؤسسات التي لم تقم بعملية التحول الرقمي الشامل لعملياتها فهناك العديد من الحلول والإجراءات التي يمكن اتباعها لتسريع عمليات التحول الرقمي بوضع جدول زمني والبدء بالمشروعات الأكثر أهمية والتي يعتمد اعتمادًا تامًا عليها المستفيد والمؤسسة ويمكن للمؤسسات البدء على الفور باستخدام الموارد التقنية في مركز المعلومات المحلية للبدء في تجربة البرامج وتفعيلها ونشرها عوضًا عن عملية شراء وتجهيز بنية جديدة للمشروع مما سيقلل التكاليف الرأسمالية وتكاليف الصيانة.

وأكد المصلحي على ضرورة أن تفكر الشركات الصغيرة والمتوسطة في استخدام منصة سوق حالية مثل Markeetex في السلطنة بدلًا من امتلاك موقع إلكرتوني فردي حيث تحتاج إلى استثمار في الوقت والمال في عمليات التوصيل والصيانة وغيرها، علاوة على ذلك، تحتاج الشركات إلى زيادة الجرعات التسويقية عبر الإنترنت باستخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي من خلال تنشيط الإعلانات المدفوعة وتحسين محركات البحث على منصات التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتهم وخدماتهم بدلًا من الاعتماد كليًا على المؤثرين الاجتماعيين، سيقودهم ذلك إلى النمو والانتقال إلى السوق الدولية من خلال تقديم خدماتهم ومنتجاتهم على موقع الويب مثل amazon وebuy.

وأوضح مدير عام شركة مركز بيانات الجبل الأخضر والتي تم تأسيسها عام 2019م بشراكة من الصناديق الاستثمارية والقطاع الخاص أن الشركة تهدف إلى دعم مشروعات التحويل الرقمي في السلطنة ووضعها في مصاف الدول التي يمكنها استقطاب الشركات التقنية العملاقة وذلك ببناء مراكز معلومات بمواصفات محددة ومطابقة للاشتراطات الخاصة بشركات التقنية العالمية ونقدم خدمات الاستضافة وخدمات الحوسبة السحابية والخدمات المتعلقة باستمراية العمل عن طريق موقعين، مركز معلومات في محافظة مسقط وآخر تم تجهيزه في محافظة الداخلية بنيابة الجبل الأخضر.