CHINA-NINGXIA-CURED PATIENT-PLASMA DONATION (CN)
CHINA-NINGXIA-CURED PATIENT-PLASMA DONATION (CN)
آخر الأخبار

"البلازما المناعية" هل تنقذ العالم من فيروس كورونا المستجد؟

16 أبريل 2020
16 أبريل 2020

السلطنة أقرت العلاج وجار استقبال التبرعات

 

 

كتب ـ عاصم الشيدي

مسقط 16 ابريل/ يبحث العالم اليوم عن بصيص أمل داخل نفق وباء كورونا المستجد "كوفيد19" عله يتمسك به لانتشال البشرية من حالة الفناء الجماعي الذي تتعرض له بعد وصول عدد الوفيات إلى أكثر من 137 ألف وفاة وأكثر من مليوني إصابة خلال أقل من أربعة أشهر على بدء أول إصابة بالفيروس، فيما تشير المنحنيات الوبائية للفيروس إلى أعداد كبيرة متوقعة خلال الفترة القادمة.

ووسط هذا النفق ظهر بصيص أمل في طريقة علاج "مبشرة" قد تساهم في التقليل من خسائر الجائحة وتشغل المؤسسات الصحية الآن في العالم وهي طريقة علاج قديمة جديدة تعرف بـ"البلازما المناعية" وتتم عبر استخراج البلازما من دم مصابين سابقين تم شفاؤهم من مرض كوفيد19وحقن البلازما المستخرجة في دم مرضى كورونا الموجودين في العناية المركزة.

وبدأ المستشفى السلطاني قبل يومين في تجربة هذا العلاج لمريض أكمل أربعة أسابيع في العناية المركزة دون أن تظهر عليه علامات تحسن. ومن المنتظر أن تظهر نتائج هذا العلاج على هذا المريض خلال سبعة أيام قادمة وفق الدراسات العالمية القليلة في هذا الصدد.

د. مهنا المصلحي[/caption]

يقول الدكتور مهنا بن ناصر المصلحي استشاري أول أمراض الدم والمدير العام المساعد بالمستشفى السلطاني بدأنا تجربة العلاج وجربناه على أول مريض، ولكن علينا أن نأخذ الموضوع بحذر كبير. مشيرا أن الدراسات التي نصحت باستخدام هذا النوع من العلاج كانت تشير إلى استخدامه في أول أسبوعين من المرض، والنتائج تظهر بعد 7 أيام، لكن في السلطنة نظرا لتأخر ظهور الإصابات لم تكن لدينا هذه البلازما، ولذلك فور الحصول عليها جربناها مع مريض أجنبي يبلغ من العمر 72 سنة تقريبا وأكمل أكثر من 4 أسابيع في المستشفى دون تحسن ملحوظ.

ويؤكد الدكتور المصلحي أن التأخر في إعطاء البلازما للمريض المذكور يجعلنا لا نبالغ في سقف التوقعات، ولكن كان الأمر أحد الخيارات المطروحة وسننتظر النتائج خلال سبعة أيام قادمة.

وحول ما إذا كان لهذه الطريقة العلاجية مخاطر قال المصلحي: لا يوجد في الطب شيء بدون مخاطر، ولكن مخاطر هذا العلاج محدودة جدا، وهي مثل أي مخاطر يمكن أن تنتج عن نقل الدم من شخص لآخر.

وأشار المصلحي إلى استبعاد النساء من التبرع بالبلازما المناعية وقصرها على الرجال حتى لا تنتقل المضادات الموجودة عند النساء وتتسبب في أعراض تنفسية خطيرة عند المنقول له "البلازما المناعية" من مرضى كورونا.

ويتحدث المصلحي حول الفئة التي يمكنها التبرع بالبلازما بالقول عن لا بد أن يكون شخصا قد أصيب بفيروس كورونا ومرّ على شفائه أربعة عشر يوما، ويخضع لفحص "بي سي أر" ويكون رجلا عمره بين 18ـ60 سنة ولا يعاني من أمراض خطيرة أو مزمنة.

وتطبق عليه الفحوصات التي تطبق على أي متبرع بالدم في الأيام العادية.

ولا يرى الدكتور المصلحي في هذه العملية أنها قادرة على أن تطلق رصاصة الرحمة على فيروس كورونا معللا الأمر بأن المعطيات المتوفرة ليست كبيرة ولكنها تدل على أنه يمكن أن يكون "مفيدا" ولكن ما زلنا بحاجة إلى معلومات أكثر. مؤكدا في الوقت نفسه أن هذا العلاج معتمد من قبل وكالة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" لكن هذه الوكالة أوصت باستخدامه لعلاج حالات العناية المركزة، أما استخدامه مع بقية المرضى فيكون فقط ضمن الدراسات العلمية. مشيرا أن السلطنة تستخدمه رغم عدم وجود دراسات قوية حوله بسبب أنه ليس مضرا ولأننا في جائحة كبيرة تنتشر بسرعة وانتظار الدراسات في مثل هذه الظروف قد يفوت علينا بعض الفرص التي لا مخاطر لها.

