تحدي كرستيانو
تحدي كرستيانو
آخر الأخبار

تطبيقات ومنصات تقنية حديثة ساهمت في مواجهة مخاطر (كوفيد-19)

22 أبريل 2020
22 أبريل 2020

تحقيق أهداف مرحلة قطف الثمار القريبة لعام 2020

تكامل الجهود المؤسسية أسست لأرضية صلبة لمنظومة الابتكار الوطنية

- المبادرات والبرامج تعزز موقع السلطنة في الخارطة العالمية للتنافسية

أكد مجلس البحث العلمي على تناغم رؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار مع رؤية عمان 2040 معززة بالإرادة السياسية والتكامل المؤسسي المستمر، والذي أثمر عن مبادرات مختلفة في كافة المجالات لا سيما ما رأيناه متجسدا على أرض الواقع من ابتكارات ومؤسسات وجهود يشار إليها بالبنان.

حيث قام مجلس البحث العلمي بتحديث الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2040 للتواءم مع رؤية عمان 2040 برؤية مفادها (بحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة) والتي تركز على تحويل المعرفة إلى عائد اقتصادي، كون أن البحث العلمي والتطوير أحد المكونات الرئيسية لمنظومة الابتكار.

وقالت الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية، مديرة مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار بمجلس البحث العلمي: إنه مع اقتراب اكتمال المرحلة الأولى من مراحل الاستراتيجية الوطنية للابتكار في السلطنة وهي مرحلة قطف الثمار القريبة والتي تركز على تفعيل المبادرات الوطنية القائمة، وتقوية العلاقات التفاعلية بين المؤسسات من منتجي المعرفة والابتكار، والداعمين فنيًا وماديًا، والمستخدمين للنتاج الفكري والعلمي لتأسيس منظومة وطنية رصينة ومكتملة الأركان والأوساط الفاعلة والتي تقود للمرحلة الثانية وهي مرحلة التمكين المستدام لأوساط الابتكار والفاعلين في كافة مكونات المنظومة الوطنية بدءًا من عام 2021م أصبح مهمًا تسليط الضوء على ما تحقق في مرحلة قطف الثمار القريبة، حيث أصبح الابتكار محورًا أساسيًا في رؤية عمان 2040 من خلال تناغم رؤية الاستراتيجية الوطنية للابتكار بأن تكون السلطنة ضمن أعلى 20 دولة في مؤشر الابتكار العالمي مع رؤية عمان 2040 بأن تكون (عمان في مصاف الدول المتقدمة)

وتابعت حديثها بالقول: إن أهم المقومات التي اعتمدت عليها الاستراتيجية الوطنية للابتكار هي الإرادة السياسية والتي تمثلت بجلاء من خلال الخطاب السامي لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه -، بأن يكون البحث العلمي والابتكار في سلم الأولويات الوطنية، كما أن إعادة النظر في التشريعات المختصة والقوانين ذات الصلة وهيكلية التنظيم الإداري هي أبرز الممكنات التي دعت إليها الاستراتيجية الوطنية للابتكار لتمكين المنظومة الوطنية الفاعلة للابتكار من أجل بناء اقتصاد وطني تنافسي مبني على المعرفة والابتكار.

وتتطرق الدكتورة في حديثها إلى الدور التقني والاتصالي في تمكين الابتكار كونه أحد المؤشرات المساعدة في تحقيق الاقتصاد المعرفي، وتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للابتكار، حيث تقول: جاء التوسع في شبكة النطاق العريض والخدمات الرقمية الشاملة وهو إحدى مبادرات هذا المرحلة لنراه يتحقق اليوم بعد أن سخرت الحكومة الإمكانيات لتنفيذ مبادرة (الخدمة الشاملة) والتي سيتم من خلالها تغطية جميع مناطق السلطنة بخدمات الاتصالات والإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية خلال 2020 بالإضافة إلى تقوية شبكات المشغلين لتوفير خدمات الاتصالات فائقة السرعة خاصة في المناطق البعيدة، وهذه المبادرة جاءت بالتعاون بين وزارة التقنية والاتصالات، والشركة العمانية للاتصالات عمانتل، وهيئة تنظيم الاتصالات، ولا ننسى دور شركات تقنية الاتصالات الأخرى.

وتبزغ أهمية دور القمر الاصطناعي العماني، الذي بدوره سيعزز موقع السلطنة في خارطة العالم وفي التقارير الدولية، والذي بدوره سوف يسهم بشكل فاعل في تمكين المنصات الرقمية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم لتعزيز التعلم عن بعد، وكذلك المبادرات الرقمية من قبل وزارة التعليم العالي، وجامعة السلطان قابوس، ووزارة القوى العاملة المتمثلة في الكليات التقنية والمهنية لتوفير التعليم والتعلم عن بعد لكل الطلاب في كافة محافظات السلطنة، عبر توفير تغطية اتصالية مستمرة، كما أنه من المأمول أن يتم إدراج مزود خدمات الاتصالات ثالث مع بداية العام القادم 2021 والذي سيعمل على تخفيض أسعار خدمات الاتصالات لتكون في متناول الجميع ولتمكين المرحلة القادمة نحو عمان الرقمية والخدمات الذكية في كافة القطاعات.

