11222
11222
آخر الأخبار

رئيسة وحدة كبار السن بمستشفى المسرة: الاعتناء بنفسية المسن تشكل أولوية في زمن الجائحة

13 أبريل 2020
13 أبريل 2020

يمر العالم بجائحة لا تستثني فئة أو عمرا أو جنسا، يصاب به الجميع بدرجات متفاوتة، فيروس كورونا (كوفيد ١٩) نشر الذعر والخوف مع الحذر، فقد كان معظم ضحاياه هم كبار السن، لتأتي نشرات الأخبار والتوعية على وقع من تجاوز الستين عاما مضرجة بالقلق (إنه يفتك بكبار العمر) جملة تكفي لإحداث اضطراب تام في نفسيات هؤلاء المسنين، ولأن كبار السن هم ركيزة المجتمع وأحد أهم أعمدة التوازن في النسيج المجتمعي فقد أولتهم السلطنة ممثلة بوزارة الصحة اهتماما بارزا، حيث يتواجد في مستشفى المسرة قسم يعنى بالصحة النفسية لكبار السن، وللتعرف عن كثب على الجهود المبذولة من قبل المختصين وفي لقاء لنا معها:

أشارت الدكتورة صالحة بنت علي الجديدية، استشارية طب نفسي وصحة المسنين، رئيسة وحدة كبار السن بمستشفى المسرة إلى أن المستشفى يمضي وفق برنامج وآليات خصصت للتعامل مع المسن في وقت الأزمات والأوبئة كوباء فيروس (كوفيد ١٩) كون حيث إن هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية وبنسبة تبلغ حوالي ٢٠٪ عن باقي الفئات حسب بيانات منظمة الصحة العالمية.

ولوحظ أن أكثر الاضطرابات انتشارًا لدى المسنين هي الاكتئاب وضعف القدرات الإدراكية والمعرفية (الزهايمر) والقلق وهذه النسبة تزداد في أزمات الأوبئة كفيروس كورونا المستجد وذلك نتيجة التهويل مما يؤدي إلى تزايد معدلات الهلع والذعر لدى المسن.

وحول آليات التعامل مع حالات الهلع والقلق نتيجة الخوف من فيروس كورونا تقول الجديدية: يتم التعامل مع تلك الحالات باستخدام العلاجات السلوكية والعلاج الداعم (الدعم النفسي) للمسن، حيث يتم تثقيف الأسرة ومقدمي الرعاية حول العوامل المساهمة والمؤدية للحالة، وطرق الوقاية منها وقد يحتاج بعضها إلى العلاجات الدوائية الموقتة والدعم النفسي من المختصين.

وتضيف الدكتورة صالحة: إن عنصر الوقاية خير من العلاج، ومن أساسيات الوقاية من الاضطرابات التي قد تحدث نتيجة انتشار الفيروس برفع حيز الوعي عند القائمين على رعاية المسنين، حيث من المهم مراعاة الجانب النفسي للمريض بطمأنته قدر الإمكان أثناء الجائحة وعدم التهويل وتوعيته بالمعلومات المبسطة وحثه على الاحتفاظ باللياقة الصحية، بتناول الغذاء الصحي وكمية كافية من الماء واستمرار التواصل الاجتماعي معه عن طريق وسائل الاتصال المعروفة حاليا.

وحول ما إذا كانت هناك علاقة بين اضطراب الحالة النفسية للمسن وإصابته بالفيروس أفادت الجديدية أن الدراسات قد أثبتت بأن ٨٠٪؜ من المسنين على الأقل يعانون من الأمراض المزمنة (كالسكري والضغط) و٦٨٪؜ منهم قد يعانون من أكثر من مرض مما يؤدي إلى زيادة عملية الالتهاب الذاتي في الجسم وبالتالي نقص المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بفيروس (كوفيد ١٩) ومع نقص المناعة يزداد التوتر لدى المسن وبالتالي تزيد نسبة الإصابة بالاضطراب النفسي.

وتضيف الدكتورة الجديدية: إن هناك برامج خاصة وضعت لمتابعة المريض والوقوف على المشكلات التي قد يتعرض لها وذلك بالاتصال المباشر به أو بأهله مع تواجد أطباء على مدار الساعة في حالة الطوارئ للمرضى، كما تم وضع برامج الدعم النفسي وحاليا في صدد تنفيذ برنامج العلاج عن بعد (tele-Psychitry).

وقالت: في حالة الاستقرار الصحي للمريض نعمل على الحرص بعدم تعريضه لأي إصابة بالفيروس المستجد حيث يتم صرف الأدوية بطريقة يراعى فيها سلامة المرضى والعاملين الصحيين، بالتنسيق مع عائلته لاستلام الأدوية من قبل شخص لا يعاني من أي أمراض تنفسية، أما إذا استدعت الحالة الحضور فيراعى سرعة فحصه مع اتخاذ جميع تدبير السلامة علما أن إدارة المستشفى تمضي في التعامل مع الجائحة وفقًا للآلية المدرجة في إدارة الأزمات والطوارئ جنبًا إلى جنب مع المعنين وتم إدراج الإجراءات الوقائية للعامين الصحيين والمرضى حسب تطور انتشار جائحة (كوفيد ١٩).