1473265_388
1473265_388
العرب والعالم

التحالف يعلن تمديد وقف إطلاق النار في اليمن لمدة شهر

24 أبريل 2020
24 أبريل 2020

جهود أممية في كبح انتشار فيروس كورونا -

صنعاء- "عمان"- جمال مجاهد - وكالات -

أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أمس تمديد وقف إطلاق النار المعلن من جانب واحد لمدة شهر، في وقت لا تزال أعمال العنف تتواصل في اليمن الذي يواجه خطر انتشار فيروس كورونا المستجد وسط أزمة انسانية هي الأكبر في العالم. وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف الذي يدعم القوات الحكومية في مواجهة (أنصار الله)، إنّ قيادة التحالف قرّرت "تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر اعتبارا من الخميس الماضي". وكان التحالف أعلن قبل اسبوعين هدنة من جانب واحد انتهت مساء الخميس الماضي . وخلال هذه الفترة، استمرّت المعارك بين (أنصار الله) والحكومة المعترف بها دوليا بينما شنت طائرات التحالف عشرات الغارات. ورفض (أنصار الله) وقف إطلاق النار واعتبروا ان الهدنة السعودية مناورة سياسية وإعلامية. من ناحية ثانية ، حمّلت الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً) "المجلس الانتقالي الجنوبي" (المطالب بالانفصال) ، مسؤولية عرقلة عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، والتي تلقّت توجيهاً من الرئيس عبد ربه منصور هادي بالعودة إلى المدينة فوراً لمتابعة تداعيات كارثة السيول والأمطار الغزيرة، إلا أن المجلس الانتقالي رفض السماح للطائرة بالهبوط في مطار عدن الدولي. واتّهمت الحكومة في بيان لها مساء أمس الأول، "مجاميع مسلّحة تابعة للمجلس الانتقالي بالإقدام على عرقلة عودة الحكومة إلى عدن، في تصرّف يفتقر للمسؤولية في التعامل مع جهود تطبيق اتفاق الرياض وفي مواجهة الآثار الكارثية للسيول التي طالت عدن والخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة". من جهته اعتبر المجلس الانتقالي في بيان أمس الأول أن "اتفاق الرياض ينصّ على عودة رئيس الحكومة فقط ولأهداف ومهام حدّدها الاتفاق بوضوح، وهو ما لم تلتزم به الحكومة، حيث عاد العديد من الوزراء ووكلاء الوزارات والمسؤولين المرتبطين بالتسبّب في أحداث أغسطس 2019، وغضّينا الطرف عن ذلك أملاً في تقديم الحكومة خدمات للمواطنين، وأشعرنا التحالف العربي بذلك التجاوز، ومع هذا كله لم تلتزم الحكومة بأداء المهام المنصوص عليها في بنود اتفاق الرياض أبداً". الى ذلك ، أكد مسؤول حكومي يمني ، مغادرة أفراد بعثة الأمم المتحدة، على متن السفينة الأممية في مدينة الحديدة، غربي اليمن. وقال وضاح الدبيش، الناطق باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي (تتبع الحكومة الشرعية) ، إن 65 موظفا في البعثة الأممية (انمها) غادروا على متن السفينة الأممية في الحديدة إلى دولهم. وأوضح الدبيش أن، أباهيجيت جوها، الجنرال الهندي رئيس البعثة بقى ومعه عدد لا يزيد عن ثمانية موظفين في السفينة الراسية في البحر الأحمر. فيما وجّه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن جريفيث رسالة إلى الشعب اليمني قال فيها "أرجو أن يأتي شهر رمضان الكريم بمنح السلام والتصالح والفرحة. وآمل أن ترتفع أصواتكم مدوّية أكثر فأكثر منادية بالسلام ومطالبة بحقّكم في مستقبل أفضل". وخاطب طرفي النزاع "ليكن هذا الشهر العظيم مصدر إلهام لكم لإنهاء معاناة شعبكم. ألقوا سلاحكم. أطلقوا سراح كل من سلبه النزاع الحرية. افتحوا الممرّات الإنسانية. وليكن شغلكم الشاغل تنسيق الجهود لمساعدة بلادكم في مواجهة تفشّي جائحة فيروس كورونا وغيرها من الاحتياجات الطارئة". وتمنّى جريفيث أن يشحذ هذا الشهر العظيم من عزيمتهم ويزيد من رغبتهم وتصميمهم في الوصول إلى سلام دائم واستقرار ينعم به اليمن وأهله. من جهة أخرى أفرج بصنعاء عن الصحفي صلاح القاعدي المحكوم بالحبس مع خمسة صحفيين آخرين، والاكتفاء بالمدّة التي قضوها في السجن ووضعهم تحت رقابة الشرطة لمدّة ثلاث سنوات بعد إدانتهم أمام "المحكمة الجزائية المتخصّصة" في الـ 11 من أبريل. وأكد وزير الإعلام (في حكومة أنصار الله) ضيف الله الشامي أنه تم الإفراج عن الصحفي القاعدي "بمتابعة حثيثة من قيادة الوزارة وتنفيذاً لتوجيهات قائد أنصار الله ورئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك". في غضون ذلك ، تسارع الوكالات الإنسانية لمساعدة السلطات في كبح انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) في اليمن، ولإعداد وتجهيز المرافق في حال مرض الأشخاص بالفيروس. وقالت منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز جراندي في بيان أمس الأول "إنه سباق مع الزمن. خطر فيروس كورونا مخيف جداً، ويجب علينا فعل كل ما نستطيع لإيقاف انتشار الفيروس ومساعدة الأشخاص الذين قد يصابون بالعدوى". وأضافت "علينا أن نكون صريحين، فالصعوبات أمامنا كبيرة. فنحن ندعم أكبر العمليات الإنسانية في العالم، حيث نصل إلى أكثر من 13 مليون شخص شهرياً". ولم يسجّل اليمن حتى الآن سوى حالة إصابة واحدة مؤكدة بفيروس كورونا في الـ 10 من أبريل الجاري، في محافظة حضرموت (جنوب شرق اليمن). وأكدت جراندي أن "الظروف التشغيلية مقيّدة، وشلّت في بعض الأماكن. ولا يوجد لدينا الموارد الكافية. وحتى يرى المانحون بأن السلطات سمحت لنا بالقيام بمهامنا بالطريقة الصحيحة، وفقاً لذات المبادئ التي تحترم في جميع أرجاء العالم، سيبقى التمويل محدوداً". وإلى جانب خطر فيروس كورونا، يواجه اليمن حاليا أمطارا غزيرة أدت إلى سيول أغرقت العديد من شوارع مدنه، من صنعاء في الشمال إلى عدن في الجنوب، متسبّبة بوفاة أكثر من 20 شخصا.