قدرات ابتكارية

شريفة الحارثية[/caption]

وتعلّق الدكتورة شريفة الحارثية عن القدرات الابتكارية الوطنية بالقول: أما ما يتعلق بتمكين الروابط بين التطبيقات الرقمية وأنشطة الابتكار من أجل تطوير الخدمات والمنتجات المبتكرة فقد أظهرت الأيام القليلة الماضية قدرة الشباب العماني والكوادر الوطنية على ابتكار وتطوير عدد من التطبيقات الرقمية في عدة مجالات خاصة في الأزمة العالمية التي يمر بها العالم جراء تداعيات فيروس كورونا (كوفيد-19)، وكيفية مواجهة هذه الأزمة من خلال تسخير التقنية والابتكار، بالتعاون بين الصندوق العماني للتكنولوجيا، والمؤسسات ذات العلاقة بتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، فقد تم إطلاق عدد من التطبيقات والابتكارات كما يلي:

تطبيق دختر dakhterclinic هو تطبيق أطلقه الأطباء العمانيون حيث يقدم استشارات طبية تخصصية من أطباء متخصصين عن بعد للحالات الطارئة.

منصة وريد Wareedco لتوصيل الأدوية لكبار السن إلى المنازل لتجنب العدوى بـ(كوفيد-19)، المنصة الذكية بحار behar_market والمنصة الذكية أثمار Athmar مع وزارة الزراعة والثروة السمكية وبلدية مسقط لتحويل الشراء بسوق الأسماك المركزي لكافة المزايدات عن بعد عبر المنصة لتقيل مخاطر الازدحام، المنصة الذكية fastmovers للشحانات المبردة لنقل الأسماك والخضروات من الأسواق المركزية تجنبا للازدحام

منصة التعليم عن بعد أسهل easy لتقديم خدمات التعليم عن بعد.

تطبيق التواصل المرئي للاجتماعات عن بعد (اجتماعاتي) Igtimaati استخدام الطائرات ذاتية القيادة (درونز) لتعقيم الأحياء والمدن والقرى العماني من قبل بلدية مسقط

استخدام الطائرات ذاتية القيادة (درونز) للتقصي الشامل وفحص دراجات الحرارة عن بعد للأشخاص المشتبه بإصابتهم بـ(كوفيد-19).

واستطاع مجلس البحث العلمي والمتمثل في مجمع الابتكار مسقط، ومركز صناع عمان الذي يعتبر الأول من نوعه في السلطنة، وبدعم من الهيئة العامة للتخصيص والشراكة عن تمكين عدد من الشباب العماني من تطوير قناع الغوص لاستخدامه كقناع للتنفس الصناعي باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد حيث تم تجريبه مع المختصين في المستشفى السلطاني وأثبت نجاحه، وتصنيع القناع الواقي للطاقم الطبي باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، وتصنيع مقبض شخصي لفتح الأبواب باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، كما طور المركز جهاز تنفس صناعي إلكتروني عن طريق محاكاة أجهزة التنفس المعتمدة طبيا لدعم الطاقم الطبي أثناء هذه الجائحة، كما أطلقت منصة المدن الذكية التابعة لمجلس البحث العلمي وبالشراكة مع المجلس الأعلى للتخطيط، وبلدية مسقط والجهات الأخرى ذات العلاقة، مسابقة للشباب العماني لإيجاد حلول ذكية لمواجهة تداعيات (كوفيد-19) حيث توجت ثلاثة تطبيقات فاعلة (إصحاح، عمان تواجه كورونا، خلونا نهجع) وجميعها تقدم خدمات إلكترونية ابتكارية لمواجهة (كوفيد-19)، كما قدم برنامج الشبكة الوطنية لنقل التكنولوجيا التابع لمجلس البحث العلمي الدعم والفني والمادي لعدد من مؤسسات التعليم العالي لتأسيس مكاتب نقل التقانة وتحفيز الطلاب والباحثين الأكاديميين وتقديم الدعم والتسهيلات ضمن إجراءات طلب تسجيل براءات اختراع لأفكارهم وإنتاجهم الفكري والمعرفي.

وحول الجهود المؤسسية الأخرى تقول الدكتورة شريفة الحارثية: أنشأت وزارة القوى العاملة وحدة للابتكار تهدف لتأسيس علاقة تكاملية بين الجهات الداعمة للابتكار داخل والوزارة.

