"مدائن" تكثف جهودها للحد من انتشار "كورونا" في المدن الصناعية

تواصل المؤسسة العامة للمناطق الصناعية - مدائن- وبالتنسيق مع عدد من الجهات ذات الاختصاص- جهودها المكثّفة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) والحد من آثاره في بيئة الأعمال بمختلف المدن الصناعية، وأوضح المهندس باسم بن بيربخش الزدجالي، كبير أخصائيّ الأمن والسلامة والصحة البيئية في " مدائن "، أن المؤسسة بدأت إجراءاتها للتصدي لهذه الجائحة منذ اكتشاف الفيروس في شهر ديسمبر 2019 بمدينة ووهان وسط جمهورية الصين الشعبية، وذلك عبر إشعار المجتمع الصناعي وتعريفه بالمرض عبر مختلف القنوات، وإيجاد غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة كل ما يتعلق بتداعيات الفيروس.

وقامت "مدائن" بتشكيل فريق من مختلف التخصصات لبحث تداعيات فيروس كورونا المستجد على مختلف الأصعدة داخل المدن الصناعية بصورة خاصة والقطاع الصناعي في السلطنة بصورة عامة، وعلى إثر ذلك تم تفعيل دور فريق الأمن والسلامة والصحة البيئية الذي تم تشكيله عام 2019 ومضاعفة العمل فيه، وبث الرسائل التوعوية والمواد المرئية بصورة مرئية عن طريق مختلف الوسائل المتاحة ميدانياً وافتراضياً، كما قامت "مدائن" بإعداد خطة احترازية ومتابعة تفعيلها من خلال الزيارات الميدانية للمنشآت الصناعية ورصد أي تجاوزات والتعامل معها بهدف تصحيح الممارسات والسلوكيات وإلزام المصانع بتوفير كافة أدوات الوقاية الشخصية للعاملين في بيئة العمل كتوفير معقم كحولي للأيدي في مواقع الإنتاج وتغيير القفازات بصفة مستمرة والتقيد بالنظافة الشخصية ومراجعة مراحل الخطورة المحتملة أثناء التصنيع وطرق الحفظ السليمة.

وأضاف الزدجالي: يعمل فريق الأمن والسلامة والصحة البيئية في "مدائن" يومياً على إجراء تدريبات عملية للمسؤولين عن الصحة والسلامة المهنية بالمنشآت الصناعية وتعريفهم بالإجراءات الوقائية وكيفية التعامل مع حالات الاشتباه أو الإصابة بالمرض في بيئة العمل وبين العاملين في جميع المدن الصناعية بالإضافة إلى المنطقة الحرة بالمزيونة وواحة المعرفة مسقط، بالإضافة إلى ذلك، يقوم الفريق بالتفتيش الصحي على المنشآت ذات الصلة بالصحة العامة بهدف التأكد من التزامها بالإجراءات الاحترازية والوقائية المبذولة للحد من انتشار فيروس كورونا والتأكد من اتباع العمال بالممارسات الصحية السليمة في بيئة العمل، علاوة على التأكد من التزام الشركات والمصانع بالتعليمات والإجراءات الاحترازية التي قامت "مدائن" بتعميمها بعدة لغات بين المستثمرين وأصحاب الأعمال والعاملين، والتي تتمثل في التعقيم المستمر لجميع مرافق المصنع بما في ذلك سكنات العمال، وأيضا التقليل قدر الإمكان من الاختلاط بين العاملين أثناء فترة العمل ومراعاة التباعد في الاستراحات وأماكن تناول الطعام بالمصنع والسكن وعدم تواجدهم بمجموعات كبيرة في مكان واحد، وأن تكون مجموعات العمل ثابتة بحيث لا يسمح بانتقال الأعضاء من مجموعة إلى أخرى، وكذلك منع اختلاط الموظفين مع أي شخص خارج بيئة العمل نهائياً، وضرورة تقليص عدد العاملين بالمصنع من خلال التناوب فيما بينهم أو إعفاء العامل من العمل في حالة عدم الضرورة واستدعائهم متى ما تطلب الأمر وتطبيق سياسة العمل عن بعد، وتوجيه العاملين بضرورة تجنب ملامسة الأسطح وغسل الأيدي باستمرار بالماء والصابون.

وقد لمس المختصون في "مدائن" تجاوباً من المستثمرين وأصحاب الأعمال واهتماما ملحوظاً من قبل المسؤولين في الشركات والمصانع للمساهمة في التصدي لهذه الجائحة. وختم باسم الزدجالي حديثه قائلاً : مدائن مستمرة في تنفيذ برنامج الزيارات بشكل يومي على مستوى جميع المدن الصناعية والتنسيق فيما بين الكوادر الفنية بهدف تعزيز منظومة الصحة والسلامة في المصانع والشركات وإطلاعهم على الملاحظات وآلية رصدها واتخاذ الإجراءات حيال المخالفين بالإضافة إلى إعطاء قرارات اللجنة العليا أهمية بالغة كون بيئة العمل في المدن الصناعية مرتبطة بالعمال، والعمل على توعيتهم وتدريبهم على طرق الوقاية من الأمراض سواء المرتبطة بالغذاء أو الإجراءات الوقائية التي يجب الالتزام بها، ومن خلال الرصد الميداني، فقد تلاحظ -ولله الحمد- وبالمراقبة المستمرة لم يتم رصد حالات اشتباه أو إصابة، حيث تمكن المختصون في وقت مبكر حين ظهر المرض بالسلطنة من إجراء حصر لجميع العاملين بالمنشآت الصناعية سواء العمانيين أو الوافدين من لديهم ارتباط مباشر بالسفر خارج السلطنة وإلزام المنشآت بعدم استدعائهم إلا بعد الانتهاء من الحجر الصحي المنزلي وتكثيف الزيارات لمواقع السكن للعمال للتأكد من عدم وجود التجمعات وخروج في الأماكن العامة بالتنسيق مع الجهات المختصة.