Screen Shot 2020-04-11 at 2.34.58 PM
Screen Shot 2020-04-11 at 2.34.58 PM
أعمدة

حتى و إن عادوا إليك

11 أبريل 2020
11 أبريل 2020

يسرية آل جميل

مدخل :

أيّ يدٍ أخرى تلمس جرحك..ستُؤلمكَ أكثر

•••••••••

  • حتى وإن عادوا إليك

    لاتنسى كيف رحلوا عنك

    كيف تركوك

    كيف غرسوا خنجراً في ظهرك

    وأحدثوا ثقبا في أيامك

    وشرخاً عميقاً في كرامتك

    لا تنسى نوبات الألم العميق

    ومرارة الأيام حين تشتد و تضيق

    كيف أنهم لم يكونوا بجانبك

    تركوك تموت ألف موتة

    دون أن يشعروا بك

    لا تنسى كيف أنهم آذوك

    قسَوا عليك

    كسروك ..ذبحوك

    فلم يعُد بكَ شيءٌ مُلتَئم

    و بِتَّ تحتاج إعادة بُنيانك من جديد...

  • حتى وإن عادوا إليك

    لاتنسى كيف أنك هُنت عليهم

    سرقوا أيامك وأحلامك

    وأجمل مواويلك

    تركوك تسهر الليالي

    تُعد النجوم وحيداً

    لا تنسى أن وجودك لم يكُن مهماً

    لم تكن تملأ القلب ولا العينين

    لم تكن كافيًا ..لم تكُن كبيراً

    لم تكُن فارقاً كثيراً في حياتهم

    لاتنسى أنهم لم يصونوا الذكريات

    وخانوك..غدروا بك..

    ملأوك حُزنا..

    تركوك ..أتعبوك حتى هلكت

    أفقدوك ذاتك وملذاتك

    لا تنسى كيف مات الحديث

    مات الترقّب

    مات الشغف

    ماتت لهفة الانتظار

    مات القلب المليء بزحمة الأشواق...

  • حتى وإن عادوا إليك

    لاتنسى كيف تجاهلوك

    كيف استكثروا السعادة عليك

    كيف جعلوك تنسى العالم الجميل

    كيف أطفأوا ابتسامتك

    و أعتموا نور عينيك

    كيف أنك أصبحت لاشيء

    اصبحت لا تصلح للحُب من جديد

    أفقدوك حتى قُدرتك على الشعور

    على الغياب..على الحضور

    لا تِحب الاقتراب

    تُجيد جداً الابتعاد

    كيف تراكم كل شيء في قلبك

    فلم تُغمض له عينٌ حتى الآن..

  • حتى وإن عادوا إليك

    لاتنسى كيف خذلوك

    كيف في منتصف الطريق تركوك

    جعلوك بارعاً في الصمت

    تبكي بُسرعة

    بلا مقدمات..بلا مبررات

    تثور لأتفه الأسباب

    صاحب أسوأ ردة فعل

    وأصعب مزاج

    لا تبوح بشيء

    وترغب في الرحيل

    الغياب الأبدي

    إلى مدينةٍ لم يُكسر قلبك في أحد أحيائها

    مدينة ..لا تحمل لهم اسماً

    ولا عطراً

    ولا رسالة

    ولا رائحة ذكرى ...

  • حتى وإن عادوا إليك

    لا تنسى كيف كانت الأيام تمرُ عليك

    وهناً على وهنٍ على وَهنْ

    كيف كنت تحدثهم بقلبك..

    بكامل رغبتك

    كيف أحببتهم..

    بكامل قواك القلبية

    وهم لا يستحقون..

    كيف كان النهارُ موحشاً بدونهم

    والليل قاسياً في غيابهم

    لا تنسى سكيّن الحنين

    و ماذا فعلت بك؟

    لا تنسى الدمع و الآه و الأنين

    وأنك تحتاج لترميم جدرانك

    آلاف السنين

    لا تنسى حُزنك

    ولا خيبتك

    لا تنسى تجاهلهم لك

    أحاديثهم القليلة معك

    رسائلهم المعدومة

    إهمالهم المقصود

    هواتفهم المغلقة في وجهك

    لا تنسى صدمتك التي لم تتجاوزها بعد..

  • حتى وإن عادوا إليك

    أكملوا حياتكم

    ارفعوا قيمتكم

    تذكروا الدموع فوق الوسائد

    عيشوا بين هذا العالم

    لن تموتوا بدونهم

    لن تتوقف الحياة

    لن تكُّف الأرض عن الدوران

    استعمل كل ذكائك لتعيش

    اعتذر لنفسك بقوة

    رمّم الخراب الذي بداخلك

    تطاهروا بالسعادة

    حتى لو لم تكونوا سُعداء

    كُنتم أطيب من أن يؤذى

    وآخر من يستحق أن يُجرح

    سيجبرك الله..و يعوضك الله

    ويرزقك بشخصٍ يشبهك تماما

    في هدوءك..في انفعالك

    في حُبك..وعشقك واهتمامك

    سيرزقك بأحدٍ

    لا يُشبهه في عشقه لك.. أحد..

    يجيئك بعد التعب

    فالرائعون لا يلتقون دائماً

    إلا في النهايات

  • حتى وإن عادوا إليك

    لا تعود...

إليه حيثمااااا كااااان

•••••••••

لا أسفاً على راحل..ولا حُزناً على مُستغن..