oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

جهود وطنية وروح إنسانية

11 أبريل 2020
11 أبريل 2020

لا يحتاج أحد للتأكيد على الاهتمام السامي الذي تلقاه الرعاية الصحية والعناية بالإنسان ووضعه الصحي وسلامته في الدولة، منذ بواكير النهضة العمانية المباركة وإلى اليوم.

فمنذ فجر السبعينات بدأت السلطنة مسيرة نهضتها الحديثة في كافة مجالات الحياة الإنسانية، تلك المسيرة التي تتواصل اليوم بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وهو يولي الرعاية السامية والاهتمام الكبير بسلامة الجميع على هذه الأرض الطيبة من مواطنين ومقيمين.

معلوم أن الظروف التي يمر بها العالم اليوم من جائحة كورونا، قد ساهمت إلى حد كبير في تقريب المشاعر الإنسانية وجعلت الناس يتوحدون حول المعنى الإنساني، وهو ذلك الأساس الذي لا يحتاج إلى تأكيد في سياسة السلطنة التي طالما تعززت بهذا المعنى وقامت عليه منذ البدايات، حيث عرفت بأرض السلام والمحبة والإخاء بين الجميع، فكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة ويعمل لأجل عُمان يكون له الاحترام والتقدير كما أكد جلالة السلطان في خطابه السامي في 23 فبراير الماضي.

ولعل التوجيهات بالفحص والعلاج المجاني للمقيمين على أرض السلطنة في إطار هذه الجائحة العالمية، يصب في إطار تعزيز المعاني التي ذكرناها من تأكيد التشارك الإنساني ومعدن المجتمع العماني وقيادته وحكومته تلك الأصالة والروح الرفيعة.

لقد أكد معالي وزير الصحة على متابعة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- للوضع الصحي في السلطنة بشكل عام ولجائحة كورونا كوفيد ١٩ بشكل خاص، وهو دليل واضح على مدى الاهتمام الذي يوليه جلالته للقطاع الصحي، كما قال معالي الوزير في المؤتمر الصحفي للجنة العليا الخميس الماضي.

ولابد من التنويه هنا بأن موضوع المسألة الصحية هو جزء من الإطار الكلي والشامل للنظر في وضع هذه الجائحة التي لها أكثر من بعد اقتصادي واجتماعي وثقافي الخ.. وهي الأمور التي توضع في الاعتبار بتأكيد المسؤولين، حيث تعمل حكومة السلطنة بقيادة جلالة السلطان وتولي الاهتمام الكبير للأبعاد الاقتصادية والاستهلاكية وكافة الظروف التي تضمن العبور بسلام وأقل الخسائر من هذا الوباء العالمي.

إننا نشهد اليوم هذا التكاتف الإنساني الرائع والتلاحم الاجتماعي وبين كافة الفئات في سبيل كبح هذا المرض للخروج من دائرة الخطر وتسطيح المنحني، حيث كل يقوم بدوره المؤكد من خلال الالتزام والتقيد التام بالإرشادات والتعليمات وقبل ذلك القرارات التي تصدرها اللجنة العليا.

ولن ننسى بالطبع الأدوار الكبيرة والمهمة للقطاعات الطبية والجهات العسكرية والأمنية وكل أفراد المجتمع المثابرين والعاملين في حقول قد لا يراها الجميع، وحيث الكل جنود في هذه المعركة ضد وباء الكورونا الذي استنفر الجهود الوطنية والمجتمع الدولي.

إن الأيام المقبلة تتطلب منّا المزيد من التقيد بالإرشادات والتعليمات في سبيل الوصول إلى وضعية أفضل بتناقص الإصابات إلى انعدامها، ولا شك أن الجهود المبذولة سوف تجني ثمارها بإذن الله وتوفيقه في سبيل أن يتحقق الكبح التام لهذا المرض.