FILES-US-HEALTH-VIRUS-ECONOMY-UNEMPLOYMENT
FILES-US-HEALTH-VIRUS-ECONOMY-UNEMPLOYMENT
الاقتصادية

الاحتياطي الأمريكي: النشاط الاقتصادي "يتقلص بشكل حاد ومفاجئ"

16 أبريل 2020
16 أبريل 2020

واشنطن -  (أ ف ب): بدأ حجم الكارثة الاقتصادية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة يظهر مع تعاقب المؤشرات المقلقة التي تفيد عن تراجع النشاط وتدني عائدات الشركات في أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وتعثر الاستهلاك الذي يشكل محرك النمو الأميركي منذ مارس، مع بدء انتشار وباء كوفيد-19 في الولايات المتحدة ودعوة السكان تدريجيا إلى لزوم منازلهم سعيا لاحتوائه.

وأعلنت وزارة التجارة الأربعاء تراجع مبيعات التجزئة بنسبة 8,7% عن فبراير.

وهبطت مبيعات محلات الملابس واللوازم إلى النصف، في وقت بات قسم كبير من الناس يعملون في منازلهم وأغلق العديد من المتاجر.

كما طالت الأزمة المطاعم والحانات التي اضطر العديد منها إلى إغلاق أبوابه في شهر مارس، فتراجعت عائداتها بنسبة 26,5%.

أما متاجر الأغذية والمشروبات التي واصلت العمل لاعتبارها أساسية، فازدادت مبيعاتها بنسبة 26,5%.

من جهته ذكر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تقرير الأربعاء أن النشاط الاقتصادي الأمريكي "تقلص بشكل حاد ومفاجئ" نتيجة تدابير الحجر المنزلي.

والقطاعات الأكثر تضررا هي قطاعات الترفيه والفنادق فضلا عن البيع بالتجزئة (باستثناء المنتجات الأساسية)، وفق الدراسة التي أجريت لدى شركات أميركية تم استطلاعها قبل 6 أبريل.

وأورد البنك المركزي الأمريكي أن الشركات "تتوقع بمعظمها تدهور الأوضاع خلال الأشهر القادمة".

مصانع مغلقة

حذر كبير الخبراء الاقتصاديين في الاتحاد الوطني لبيع التجزئة جاك كلاينهنز من أنه "حتى إذا عاود الاقتصاد العمل في مايو، فإن المستهلكين سيحتاجون إلى وقت لتكييف سلوكهم. طريق معاودة النشاط قد يكون طويلا وبطيئا".

ويتوقع المحللون في معهد "أوكسفورد إيكونوميكس" أن يتراجع إنفاق العائلات في الفصل الثاني من السنة بمرتين عما كان عليه في الربع ذاته من العام الماضي، في حين يمثل استهلاك الأسر 70% من إجمالي الناتج الداخلي الأمريكي.

المصانع أيضا أغلقت تدريجيا أو بطّأت وتيرة عملها الشهر الماضي، وتراجع الإنتاج الصناعي بنسبة 5,4% عن مستوى فبراير، بحسب بيانات الاحتياطي الفدرالي.

وأوضح الاحتياطي الفدرالي في تقريره أن هذا أكبر تراجع يسجل منذ يناير 1946، مشيرا إلى أن "معظم الصناعات الكبرى سجلت تراجعا، وأكبر تراجع يتعلق بالسيارات وقطعها".

وفي منطقة نيويورك، بؤرة الوباء في الولايات المتحدة، تراجع النشاط الصناعي في مطلع أبريل إلى أدنى مستوياته التاريخية، بحسب ما أعلن فرع الاحتياطي الفدرالي في نيويورك الأربعاء.

البطالة في ارتفاع

تزداد البطالة بشكل متواصل في الولايات المتحدة منذ منتصف مارس ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

فبعدما كان سوق العمل يسجل أفضل مؤشرات منذ خمسين عاما، انهار في ثلاثة أسابيع فقط مع بلوغ عدد العاطلين عن العمل 22 مليونا الخميس بزيادة 5,2 مليون عن الأسبوع السابق، وهؤلاء جميعهم تقدموا بطلبات للحصول على إعانة بطالة.

وتوقع الاحتياطي الفيدرالي في تقريره أن تواصل البطالة ارتفاعها.

والوضع سيء في جميع المناطق وتلجأ الشركات إلى تدابير "تسريح موقت" ومنح عطل، وهي تأمل العودة إلى ظروف طبيعية حين يُستأنف النشاط.

وحذرت المصارف الأميركية الكبرى من أنها تتوقع تخلف أعداد من الأشخاص والشركات عن سداد أقساط قروض.

ومن المفترض أن تساعد خطة المساعدة الفدرالية الضخمة البالغة قيمتها 2200 مليار دولار، الاقتصاد الأول في العالم على تخطي هذه الأزمة غير المسبوقة.

وبدأت الأسر بتلقي شيكات من الحكومة بقيمة 3400 دولار مثلا لعائلة من بالغين وولدين.

كما وضعت سيولة على شكل قروض في تصرف الشركات ولا سيما المتوسطة والصغرى من خلال عدة آليات، حتى تتمكن من الاستمرار في دفع رواتب موظفيها وتتفادى تسريحهم.

ولكن "إدارة شركات الأعمال الصغيرة" التي توفر قروضاً للشركات الصغيرة التي تضررت من الإغلاق، قالت الخميس إن الأموال نفدت بسبب الطلب الهائل.

وقالت الهيئة التي كلفت بإدارة البرنامج الذي تبلغ قيمته 349 مليار دولار، على موقعها على الإنترنت إنها غير قادرة على قبول طلبات جديدة "بناء على التمويل المتوفر"، في حين يخوض المشرعون في الكونجرس جدلاً حول الجولة التالية من إجراءات التحفيز.

وتخطّت وفيات كوفيد-19 في الولايات المتّحدة 30 ألفا الخميس، وفق تعداد لجامعة جونز هوبكنز. وبحسب الجامعة توفي بالوباء 30990 شخصا في الولايات المتحدة منذ بدء الجائحة.

والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تسجيلا للوفيات بكوفيد-19 أمام إيطاليا (21645 وفاة) وإسبانيا (19130 وفاة) وفرنسا (17167 وفاة).