وقال الدكتور المصلحي: إن المؤشرات المؤكدة الآن تؤكد أن فيروس كورونا يسبب تجلطات داخل الصدر، وكان أحد المرضى الأجانب الذين توفوا في السلطنة قد أصيب بجلطة قبل إدخاله للعناية المركزة، ولذلك تستخدم المستشفيات الآن مسيلات الدم للمرضى المنومين وفق بروتوكولات هيئة الخدمات الصحية البريطانية "NHS "

وفي هذا السياق علمت "عمان" أن وزارة الصحة تعمل الآن على شراء جهاز متطور جدا لقياس تركيز المضادات الحيوية في البلازما قبل إعطائها للمرضى.

 

د. زينب العريمية[/caption]

من جانبها أكدت الدكتورة زينب بنت سالم ال فنه العريمي مديرة دائرة خدمات بنوك الدم على أن لا علاج محدد وفعال حتى الآن لمرضى "كوفيد19" والمضاعفات المصاحبة له وتسعى كل الدول لإيجاد علاج لهذه الجائحة العالمية.

مشيرة أن البلازما المناعية "علاج ليس جديدا وقد تم استخدامه لعلاج العديد من الأوبئة سابقا كوباء سارس واثبت فعاليته بعلاج بعض تلك الأوبئة".

وتضيف العريمية أن فكرة العلاج بالبلازما المناعية تقوم على أن البلازما في الشخص المتعافي تحتوي على أجسام مضادة ضد الفيروس والتي قد تسهم بدعم مناعة المصابين من أصحاب الحالات الحرجة".

وقالت آل فنة العريمي "تم نشر بعض الدراسات المتعلقة باستخدام "البلازما المناعية" لعلاج مرضى "كوفيد١٩" في منتصف مارس الماضي وهي دراسات قليلة ولكنها مبشرة.. وتبعتها عدة توصيات من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية باعتماده كعلاج طارئ أو ضمن أبحاث سريرية لإثبات فعاليته للمرضى وتم وضع التنظيمات والمعايير الأساسية لتطبيقه ببنوك الدم الأمريكية".

وبعد ظهور هذه الدراسات المبشرة عالميا أوصى معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة بتشكيل فريق بقيادة الدكتورة فريال اللواتي من المستشفى السلطاني وبممثلين من مستشفى جامعة السلطان قابوس ودائرة خدمات بنوك الدم والمستشفى العسكري لدراسة إمكانية تطبيق هذا العلاج بالسلطنة، وتم وضع البروتوكول للبدء بتطبيقه، وتم فعلا وضع البروتوكول وفي وقت وجيز جدا".

وحول آلية اختيار المتبرعين تقول العريمية "يتم اختيار المتبرعين بناء على الأسس العالمية المتبعة لاختيار المتبرع بالإضافة إلى ذلك لا بد من التأكد أن قد تعافى نهائيا من مرضه بفيروس "كوفيد ١٩" عبر الفحص الجيني، وبعد إكماله ١٤ يوما من خلوه من أعراض المرض. كما يتم التأكد كذلك بالفحص من نسبه الهيموجلوبين وخلوه من الأمراض المعدية وتحديد فصيلة الدم قبل البدء بعملية التجميع للبلازما.

وحول عملية تجميع البلازما تقول الدكتورة العريمية "عمليه التجميع تتم ببنك الدم المركزي باستخدام جهاز الفصل حيث يتم أخذ البلازما فقط وإرجاع باقي مكونات الدم لجسم المتبرع وتتم عملية التبرع في زمن قدره "٤٠ إلى ٦٠ دقيقة".

وتشرح العريمية العملية أكثر بالقول: إن تبرع شخص واحد بالبلازما يستخدم لعلاج ثلاث حالات.. ويتم تخزين البلازما مجمدة إلى أن يتم طلبها عن طريق المستشفى لعلاج حالة معينة، وهي تستخدم لعلاج الحالات الحرجة الموجودة في العناية المركزة.

وتشير العريمية إلى أن المركز استطاع تجميع خلايا البلازما حتى الآن من شخصين فقط، ما يعني القدرة على علاج 6 حالات فقط بتقنية البلازما المناعية. لكن العريمية تقول إنه جاري التواصل مع المتبرعين من الذين شفوا من المرض للتأكد من استيفائهم لشروط التبرع وتحديد مواعيد للمتبرعين للفحوصات ولعملية التبرع.

وتؤكد العريمية إلى الحاجة إلى جميع فصائل الدم للتبرع بالبلازما حيث إن البلازما يجب أن تكون مطابقة لفصيلة دم المريض ما عدا المتبرعين من فصيلة AB حيث يمكنهم التبرع بالبلازما لجميع الفصائل الأخرى.

سيكون أمام العالم أن ينتظر ويراقب ما إذا كانت البلازما ستستطيع أن تطلق رصاصة الرحمة على هذا الفيروس الذي غزا جميع دول العالم.