كما أطلقت الوزارة جائزة وزارة القوى العاملة للابتكار تحت شعار (الابتكار شراكة واستدامة)، كما نظمت مسابقة هاكاثون البيانات المفتوحة تحت شعار (بالبيانات نبتكر) لتوليد مزيد من الأفكار القابلة للتسويق وتأسيس شركات ناشئة، كما تعكف وزارة التجارة والصناعة من أجل تمكين منظومة الملكية الفكرية على وضع استراتيجية وطنية شاملة لتطوير منظومة الملكية الفكرية المعززة بالخدمات الإلكترونية الذكية وتقديم الدعم للطلاب، وذلك بإصدار قرار يخفض رسوم طلب تسجيل براءات الاختراع بنسبة 90% للطلاب مما يحفز الشباب على الإقدام بتسجيل براءات اختراعاتهم كما سيعزز مؤشرات مخرجات الابتكار للسلطنة في التقارير الدولية.

وفيما يتعلق بتعزيز منظومة الابتكار من خلال استثمار البنية الأساسية عالية الجودة للسلطنة، فقد شهدت المنظومة اللوجستية العمانية والتي كشفت عن الإمكانيات الكبيرة للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به السلطنة في إحداث نقلة نوعية من خلال مجموعة أسياد المتكاملة عبر تسخير منظومة الموانئ والمطارات وشبكة الطرق عالمية الجوة وتحقيق تقدم في أداء المنظومة في التقارير الدولية، مما يجعل السلطنة محورًا لوجستيًا عالميًا من خلال التواصل المباشر مع 40 دولة حول العالم.

تمكين الشركات الناشئة

وشهد قطاع تمكين الشركات الناشئة تقدما ملحوظا فقد حققت السلطنة فيما يتعلق بتعزيز الإجراءات لتمكين الشركات الناشئة، ازديادا مستمرا من خلال عدد الشركات الناشئة وخاصة في مجال التقنية الرقمية عبر تأسيس عدد من الشركات الناشئة في مجال تطوير التطبيقات الرقمية، سواء من خلال منصة المدن الذكية، أو من خلال برنامج تحويل مشروعات التخرج في مجالات الثورة الصناعية الرابعة لشركات ناشئة أو من خلال الشركات الناشئة في القطاع الزراعي والسمكي على سبيل المثال شركة إنتاج ماء الورد العماني، وشركات استخدام الطائرات ذاتية القيادة لتلقيح أشجار النخيل في مشروع مليون نخلة، بالتعاون بين وزارة الزراعة والثروة السمكية وصناديق الدعم، وريادة، بالإضافة إلى الشركات الناشئة المبنية على المعرفة والابتكار مثل شركة انتوتك، ومصنع الابتكار، وغيرها كما تم تأسيس عدد من المبادرات للربط بين القطاع الصناعي والقطاع الأكاديمي منها مركز الابتكار الصناعي، و(إيجاد) التي تم تأسيسها بالشراكة بين مجلس البحث العلمي ووزارة النفط والغاز وشركة تنمية نفط عمان، والتي ربطت أكثر من 45 مؤسسة من شركات القطاع الخاص والجامعات ومؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة من أجل الوصول لحلول علمية وبحثية فاعلة للتحديات التي يواجهها القطاع الخاص.

كما أن صناديق الدعم لتمويل الشركات الناشئة ومنها الصندوق العماني للتكنولوجيا، وشركة تنمية الابتكار (ابتكار) والتي تعتبر من صناديق الرأسمال الجريء المقدم من حكومة السلطنة لدعم مشروعات الشباب في المجال التقنية والابتكار قد ساهم في رفع مؤشر السلطنة لتكون الرابع إقليميا.

ويعتبر الصندوق العماني للتكنولوجيا الأول إقليميا في استثمارات الرأسمال الجريء، الأمر الذي يوضح أن متخذي القرار أصبحوا أكثر إيمانا بأهمية الاستثمار في الابتكار ودعم رواد الأعمال المنتجين للحلول التقنية المبتكرة بالإضافة إلى صناديق القطاع الخاص مثل صندوق phase Ventures ذات الاستثمارات الوطنية والعالمية في مجال الطاقة.

وتختتم الدكتورة شريفة بنت حمود الحارثية، مديرة مشروع الاستراتيجية الوطنية للابتكار بمجلس البحث العلمي بالقول: إن ما تقدم من مبادرات وبرامج وتشريعات يؤكد اكتمال المنظومة الوطنية للابتكار والتي نناشد كافة المؤسسات والجهات ذات العلاقة بأهمية أن تترجم هذه الجهود في تعزيز موقع السلطنة في خارطة العالم للابتكار والتنافسية من خلال ربطها بالمؤشرات الدولية ذات العلاقة والتي أصبحت جزءًا من رؤية عمان 2040 من أجل تحقيق طموحات الإنسان العماني لاستمرار مسيرة وحضارة عمان العظيمة، ونؤكد أنه عندما تتشارك الإرادة السياسية، مع الفاعلين في المنظومة الوطنية للابتكار الرؤية والطموحات ذاتها حتمًا تكون النتائج والمخرجات عظيمة وتلبي أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.